الثلاثاء 21 مايو 2024

دول الشرق الأوسط تتحد لمواجهة خطر التغيّر المناخى

دول الشرق الأوسط

عرب وعالم9-11-2021 | 19:30

إسراء عاصم

التغير المناخي أثار تغير كبير في جميع البلاد، سواء تغير اقتصادي وسياسي وبيئي، وتضمن هذا التغير تغير في ظروف المعيشة، فقد باتت الاضطرابات المناخية المستمرة تثير وعيًا متزايدًا في هذه المنطقة المضطربة من العالم مثل الشرق الأوسط، حيث اعتادت الصراعات المتعددة والتوترات الجيو استراتيجية المستمرة على ترحيل القضايا البيئية إلى المستوى الثاني من الأولويات الحكومية. 

 وأصبحت فيها انبعاثات غاز الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري أعلى من الانبعاثات المماثلة في الاتحاد الأوروبي، فإن خطورة الأوضاع دفعت كوستاس كاديس، وزير البيئة القبرصي، إلى التصريح بالقول اليوم الثلاثاء "إنه يجب علينا أن نتصرف بشكل جماعي وحاسم وعلى أساس من المعرفة العلمية".  

وكان كاديس يتحدث في جلسة عقدت في إطار أعمال قمة المناخ، والتي أعلن خلالها عن تنظيم اجتماع على المستوى الوزاري لبلدان المنطقة في فبراير 2022 المقبل، بهدف الموافقة على خطة عمل للتعاون المناخي على مدار السنوات العشر القادمة. 

وقال كاديس "إنه من المتوقع أن يجتمع بعد ذلك رؤساء الدول المعنية في أوائل الخريف في قبرص للتصديق على البرنامج التنفيذي للخطة، وتعد هذه الخطوة الأخيرة تتويجا لجهود قبرص، صاحبة مبادرة التغير المناخي في شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط التي أطلقتها في عام 2019". 

كما استضافت نيقوسيا، في منتصف أكتوبر في مدينة بافوس، المؤتمر الدولي حول التغير المناخي في شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، مؤتمر حضره على وجه الخصوص مسؤولون ومندوبون وعلماء من مصر والسعودية وعمان وفلسطين ولبنان والأردن وإسرائيل، وقدمت نتائجه يوم الثلاثاء الماضي في مؤتمر جلاسكو. 

وتركز خطة العمل، التي أطلق عليها اسم "إطار السياسات والإجراءات الخاصة بأزمة المناخ في شرق البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط"، على التنمية الخضراء المستدامة، وحماية التنوع البيولوجي وتنمية البيئة، والبحوث والتقنيات. فكلها قضايا حاسمة بالنسبة للشرق الأوسط، وهي منطقة مصنفة على أنها معرضة لخطر تغير المناخ من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC). 

 وجاء تفاقم وزيادة موجات الحر والنمو السكاني المتسارع ليزيد الطين بلة ويلقي بثقله على مواردها المائية الضئيلة بالفعل، وتجاوزت درجات الحرارة هذا الصيف 50 درجة مئوية في الكويت وعمان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والعراق وإيران. 

وإن لم تتخذ هذه البلدان إجراءات حاسمة فيمكن للوضع أن يتدهور بصورة سريعة، أسرع قليلا من أي مكان آخر وفقا للعلماء. 

 ففي تقريرها الأول عن "تقييم المخاطر في منطقة البحر الأبيض المتوسط" الذي نشرته منظمة "خبراء البحر الأبيض المتوسط حول المناخ والتغير البيئي" العام الماضي، حذرت من أنه من المحتمل جدا أن تواجه معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مخاطر أكبر ذات علاقة بالتغير المناخي والبيئي، مقارنة بالمناطق الأخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط، ولا سيما أن قدرتها على مراقبة المعايير البيئية المهمة أو إجراء تحليلات المخاطر محدودة للغاية".