أعلنت الولايات المتحدة على الموافقة لإعطاء الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عاما، لقاح "فايزر وبيونتيك"، وهذه الخطوة تمهد السبيل أمام الاستفادة التي سيحصل عليها الملايين من صغار السن الأمريكيين وحصولهم هذا على اللقاح.
وأعلنت راشيل وولينسكي مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنها قررت بعد دراسة متأنية أجرتها منظمة الأدوية في الولايات المتحدة، وتوفر الولايات المتحدة بالفعل اللقاح لمن هم فوق 12 عاما، وتستهدف الموافقة الأخيرة نحو 28 مليون طفل أمريكي.
ويرى بعض الخبراء أن هؤلاء الأطفال يجب عليهم الحصول علي هذا اللقاح لأنه ضروري للغاية للعودة إلى الحياة الطبيعية، وتأتي هذه الموافقة بعد دراسة عدة لجان شملت علي العديد من خبراء مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالتعاون مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بعد تقييم مخاطر وفوائد تطعيم الأطفال للوقاية من الإصابة فيروس كورونا.
ولخلص مسؤولين إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن اللقاح كان فعالا بنسبة 91% من حيث حماية الأطفال الصغار من الإصابة بالفيروس، كما أن استجابتهم المناعية لهذا اللقاح كانت مماثلة لتلك التي تم رصدها من خلال أشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 عاما، ولم يسجل الباحثون أي آثار جانبية خطيرة.
ويأخذ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عاما جرعة تحتوي على ثلث الجرعة الممنوحة للبالغين، الأمر الذي يفرض تحديا لوجستيا جديدا أمام موردي الأدوية والأطباء، كما تُستخدم إبر أصغر حجما، ويجب أن تفصل الجرعتين الأولى والثانية ثلاثة أسابيع.
وأكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في بيان أن تطعيم الأطفال "سيسمح للآباء بإنهاء شهور من القلق بشأن أطفالهم، وتقليل مدى نقل الأطفال لعدوى الفيروس للآخرين".
وأشار مسؤول بارز في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن انتشار كوفيد تسبب في إغلاق 2300 مدرسة هذا العام، مما أثر على 1.2 مليون تلميذ و 78 ألف معلم منذ أغسطس.
ومن بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عاما، تأكد تسجيل نحو 1.8 مليون حالة إصابة بكورونا في الولايات المتحدة، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، كما تم تسجيل أقل من مائتي حالة وفاة، معظمهم ممن يعانون من حالات مرضية.
ويؤكد بعض خبراء الطب إنه نظرا لاستمرار انتشار متحور لدلتا والعودة إلى التعليم المدرسي عن بعد، فإن تطعيم الأطفال يعد خطوة أساسية في مكافحة الوباء.
وقال جيمس فيرسالوفيتش، أخصائي علم الأمراض في مستشفى تكساس للأطفال، يحتاج الآباء إلى فهم مدى الحاجة الماسة للتطعيم نظرا لأن الوباء لم يتوقف بعد"، ويقدر فيرسالوفيتش تشخيص إصابة نحو 1500 طفل بالفيروس منذ بداية الوباء في مستشفى تكساس، وهي أكبر مستشفى للأطفال في الولايات المتحدة، وقال "لم يسلم أحد من أي فئة عمرية".