الأحد 12 مايو 2024

في ذكر ميلاده.. أحمد تيمور صاحب الخزانة التيمورية وأحد أعضاء المجمع العربي بدمشق

أحمد تيمور باشا

ثقافة6-11-2021 | 17:40

عائشة مفتاح

تحل اليوم ذكرى ميلاد الأديب المصري أحمد تيمور باشا، ولد تيمور في درب سعادة بالقاهرة، 6 نوفمبر 1871، وكان والده إسماعيل باشا تيمور، أحد كبار أعيان القاهرة، رئيس ديوان الخديوي إسماعيل، ربته والدته وأخته الكبرى عائشة التيمورية بسبب وفاة والده وهو حديث الولادة، تعلم أحمد تيمور اللغات ومبادئ العلوم في مدرسة مارسيل الفرنسية، ودرس العلوم العربية والإسلامية على يد الشيخ حسن الطويل، انقطع تيمور عن الدراسة النظامية بعد بضع سنوات وتلقى تعليمه في المنزل؛ حيث تعلم الفارسية والتركية، وكان قد كون وهو ما زال لم يكمل سن العشرين مكتبة شخصية بلغ قوامها ثمانية آلاف مجلد، نصفها من المخطوطات.

تزوج أحمد تيمور باشا عام  1889م من خديجة هانم بنت أحمد رشيد باشا ناظر الداخلية، الذي كان صديقًا حميمًا لوالده، ورزق منها أولاده الثلاثة إسماعيل ومحمد ومحمود، ثم توفيت عام 1899م فلم يتزوج تيمور بعدها، أفقد ابنه محمد  وقيل أنه جزع لذلك ثم لازمته نوبات قلبية انتهت بوفاته.

كان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق وعضوًا بالمجلس الأعلى لدار الكتب، انقطع تيمور بعد وفاة زوجته إلى خزانة كتبه ينقب فيها ويعلق ويفهرس ويؤلف حتى فقدانه لابنه محمد ثم وفاته عام 1930م، ويعتبر هو صاحب الخزانة التيمورية، تُعد هذه المكتبة من نوادر المكتبات العربية، ومن أكبرها وأكثرها في عدد المخطوطات، وقد جمع أحمد تيمور باشا مكتبة قيمة غنية بالمخطوطات النادرة ونوادر المطبوعات نحو 19527 مجلدًا وعدد مخطوطاتها 8673 مخطوطًا، أهديت إلى دار الكتب بعد وفاته، وقد دون تيمور باشا بخطه على أغلب مخطوطات مكتبته ما يفيد اطلاعه عليها، وسجل على أول المخطوط بخطه "قرأناه"، وكان يعد لكل مخطوط قرأه فهرسًا بموضوعاته ومصادره وأحيانًا لأعلامه ومواضعه، ويضع ترجمة لمؤلف الكتاب بخطه، وضع تيمور باشا فهرسًا ورقيًا بخطه لمكتبته، وجعل لكل فن فهرسًا مستقلًا خاصًا، وكانت هذه الفهارس موجودة في قاعة المخطوطات في مبنى دار الكتب القديم في باب الخلق، متاحة للباحثين.

كان لتيمور العديد من الصلات بأَعلامِ عصرِه كالشيخِ حسن الطويل، والشيخِ طاهر الجزائري، والشيخِ المجدد محمد عبده الذي تأثر به تيمور كثيرا، وقد تردد على مجالسه الكثير من أَقطاب الفكر والسياسة والأدب في مصر في ذلك الحين، أَمثال: سعد زغلول، وإسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وقاسم أمين، وغيرهم. كان بيته في درب سعادة بحي باب الخلق صالونًا ثقافيًا وكذلك كان قصره في الزمالك، وكذلك كان له عوامة في النيل، وعزبة في قويسنا، وكان المثقفون من العراق والشام واليمن والمغرب العربي يتوافدون إلى هذه الصالونات الأدبية الأربعة.

له العديد من الكتب والمؤلفات العريقة ومنها: أعلام المهندسين في الإسلام، أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث، تاريخ العلم العثماني، تصحيح لسان العرب، ويعد معجم الفوائد هو الأم لمؤلفاته كلها، وتوفى احمد تيمور باشا في 25 أغسطس 1930 عن عمر ناهز الـ 58 عامًا.

Dr.Radwa
Egypt Air