الثلاثاء 4 يونيو 2024

فى ذكرى ميلاده.. ما لا تعرفه عن صاحب ملحمة «الأرض» عبدالرحمن الشرقاوى

عبد الرحمن الشرقاوي

ثقافة10-11-2021 | 17:47

هدير إسماعيل

يوافق اليوم الأربعاء 10 من نوفمبر، ذكرى ميلاد الكاتب الصحفي والمسرحي عبد الرحمن الشرقاوي، رائد الشعر الحر، أديب الفلاحين، وهو صاحب رواية "الأرض" التي وصفت بأنها ملحمة خالدة.

ولد الشرقاوي في 10 نوفمبر عام 1921 بقرية الدلاتون محافظة المنوفية شمال القاهرة، بدأت طفولته بالتعلم في كتّاب القرية مثل أقرانه، حتى التحق بالمدارس الحكومية، ووصل إلى كلية الحقوق في جامعة فؤاد الأول، ثمّ بدأت حياته العملية بممارسة مهنة المحاماة.

وسرعان ما هجر المحاماة التي وجد أنها لا تشبه اهتماماته وحبه للأدب والكتابة حتى يتجه إلى الكتابة وبدأ من خلال عمله في الصحافة في مجلة "الطليعة"، ثمّ انتقل إلى مجلة " الفجر"، ووصل إلى صحيفة " الشعب" بعد ثورة 23 يوليو ومن ثم صحيفة "الجمهورية"، وشغل منصب رئيس تحرير روزاليوسف.

كما تقلّد الشرقاوي منصب سكرتير منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي، وأمانة المجلس الأعلى للفنون والآداب، بدأ مسيرته الأدبية بكتابة رواية " الأرض" والتي تعد ملحمة في الأدب المصري بسبب تجسيده الواقعي لأحوال الريف المصري وصراعات الإقطاع مع الفلاحين بالإضافة إلى الفساد والاحتلال.

صوّر الشرقاوي تفاوت طبقات المجتمع المصرية مبتعدًا عن الرومانسية وتزييف الحقيقة، ولهذا اعتبر النقاد روايته "الأرض" بمثابة النموذج الأبرز لمذهب الواقعية الاشتراكية، كما إنها تحولت إلى فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم، والذي يحتل المركز الثاني في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية ويُصنف من أهم أفلام السينما المصرية.

 وتعتبر رواية "الشوارع الخلفية" من أهم أعماله الأدبية، حيث اقترب عبد الرحمن الشرقاوي من الواقع المصري وصوّر كافة الانتفاضات والتيارات به خاصة في أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات.

وتحوّلت الرواية إلى عمل سينمائي لعمل انتاج عام 1974، من بطولة ماجدة الخطيب ونور الشريف وإخراج كمال عطية، بالإضافة إلى مسلسل تليفزيوني بحمل نفس الاسم عام 2011 من بطولة ليلى علوي، وجمال سليمان.

وعُرف الشرقاوي من اقترابه وتضامنه مع الطبقة المتوسطة وطبقة الفلاحين ودافعه عنهم وعن حقوقهم، ومن هنا جاءت روايته " الفلاح" كتجسيد لأحوال الفلاحين في المجتمع المصري وتعرضهم للظلم من قبل الثورة وإلى بعد الثورة، واستمرار استغلال الفلاحين من قبل مجتمع الاشتراكية والإصلاح الزراعي.

كما أثار الجدل من خلال مسرحياته الشعرية والتي تبنت فكرًا مختلفًا عن السائد في المجتمع المصري، حيث ظلت مسرحيته " ثأر الله" حبيسة الأدراج لمدة وصلت إلى 43 عامًا وذلك بسبب كتابته لها وتأثر بهزيمة 1967م، وبعد ذلك تغير اسمها إلى " الحسين ثائرًا"، ثم "الحسين شهيدًا"، ورفض الأزهر الشريف تلك المسرحية لعدم جواز ظهور شخصيات إسلامية بارزة، ولكنه تراجع عن رأيه وعُرضت بعد فترة.

وشارك الشرقاوي في كتابة سيناريو فيلم "الرسالة" بجانب توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار، كما أنتج الفيلم من نسختين واحدة باللغة العربية وأخرى باللغة الإنجليزي، ويعد من أشهر الأفلام التي تروي الرسالة الإسلامية والرحلة النبوية.

وله العديد من المؤلفات التي تعتبر إرث ثقافي وأدبي للأدب المصري والعربي منها كتاب "محمد رسول الحرية" و"على إمام المتقين" و"الفاروق عمر"، ومجموعته القصصية "أرض المعركة"، ومسرحيته "مأساة جميلة" عن المناضلة جميلة بوحريد.

كما حصل على حصل عبد الرحمن الشرقاوي على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1974 والتي منحها له الرئيس السادات، كما منحه معها وسام الآداب والفنون من الطبقة الأولي، وتوفي الشرقاوي في 24 نوفمبر 1987م.