نعيش في عصر أشبه بالخيال المعرفي يسير بسرعة البرق في التقدم التكنولوجي والعلمي في كافة التخصصات العلمية مما يحدث طفرة هائلة في تقدم الكثير من الشعوب والدول التي تسير بخطى ثابتة في البحث العلمي والتكنولوجي، لذلك فإن العلم وصناعة الوعي المعرفي وجهان لعملة واحدة لإعداد كوادر علمية وشبابية ناجحة في مختلف المجالات بكافة أنواعها مما يتطلب علي القائمين علي العملية التعليمية علي المشاركة الفعالة في صناعة الوعي وبناء العقول الصاعدة سواء أكان أساتذة الجامعات في كل من الجامعات الحكومية والخاصة والمعلمين في المدارس بمختلف مراحل التعليم وكذلك إمام المسجد والقسيس في الكنيسة وكل من هو شريك في إلقاء المعلومة والعملية التعليمية وتربية النشء والأجيال وتوعية الناس بصفة عامة.
ومن جهة يجب على أساتذة الجامعات المشاركة الفعالة والحث المستمر للطلاب والطالبات علي تجديد الوعي لديهم بالنسبة للمادة العلمية في تخصصهم أو للمعلومات العامة والثقافة تجاه الوطن وتخصيص جزء من محاضراتهم في كل محاضرة لذلك من أجل تخريج جيل كفء قادر على استكمال مسيرة بناء التنمية الشاملة والمستدامة بقيادة القيادة السياسية الحكيمة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ومن جهةٍ أخرى، هناك فئة كبيرة من أساتذة الجامعات يجب تسليط الضوء عليهم واستقصاء الغالبية العظمي منهم المنحرفين فكريا والذين لهم انتماء لجماعة الإخوان المسلمين ووضعهم تحت المتابعة المستمرة والمقننة من قبل الجهات المختصة لأنهم اشد خطرا من الإدمان والتطرف نفسه لأنهم يصنعون عقول أبناءنا وشبابنا مما يؤثر عليهم بالسلب وليس الإيجاب، وهذا يتطلب ضرورة تأهيل كوادر التدريس أنفسهم بحيث يصبح الأستاذ الجامعي على ثقة فيما تفعله الدولة وينقل تجربته للطلاب، ولذلك يجب وضع منهجا ملزما على أساتذة الجامعات يساهم في زيادة وعيهم، والذى ينتقل بالضرورة إلى طلابهم.
بالإضافة إلى ضرورة عقد ندوات إلزامية الحضور على الطلاب للشخصيات العامة في الدولة، في كافة المجالات بشكل أكبر وأشمل من المنفذ حاليا، بحيث يرى الطلاب أمامهم نجوم الرياضة والسياسة والفن يتحدثون عن تجاربهم وكيفية الإيمان بأحلام الشباب وتدعيم طموحهم.
وعلاوة على ذلك فالجامعات المصرية تلعب دورا مهما وفعالا في تنمية الوعي السياسي لطلابها سواء من ناحية دور كل من عضو هيئة التدريس، المقررات الدراسية، الأنشطة الجامعية، الاتحادات الطلابية، المناخ الجامعي.
فلا بد أن يكون المناخ الجامعي صحيا سليما مشعبا بالفهم والتقدير المتبادل وقيم العدالة والحرية والمساواة، فإنه بلا شك سيساعد على تنشئة الفرد سياسيا، فضلا عن نمو شخصيات متكاملة ومتزنة ومتوافقة نفسيا، وتبني عضو هيئة التدريس لفلسفة الحوار، وتقبل الاختلاف في الآراء بين الطلاب، وضرورة مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
خلاصة القول
الجامعات تعتبر منارات العلم ومعقل الفكر وموئل المفكرين وذخيرة الوطن من العلماء في شتي مناحي الحياة، وقاطرة التقدم في المجتمع للوصول إلى بناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية الوطنية، وتأصيل المنهج العملي في التفكير وتنمية المواهب ونشر القيم الحضارية والروحية، متوخية في ذلك المساهمة في رقي الفكر وتقدم العلم والاعتلاء بالقيم الإنسانية، وتزويد البلاد بالمتخصصين والفنيين والخبراء في جميع المجالات وإعداد الإنسان المزود بأصول المعرفة وطرائق البحث المتقدمة والقيم الرفيعة ليساهم في بناء وتدعيم المجتمع وصنع مستقبل الوطن وخدمة الإنسانية، وهم أهم ثروات المجتمع وأغلاها، فإن من أهم عملها واختصاصاتها مراعاة المستوي الرفيع للتربية الدينية والخُلقية والوطنية، وهو ما يفرض على أساتذة الجامعات التحلي بالأخلاق الكريمة والسلوك القويم بما يتفق مع التقاليد الجامعية العريقة لكونهم قدوة لطلابهم يعلمونهم القيم والأخلاق وينهلون من علمهم ما ينفعهم.