الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

الدراما الرديئة شريك دبور مذبحة الإسماعيلية

  • 3-11-2021 | 20:42
طباعة

قبل أن نُحاكم "دبور" مرتكب مذبحة الإسماعيلية، علينا أن نُحاكم صُنَّاع الدراما، الذين تسسبَّبوا فى تكوين فكره، وصار يعيش ويُجزم بأن القانون غائبٌ عن عالمنا، له قانونٌ خاص، قلبه قاسٍ، لا تعرف الرحمة طريقًا له، حتى فى الحصول على حقه لا يعرف أنصاف الحلول، أو طَرق الأبواب الشرعية فى التقاضى، بل أراد تأديب القتيل على ما بدر فى حق والدته وشقيقته، إن كان حدث ذلك، وقرَّر إعدامه على ما فعل بالموت ذبحًا، وفصل رأسه عن جسده.

 

 القاتل حسب تفكيره المُكتسب من الأفلام الردئية، التى تمَّ إنتاجها أواخر 20 عامًا، نفَّذ جريمته البشعة، ذبح القتيل وفصل رأسه عن جسده، جريمته المُصوَّرة تُوضِّح لنا بأنه لا قلب له، البعض حاول إلصاق تهمة السلبية لمَنْ شاهد المذبحة ولم يتدخَّل لمنعها، أى عاقلٍ يرفض ذلك، إلا أنه وفى الوقت نفسه يخشى على نفسه التعامل مع مدمنٍ، الشر يبث من بين أهداب عينيه، وإذ كنا نلوم على مَنْ شاهد الجريمة ولم يتحرَّك لمنعها، علينا أن نعرف أيضًا أن زمن الشهامة ندر، لم يعد له وجودٌ، لم تعد هناك نخوة أو شجاعة، اختفى دور القوى الناعمة التى كانت تُشكِّل وجدان النفوس، مَنْ تخطَّت أعمارهم الخمسة عقودٍ، وجدانهم شُكل على كتابات ثقافات الحُب.

للأسف اليوم لا تُسهم القوى الناعمة فى تشكيل وجدان الشباب، الأخبار الأكثر قراءةً عن فساتين النجمات العارية، وجريمة أغتصابٍ، وفيلمٍ إباحىٍّ لنجمة شهيرة، صار شبابنا مُقتنعًا بثقافة الفوضى المُكتسبة من مواقع التواصل، التى لم نربح منها سوى شرورها فقط.

دبور مرتكب مذبحة الإسماعيلية تفكيره مستمدٌ من أفلام عُرضت فى الفضائيات، والتى تُبيح لشخصية البطل القتل والاغتصاب، ويُبرِّر مخرج العمل للبطل جريمته، بل ويُظهره فى شخصية المُنتصر، من حقه أن يفعل ما يشاء، حتى العظة فى العمل لا تُقدَّم، ينتهى الفيلم دون  أن يعرف المشاهد أن الإعدام شنقًا مصير  شخصية البطل.

 أُطالب علماء الاجتماع  والنفس مصاحبة النيابة العامة وحضور جلسات التحقيق مع المتهم، وتحليل كل اعترافٍ له، نحن لسنا فى غابةٍ، بل نعيش فى دولةٍ يحكمها القانون، النفس البشرية  غاليةٌ عند خالقها، جريمة القتل من الكبائر التى نهى الله عنها..

 

 قبل أن نُحاكم دبور الإسماعيلية بالإعدام شنقًا، وهى العقوبة المُقرَّر ة عليه حسب نصوص المُشرِّع فى القانون الجنائى، علينا أن نُراجع أنفسنا لمنع جريمة دبورٍ جديد، الحل فى أيدينا، وهو منع كل الأفلام التى بها عنفٌ وقتلٌ، وتُدمِّر النفس، الدراما سببٌ فى جرائم عديدة؛ منها جريمة  حدثت منذ 20 عامًا كانت بمحافظة الشرقية، زوجة قتلت زوجها بدس السم فى الشاى لمدة 60 يومًا بمقاديرٍ بسيطةٍ، الجريمة اُكتشفت عبر الصدفة بعد وفاة الزوج  بأربعة أسابيع، بعد أن عثرت شقيقة الزوج على علبه السم داخل مطبخ الزوجة، وتم تشريح جثمان الزوج، وكانت المواجهة مع الزوجة، التى اعترفت بجريمتها، وقالت إن فكرة القتل بالسم جاءت لها خلال رؤيتها لفيلم أجنبى عُرض على الفضائيات، رغم تعليمها المتوسط نفَّذت الجريمة، كما جاءت فى سيناريو الفيلم.

 دبور لا يجب أن يُحاكم بمفرده، وإنما يُحاكم معه كل من أفسد الذوق العام ودمَّر العقول، ننتظر القرار السريع بمنع الأفلام الرديئة التى تُعد  بصمة عار فى تاريخ السينما المصرية..

وحفظ الله مصرنا الغالية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة