"كومالا فيلاس" هو مطعم هندي تراثي في سنغافورة، اشتهر منذ أن قام رئيس الوزراء السنغافوري لي حسين لونج وزوجته هو شينج باصطحاب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لتناول العشاء، في ذلك المطعم النباتي، ومنذ ذلك الوقت لاقي شهرة كبيرة حتى يومنا هذا.
وعلى حسب ما أوردته وكالة "سي إن إيه" السنغافورية أنه في ظل الأوقات العصيبة التي تمر بها صناعة المأكولات والمشروبات، بسبب جائحة كورونا العالمية، فيشارك راجاكامور جوناسيكاران المسؤول الحالي عن إدارة الشركة المملوكة للعائلة لذلك المطعم وخططه للمضي قدمًا، حيث قرر افتتتلح العديد من الفروع للمطعم في عدة أماكن جديدة في سنغافورة.
يتذكر راجاكومار حياته التي دائمًا كانت متداخلة مع أعمال العائلة، ويقول: "عندما كبرت كنت أدرك تمامًا أن عائلتي تمتلك مطعمًا مشهورًا جدًا، إنه مطعم نباتي هندي وقد أحب ذلك الجميع ".
هذا المطعم الشهير ليس سوى "كومالا فيلاس"، أحد أقدم المطاعم الهندية في سنغافورة، والذي يقع في أحد الفنادق الواقعة على طريق سيرانجون في المنطقة الثقافية في ليتل إنديا، ويشتهر بأطباقه النباتية اللذيذة، مع أطباق مثل التوساي وفاداي والبرياني وغيرها والتي تقدم على أوراق الموز الطازجة.
تمتلئ طفولة راجاكومار بذكريات المطعم، لذلك يقول: "أتذكر أن والدتي اعتادت توصيلني مع أمين الصندوق الذي كان يعمل بالمطعم، وذلك عندما كان لديها مهام لتديرها، وكان أمين الصندوق لدينا يعتني بي لساعات، وكنت أجلس معه، فقط أراقب صخب المطعم".
تدير العائلة أيضًا متجر حلويات مجاورًا، يدعي حلويات كومالا فيلاس وسافوريس، حيث قضى راجاكومار معظم سنوات مراهقته، ويضيف: "كان المطعم دائمًا شاغرا بالزبائن، وكنا بحاجة إلى مزيد من القوى العاملة، لذلك كنت أذهب للمساعدة أحيانا".
كان الشاب البالغ من العمر 36 عامًا يعرف دائمًا أنه في يوم من الأيام، سيتولى إدارة شركة العائلة، حيث يعود إرثه إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وقصة نشأته هي قصة يسميها "قصة نجاح سنغافورة" الحقيقية.
ففي عام 1936 سافر جده أوم راجو، إلى سنغافورة من مسقط رأسه في مدينة تاميل بولاية نادو في الهند، وكان يبلغ من العمر وقتها 16 عامًا فقط، وانتهى به الأمر بالحصول على وظيفة في مطعم هندي.
لقد عمل بجد وارتفع قدره بالعديد من الترقيات، وفي غضون 10 سنوات تمكن من توفير ما يكفي لشراء المطعم، وأعاد تسميته كومالا فيلاس كإشادة بزوجة المالك الأصلي للمطعم، التي اعتنت به منذ قدومه لأول مرة إلى سنغافورة.
تم إنشاء المطعم عام 1947 وبعد تقاعد راجو، تولي ابنه راجو جوناسيكاران، إدارة الشركة، والذي توفي في العام الماضي، عن عمر يناهز 68 عامًا، وأصبح جوناسيكاران مسؤولا عن إدارة المطعم بشكل رسمي.
ويقول" كان المطعم دائمًا يمثل الكثير بالنسبة لعائلتي، فوالدي عمل هنا وكل أعمامي يعملون هنا، كما انضمت أمي إلى العمل أيضًا، ولدي ثلاث شقيقات وأنا الابن الوحيد، وباعتباري الابن الوحيد، كان من المتوقع أن أتولى المسؤولية في يوم من الأيام ".
وفي عمر 22 عامًا، مباشرة وبعد الانتهاء من الخدمة الوطنية (NS)، تم استدعاء جوناسيكاران للعمل لبدء التعلم في المطعم، ويصف التجربة بأنها صعبة، فلم يكن والدي هو المعلم، لذلك اضطررت للوقوف في المطعم وأراقب بنفسي كيف كان العملاء، وكيف يعمل الموظفون، وما هو الطعام، وثقافته، وكان كل شيء صعب في البداية".
وعلى الرغم من أنه غادر كومالا فيلاس مؤقتًا لمدة عامين وذلك لمتابعة دراسته في الخارج، إلا أنه كان يقضى عطلاته في سنغافورة في العمل في المطعم".
في ذلك الوقت، لم يكن لديه حتى لقب رسمي، يقول: "كنت معروفًا باسم ابن الرئيس، وكان هذا لقبي"، ولكن بعد وفاة والده، تولى رسميًا منصب المدير، ولذلك ربما تم تحديد المسار الوظيفي له، لكن قيادة المطعم التاريخي هي مسؤولية كبيرة".
"إنه إرثنا وهو صفقة كبيرة لعائلتي، كنت على علم دائمًا بأننا في وضع جيد بسبب هذا المطعم، لا يمكنك أن تأخذ ذلك كأمر مسلم به، عليك أن تعمل بجد، حتى لو أردت يومًا ما أن أفعل شيئًا آخر، يجب أن يكون المطعم دائمًا أحد أولوياتي ".
بعد توليه مهام والده، أدرك أنه يجب عليه أن يقوم بالتجديد في الأطعمة والمشروبات التي يقدمها المطعم، وأعرب عن أسفه بسبب تفشي فيروس كورونا في البلاد، والذي أدى إلى الإغلاق لفترة، لكن بعد استقرار الأمور، أصبح من الممكن افتتاح العديد من المنافذ للمطعم، في مناطق أخرى جديدة.