أجرى الرئيس السيسي، اليوم الأربعاء، جلسة مباحثات مع سامية حسن، رئيس جمهورية تنزانيا، أعربا فيها عن روح التفاهم والتنسيق المتبادل حيال عدد من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، جهود تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية بين البلدين، وتنفيذ مشروع بناء سد "جوليوس نيريري".
وقال الرئيس السيسي خلال كلمة له، إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أرحب بكم والوفد المرافق في بلدكم الثاني مصر، في أول زيارة للقاهرة، وأود أن أغتنم هذه المناسبة، لأعرب عن اعتزازي لما يجمع بين بلدينا من علاقات أخوية وروابط أزلية وتاريخية راسخة، مستندة إلى إرادة سياسية مشتركة تهدف إلى الحفاظ على تلك العلاقات، بل وتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة.
لقد أجريت اليوم مع "سامية حسن" مباحثات ثنائية مثمرة سادتها روح التفاهم والتنسيق المتبادل حيال عدد من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتوافقت إرادتنا السياسية على تدشين مرحلة جديدة من علاقة الشراكة التي تجمع البلدين، والبناء على الإنجازات المهمة التي شهدتها هذه العلاقات خلال السنوات الأخيرة، لا سيما منذ زيارتي الأخيرة إلى دار السلام في أغسطس 2017.
وحظيت جهود تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية بين البلدين باهتمام خاص في مباحثاتنا اليوم، وأكدت من جانبي دعم مصر للخطط التنموية التنزانية، من أجل تحقيق التقدم والتنمية لجمهورية تنزانيا المتحدة الشقيقة، كما أؤكد استعداد مصر للتعاون بشأن نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وتعزيز بناء قدرات الكوادر الوطنية التنزانية، من خلال توفير الدورات التدريبية التي تقدمها عدة جهات مصرية، وفي مقدمتها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
كما توافقنا على أهمية الاستغلال الأمثل لقدراتنا لخدمة مصالح البلدين، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، والذي نأمل في أن يشهد المزيد من النمو خلال السنوات المقبلة ليرتقي لمستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، كما بحثنا كذلك آليات زيادة الاستثمارات المصرية في تنزانيا، وسبل تيسير عمل الشركات المصرية الساعية إلى التواجد في السوق التنزاني، لاسيما في ضوء الاهتمام المتنامي من مجتمع الأعمال المصري خلال السنوات الاخيرة بالاستثمار في السوق التنزاني، خاصةً في ضوء النجاح الذى حققته الشركات المصرية المتواجدة حاليا في تنزانيا، وهو ما يعد خير دليل على الزخم الجاري في علاقاتنا الثنائية، والإمكانات الهائلة التي يمكن استغلالها لتعزيز التعاون بين بلدينا.
وأود أن أؤكد الدعم الكامل لتنفيذ مشروع بناء سد "جوليوس نيريري"، لضمان تحقيق أفضل مستويات الأداء والمعايير الانشائية، ويصبح هذا السد نموذجًا رائدًا ورمزًا للتعاون والصداقة بين مصر وتنزانيا وكلالدول الأفريقية الشقيقة، لاسيما وأن إتمام هذا المشروع القومي من شأنه تحقيق آمال وتطلعات الشعب التنزاني الشقيق، للحصول على حياة أفضل، كما يمثل هذا المشروع نموذجًا للدعم المصري لحقوق دول حوض النيل، في تحقيق الاستغلال الأمثل لمواردها المائية بما لا يؤثر سلبًا على حقوق ومقدرات الدول الأخرى.
وأضاف الرئيس السيسي، أنه تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك، كما استعرضنا التطورات الخاصة بقضية "سد النهضة" كقضية وجود تؤثر على حياة الملايين من المصريين، وأكدت ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل "سد النهضة"، استنادًا إلى قواعد القانون الدولي ومخرجات مجلس الأمن في هذا الشأن، بعيدًا عن أي نهج أحادي يسعى إلى فرض الأمر الواقع وتجاهل الحقوق الأساسية للشعوب، وأكدت رؤيتنا لجعل نهر النيل مصدرًا للتعاون والتنمية كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل.
الرئيسة سامية حسن؛
أسعدني لقاؤكم اليوم وما عكسه من تقارب في رؤى البلدين حيال العديد من القضايا، وإنني أتطلع لمزيد من التعاون فيما بين بلدينا بشكل وثيق لما فيه المصلحة المشتركة لنا ولقارتنا الأفريقية، وأتمنى لجمهورية تنزانيا المتحدة الشقيقة كل الخير والاستقرار والرفاهية، وأجدد ترحيبي بكم والوفد المرافق في بلدكم الثاني مصر.