الخميس 28 نوفمبر 2024

قال إن أباه وضعه على الطريق الصحيح .. الشيخ أحمد محمود البنا : والدى كان محباً للموسيقى ويعزف على العود

  • 5-6-2017 | 14:26

طباعة

حوار: سميرأحمد - تصوير: صبري عبد اللطيف

القاريء الشيخ أحمد محمود علي البنا الابن الرابع من بين سبعة من الإخوة والأخوات منهم اللواء شفيق البنا والذي كان يعمل برئاسة الجمهورية والكاتبة الصحفية بأخبار اليوم آمال البنا في عائلة" كروان" القرآن الكريم كماكان يطلق علي الشيخ محمود البنا علمهم جميعا حفظ كتاب الله والالتزام في كل شيء حتي اصبحوا واجهة مشرفة في المجتمع وكان هذا الحوار مع الشيخ احمد والذي ما أن يستمع الناس لتلاوته للقرآن الكريم بصوته الجميل حتي يتذكروا الوالد الشيخ البنا والذي تحدث عن ذكرياته في شهر رمضان المبارك وسفرياته للكثير من بلدان العالم وأشياء كثيرة عنه وعن موهبته التي انبثقت من موهبة أبيه فإلي التفاصيل ...

بداية من هو الشيخ أحمد البنا ؟

أنا قاريء للقرآن الكريم وحاصل علي بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس، ونحن سبعة أخوة خمسة ذكور واثنتان من الإناث أبناء الشيخ محمود علي البنا رحمة الله عليه حفظنا كتاب الله جميعا علي يد الشيخ معوض والذي كان الوالد حريصا أن يأتي إلينا يوميا خلال فترة الصيف أما فترة الدراسة فكان يأتي إلينا يومين في الأسبوع والحمدلله حفظت الكتاب الكريم وكان ارتباطي بالوالد بدأ فى التزايد حين بلغت السابعة من العمر وكنت أذهب معه عندما أكون غير مشغول بشيء إلي مبني ماسبيرو حيث كان يقوم بقراءة القرآن الكريم في الإذاعة وايضا في سهراته الخارجية والحفلات.

والناس تعرفنى بأنني ابن أحد المشاهير من قراء القرآن الكريم وكانت والدتي تقول لنا أنتم ابناء شيخ حامل للقرآن فينبغي أن تكونوا مثالا للادب والاخلاق والالتزام بين الناس وعشنا علي هذا المبدأ وعلمنا أولادنا ايضا هذه الأشياء الجميلة.

دراستك كانت في كلية التجارة فكيف ورثت هذه المهنة عن والدك؟

مع أننا جميعا صوتنا جيد ومميز في التلاوة خاصة أخي اللواء شفيق وأيضا أخي الاصغر استطيع أن اقول إننا كلنا جميعا نمتلك صوتاحسنا ذا عذوبة في القراءة لكن جاء حبي للمهنة عندما نادني وأجلسني والدى أمامه عندما رآني "ادندن" مرات كثيرة فبدأ يهتم بي ويرشدني ويصحح لي أخطائي التي كنت أقع فيها وكنت وقتها بالمرحلة الإعدادية إلي أن انهيت دراستي وتخرجت فى الجامعة فأراد أن يصطحبني معه فى إحدي رحلاته الرمضانية فاعتذرت له نظرا لارتباطي بأعمالي الخاصة وندمت بعد ذلك فابتسم وسافر وحيداً وأنهي ختم القرآن هناك وعاد متعبا، فأدخلناه المستشفي وانتقل الي جوار ربه بعدها بأسبوعين فقط ومثل ذلك صدمة لي والأسرة جميعا ولمحبيه في مصر والوطن العربي لرحيله المفاجئ عن عمر 58 عاما ، والحمد لله كنت أحضر معه تسجيله للمصحف المرتل بحضور لجنة من كبار العلماء والمتخصصين واستفدت من المناقشات التي كانت تدور بينهم حول أحكام التلاوة والغنن والمدود والوقف والابتدا وقد استفدت كثيرا، مما جعلني اتقن قراءة كتاب الله تعالي، وبعد وفاة الوالد كنت اسلم علي والدتي وأقبل يديها كعادتي سلمتني عدد اثنين "قفطان " كانت تحتفظ بهما للوالد ومن هنا اكتملت الصورة استعدت شريط الذكريات مع أبي وماكان يؤهلني له فاتضحت الرؤية لي في أن اسلك طريق الوالد وما أجمله من طريق حيث اقوم بالتلاوة في مسجده في بلدتنا كل يوم جمعة ويأتي أهل القري المجاورة ويرددون الكلمة التي تسعدني دائما «الله يرحم أبوك» بعد قراءة كل آية من السور المباركة.

ماذا ورثت عن والدك ؟

ورثت منه أشياء كثيرة جميلة ومن أهمها صوته إلي حد التطابق ولكني لم اقلده.

ما نصيحته التي تركت أثراً فيكم؟

قال لنا احفظوا القرآن الكريم وعلموه لاولادكم لما فيه من خيري الدنيا والآخرة.

حدثنا عن ذكرياتك مع شهر رمضان المبارك؟

سبعة عشر عاما لم أفطر فيها مع اولادي حيث كنت دائم السفر إلي جميع بلدان العالم عدا الولايات المتحدة سافرت لندن خمس مرات ، فرنسا ، لبنان ، ماليزيا، لبنان ، الكويت، قطر ، كوريا الجنوبية ، كانت كل يوم لنا تلاوة في مسجد من المساجد بهذه البلدان.

