السبت 4 مايو 2024

خبراء: تغيير المناخ قضية شديدة الخطورة وتؤثر على الاقتصاد في دول العالم

التغير المناخي

اقتصاد1-11-2021 | 18:01

حسن رزق

يعتبر التغير المناخي من أهم القضايا التي تضر البلاد فإن الآثار العالمية لتغيير المناخ تعمل على تغير أنماط الطقس مما يترتب عليه تهديدات للإنتاج الغذائي وكذلك تعمل على ارتفاع مناسيب البحار، وأصبحت الأنشطة البشرية هي المتسبب الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع نتيجة لحرق الوقود مثل الفحم والنفط والغاز.

وقال الدكتور كريم عادل الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، إن القمة الحالية الخاصة لمناقشة قضية تغيير المناخ، تعد قمة استثنائية والتي يشهد حضورها كبار قادة العالم، لافتا أنها استثنائية من حيث طبيعتها وذلك لأنها لاتقتصر فقط علي مناقشة حلول تلك القضية ولكنها تتضمن أيضا تقييم ومراجعة لما تم اتخاذه من خطوات في اتفاقية باريس الخاصة بالمناخ لعام 2015.

قضية تغيير المناخ تعتبر قضية شديدة الخطورة

وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أن قضية تغيير المناخ تعتبر قضية شديدة الخطورة، لأنها وإن كانت قضية بيئية ولكنها تمثل تهديدات اقتصادية وتنموية، لافتا أنها تؤثر علي الأوضاع الاقتصادية في مختلف دول العالم من ناحية، كما تؤثر علي مسيرة التنمية وفقا للأهداف الأممية للتنمية المستدامة المعلنة من 2016 من الأمم المتحدة من ناحية أخرى.

وأوضح "عادل" أن القمة تتناول مدى إلزام الدول المتقدمة بمساندة الدول النامية في معالجة الأضرار البيئية الخاصة بتغيير المناخ، لافتا أن القمة وإن كانت تتضمن مجموعة من الدول إلا أنها دول صناعية تسببت بما نسبته 75% من الأضرار البيئية في مختلف دول العالم ككل بما فيهم الدول النامية.

وأشار إلى أن الدول النامية تمثل 75% من اقتصاد العالم، وبالتالي لابد من وجود فاتورة الأضرار البيئية تتحملها تلك الدول لأنها تعتبر المتسببة في تغير المناخ، لافتا أن حجم الأضرار الناتجة عن تغيير المناخ تصل إلى 3.6 تريليون دولار تقريبا، وبحلول 2050 متوقع أن تصل تلك القيمة من 40 دولارًا إلى 50 دولارًا فكان لابد من وجود حلول جذرية واتفاق ملزم بكافة الدول علي تطبيق المنظومة الخاصة بتقليل أضرار المناخ.

الدولة المصرية خطت خطوات كبيرة في ملف الطاقة

قال الدكتور فرج عبد الله مدرس الاقتصاد المساعد وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، إن الدولة المصرية بذلت شوطا كبيرا في عملية إعادة الإعمار والمخططات للدولة المصرية متمثلا في المدن الجديدة التي تتماشى مع النظم الحديثة ونظم المدن الذكية لتقليل الانبعاث والاعتماد على الطاقة النظيفة، لافتا أن ملف العمران يعد واحدا من الملفات التي تعتبر مدخلا للحد من التغير المناخي.

وأوضح عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أن الدولة المصرية خطت خطوات كبيرة في ملف الطاقة، لافتا أن الطاقة الحفرية تمثل تقريبا ما يزيد عن 85% من ظاهرة الانبعاثات التي تؤثر على التغير المناخي، مشيرا إلى أن الدولة المصرية ساهمت بأكثر من 75% من المحطات التي تم تدشينها خلال الفترة الماضية علي مدار السبع سنوات تعتمد كليا علي الطاقة النظيفة، و25% المتبقية تعتمد على الغاز الطبيعي، مما يدل أن الدولة اهتمت بتقليل معايير الانبعاثات التي تضر المناخ.

وأكد الخبير الاقتصادي أن تلك التطورات تتفق مع أهداف الدول الأوروبية التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات باعتبارها الأكثر تضررا من التغير المناخي، لافتا أن تلك الإنجازات تعمل على تحول مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة، والذي يتمثل في العديد من المشاهد خلال الفترة الحالية عن طريق محطات الطاقة المتجددة سواء الشمسية وغيرها، مؤكدا أن هناك مؤسسات دولية صنفت الدولية المصرية باعتبارها الأبرز تطورا في مجال الطاقة.

جانب اقتصادي يعود علي مصر

وأشار إلى أن هناك جانبا اقتصاديا يعود علي مصر من قمة تغير المناخ، فمن أهما تسويق المنتجات التي اهتمت بها الدولة المصرية وهي الطاقة، والذي يعمل علي تعزيز من موقفها التفواضي لجعلها مركزا إقليميا للطاقة، والذي يعود بأكثر من منفعة والتي من أهمها أن الدولة المصرية تستطيع أن تأخذ من الأمم المتحدة والدول الراعية للحفاظ علي البيئة المنح والإعانات باعتبارها مكافئة للدول التي تحد من الانبعاثات باعتبارها مكافئات دولية، كما ستعمل علي زيادة فرص استدامة النمو من الداخل.

مؤكدا أن تدفق رؤوس الأموال للداخل يعمل على إعادة المؤشرات والتي من أهما، ميزان المدفوعات بجانب التحويلات الرأسمالية بجانب الاحتياطي النقدي الأجنبي والذي يعمل علي تعزيز العملة أمام باقي العملات، لافتا أنه سيزيد من فرصة ضبط الأسواق في الداخل كبيرة، بجانب أنه سيعمل على توفير المنتجات التي تدخل في عمليات الإنتاج بشكل تنافسي، للقدرة على انفاق الالتزامات الدولارية في أي وقت وبأي تكلفة.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد وصل لمقر انعقاد قمة تغير المناخ بجلاسكو، في الدورة الـ 26 وكان في استقباله، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وأنطونيو جوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة، وتنطلق قمة المناخ اليوم في جلاسكو بمشاركة 190 دولة من أنحاء العالم، ويشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الدورة ٢٦ لقمة الأمم المتحدة لرؤساء الدول والحكومات لتغير المناخ والتي ستعقد على مدار يومي الأول والثاني من نوفمبر بمدينة جلاسكو.

Dr.Randa
Dr.Radwa