الثلاثاء 21 مايو 2024

في ذكرى كوكب الشرق.. نكشف كواليس التكريم الباكستاني لأم كلثوم بسبب «حديث الروح»

3-2-2017 | 22:39

في ذكرى رحيل كوكب الشرق نستمر في إلقاء الضوء على جوانب هامة من مشوارها الفني، ونكشف بعض التفاصيل الخفية التي حيرت الكثير من عشاق كوكب الشرق، وبينت مقدرة سيدة الغناء العربي على انتقاء كلمات أغانيها، حتى فاقت الشعراء أنفسهم.

 قررت أم كلثوم أن تغني قصيدة أو أغنية لشاعر من كل بلد ، وكانت تلك فكرة رائعة في جذب اهتمام وحب البلد الذي ينتمي إليه الشاعر الذي تغنت أم كلثوم بكلماته، ومن هؤلاء الشعراء، أحمد العدواني من الكويت، وغنت له قصيدة «أرض الجدود»، وقصيدة «يا درانا يا دار»، كما غنت لأبي فراس الحمداني «أراك عصي الدمع»، وللشريف الرضي من العراق غنت «أيها الرائح المجد»، و«قولي لطيفك»، وللشاعر

السعودي عبد الله الفيصل غنت «ثورة الشك»، و«من أجل عينيك».

وغنت أم كلثون للشاعر السوري الشهير نزار قباني، قصيدة «أصبح عندي الآن بندقية»، ومن السودان غنت للشاعر الهادي آدم «أغدا ألقاك»، وللشاعر اللبناني جورج جرداق غنت «أقبل الليل»، وللشاعر

الهندي الباكستاني محمد إقبال، غنت «حديث الروح».  

وتناول الكاتب الكبير، حنفي المحلاوي، سيرة من غنت لهم أم كلثوم في كتاب الذي حمل عنوان: «شعراء أم كلثوم»، والذي خصص خلاله فصلا كاملا عن التعديلات التي أجرتها أم كلثوم في معظم القصائد التي غنتها.

ورغم أن المحلاوي يؤكد في كتابه، أن كوكب الشرق، لم تكد تترك قصيدة إلا وعدلت في كلماتها، ومنها قصيدة محمد إقبال «حديث الروح»، والتي ينسب فضل ترجمتها إلى الشيخ الصاوي، المقلب بهيلين كلر الشرق. 

وتعمد الشيخ الصاوي ترجمة القصيدة، دون تعديل في سياقها لأمانة النقل، وعندما قررت أم كلثوم غناء القصيدة، وكعادتها قررت التغيير والتعديل فيها، لكن هذه المرة على نطاق واسع، فحذفت مقطعا كاملا من

القصيدة الأصلية، ونصف مقطع آخر، مع استبدال كلمة منها فقالت: «صعدت إلى شفتي خواطر مهجتي بدلا من بلابل مهجتي»، كما قدمت جواب الشكوى على الشكوى نفسها، فبدأت بـ: «حديث الروح للأرواح يَسري وتدركه القلوبُ بلا عناءِ»، وكان المقطع الثاني: «شكواي أم نجواي في هذا الدُّجى ونجوم ليلي حُسّدي أم عـوّدي»، وحققت القصيدة نجاحا باهرا، عندما وضع الموسيقار الكبير رياض السنباطي لحنها، وغنتها أم كلثوم.

وأصبحت قصيدة «حديث الروح»، أول وأروع الأغاني الدينية في قائمة طويلة من هذا اللون الغنائي، بما أضفته عليها من وجد، وورع، ومناجاة، وتختتم أم كلثوم القصيدة بمقطع أخير، إذ تقول باحتدام صارخة: «إذا الإيمان ضاع فلا أمان.. ولا دنيا لمن لم يحيي دينا.. ومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفناء لها قرينا».

وتسعد دولة باكستان بروعة أم كلثوم، وتكريمها للشاعر الفيلسوف محمد إقبال باختيار قصيدته لتتغني بها، وتقيم السفارة الباكستانية في القاهرة، يوم 23 مارس 1968 حفلا لتكريم كوكب الشرق ، دعت إليه سفراء الدول العربية، والإسلامية ، وألقى خلاله السفير الباكستاني سجاد حيدر، كلمة تقدير وشكر، نيابة عن الرئيس الباكستاني محمد أيوب خانن كما منحها وسام نجمة الامتياز الباكستاني، وسط تصفيق الحاضرين.