أذكر لنا مواقف حدثت لك أثناء تلاوتك للقرآن الكريم في هذه البلدان ؟

حدث لي موقفان لن انساهما حيث إن الجالية المصرية والعربية كبيرة في البلاد الاوربية، وقد فوجئت بشخص يمسك بي ويبكي بكاء شديدا ويتكلم باللغة التركية وأنا أتحدث اللغتين العربية والانجليزية ولم أفهم ماذا يريد فسألت للحضور ماذا يريد؟ فلم يجاوبني أحد. المهم عرفت في اليوم التالي أنه كان معجباً بالقراءة ويريد أن يدعوني للسفر إلي تركيا ليسمعني الاتراك هناك وموقف آخر حدث في اسكتلندا حيث كنت اقرأ القرآن والناس ظلت جالسة للاستماع ونسوا أنفسهم عن موعد السحور فاضطر رئيس الجالية مستر "جاهين" أن يحضر لهم الطعام وتعجب من هذا وقال لي أنتم يامصريون لكم مذاق خاص في التلاوة فبرغم إقامة المستمعين إلا أنهم ظلوا جالسين ونسوا السحور ... وموقف آخر أذكره وأنا في أبوظبي فقد وقف أحد الاشخاص صائحاً بأعلي صوته «الله يرحم ابوك» هذه المواقف أثرت في . كثيرا أما عن المواقف التي حدثت للوالد فهي كثيرة لكن أحكي عن موقف حدث له اثناء تواجده في المانيا وهناك عادة ما تكون الاعداد قليلة نظراً لبعد المكان عن المركز الإسلامي الذي يتلو فيه فيحضر حوالي 30 أو 40 يستمعون وكانوا يعتذرون له لهذا الموقف كان يقص عليهم حديث رسول الله الكريم «بلغوا عني ولو آية» ويستعذب قراءة القرآن خاصة في الفجر ويقول إن الملائكة تشهد والله يفتح عليه فتحا مبينا.

ماذا قالوا لك عن الشيخ محمود البنا؟

كنت في زيارة للسعودية في إحدى المرات فاستضافني أحد الاصدقاء هناك وقال لي أنت ابن الاكابر فقلت ماذا تعني فقال لي الشيخ محمود البنا نعتبره من الخمسة الاكابر الذين عملوا المصحف المرتل وكنا لانعرف التلاوة وتعلمنا من خلالهم لذلك نطلق عليهم هذا" اللقب.

كيف كانت علاقته برؤساء الدول التي زارها؟

سافر إلي كثير من بلدان العالم واستقبله زعماء هذه الدول حيث قابل الملك سلمان والملك خالد والعاهل المغربي الملك محمد الخامس وكانت تربطه صداقة بالرئيس جمال عبد الناصر وأمر بأن يتلو المصحف بإذاعة القرآن الكريم وقال له وقتها السيد عبد القادر حاتم أنت مكلف بقرار جمهوري، كما كان صديقاً للرئيس انور السادات ومنحه موافقة بأن يدفن بجوار مسجده الذي بناه في قريتنا.

ما أهم المساجد التي زارها؟

قرأ القرآن داخل المسجد الاقصي والمسجد الاموي والحرمين المكي والمدني.

كان يسعد جداً من استقبال الشعوب الآسيوية له .. ما السر في ذلك ؟

لانهم كانوا يأتون من مسافات بعيدة هم وزوجاتهم وأبناؤهم كي يستمعوا إليه ولكل المقرئين المصريين وكان يقول استقبالهم لنا ليس بالمصافحة فقط بل بالورود.

ومتي بكي الشيخ البنا ؟

يوم موت الزعيم جمال عبد الناصرلانه كان يحبه لانحيازه للفقراء وظل محافظا علي التلاوة في منزله في كل ذكري لوفاته.

وما الحكايات المشهورة عن الشيخ والتي كان يقولها لكم ؟

كان يحكي أن قارئا سودانيا، فتن بأدائه وهو الشيخ «مهدي السوداني» وكان دائم الحرص علي كل حفلاته يأتي بقدومه وينصرف بانصرافه حتي صار كظله يقرأ مثله ويتكلم مثله بل كان يقلده في كل شيء.

ما هوايات الشيخ بعيدا عن التلاوة ؟

كان محبا للموسيقي ويجيد العزف علي العود مع ترديد بعض الموشحات القديمة وكان يري ضرورة توظيف المقامات الموسيقية وأهمها «الصبا والنهاوند» في قراءة القرآن الكريم خاصة آيات التبشير والوعيد والنذير وتشريع ما يتطلب «تطويع» كل مقام للتعبير عن دلالة كل واحدة منها.

من الذي أطلق عليه لقب " كروان القرآن "؟

اعتقد انه الكاتب محمود السعدني وقد قال عنه أيضا أنه اثناء تلاوته للقرآن في أحد السرادقات دخل اثنان من ضباط الانجليز وكانا مخمورين ليهرجا فختم الشيخ القراءة واعطاهم علقة «ساخنة» لانه كان يجيد المصارعة.

علامات في حياة الشيخ البنا؟

- استجابة الرئيس السادات له بتأسيس أول نقابة للقراء بعد مطالبته للمسئولين وقتها ثلاث سنوات دون استجابة.

- إصراره على دراسة المقامات الموسيقية لصقل موهبته واعتماده كأصغر قارئ في الاذاعة.

- نذره والده للقرآن من يوم مولده.

- وصوله للصفوف الامامية وسط قراء عصره وتمثيله مصر في كثير من المحافل الدولية كسفير للقرآن الكريم.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة