السبت 23 نوفمبر 2024

كواليس وطقوس ردم حفرة الدم بجنوب مصر

  • 6-6-2017 | 14:34

طباعة

 

أكد محمد عبداللطيف، عضو لجنة المصالحات بمركز منفلوط في محافظة أسيوط، أن المصالحات الثأرية عبارة عن طقوس قربانية، تعتمد على استبدال القتل الثأري، بقتل رمزي يستهدف تصفية جذور الشر في القاتل مع تركه على قيد الحياة، وذلك من خلال إجراءات معينة تنتهي بالعفو عنه بعد تطهيره من القتل، مضيفا أن هذه المصالحات تعرف في الصعيد باسم "ردم حفرة الدم "، أو "القودة".

 

وقال في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" أن الثأر فى الصعيد عادة متأصلة منذ زمن بعيد ومتوارثة وقديمة جدا، تعود إلى أسباب متعددة منها: أن شهود وقائع القتل خاصة أسرة القتيل يخفون اسم الجانى وينكرونه تماما بهدف الثأر منه ، مؤكدا أن القضاء على هذا المروث يحتاج توعية المواطنين بخطورة هذه العادة السيئة.  

 

وكشف عبداللطيف عن أن المصالحات الثأرية تمر بثلاث مراحل مهمة: المرحلة الأولى عبارة عن إجراءات تمهيدية لعملية الصلح، من خلال عقد عدة جلسات بين الطرفين المختصمين كل على حدة عبر زيارتهم في المنازل، وذلك لإزالة نقاط الخلاف وتقريب وجهات النظر بينهما، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي عبارة عن إقامة جلسة صلح عرفية تجمع الطرفين، ويكون المحكمون فيها من خارج المنطقة، مشيرا إلى أنه خلال هذه الجلسة يحصل كلا الطرفين على حقه، كما يتم خلالها اقناع الطرف الذي له حق في الدماء "الثأر"، بتقبل تقديم الفدية والكفن من الطرف الذي عليه الحق عملا بمبدأ العفو والتسامح عند المقدره، مؤكدا على أن تقديم الفدية والكفن هو الحل الأمثل لحل الخصومات الثأرية في جنوب مصر، لأن أهالي الصعيد لا يقبلون بأخذ الدية في قتلاهم.

وتابع عبداللطيف أما المرحلة الثالثة والأخيرة فهي تنفيذ ما جاء من أحكام واتفاقات خلال الجلسة العرفية، وذلك في حضور القيادات والأجهزة الأمنية باعتبارهم الضامن الرئيسي لنجاح هذه المصالحات خاصة في المرحلة الأخيرة منها، لافتا إلى أن هذه المرحلة يحضرها كثير من الناس من مختلف الأماكن وعدد من الشخصيات العامة والقيادات الأمنية والدينية "مسلمة ومسيحية"، التي تقوم بإلقاء محاضرات توعوية عن فضل التسامح والعفو، إضافة إلى ممثلين عن بيت العائلة، فضلا عن السيد المحافظ أو من ينوب عنه، وذلك لحضور إجراءات الصلح الثأري بين الطرفين ورد الكرامة لصاحب الحق في الدماء، ثم يقسم الطرفان أمام الجميع بالالتزام بالصلح والتسامح، ومن ثم تنتهي مشكلة الثأر بين الطرفين.

وعن عدد الخصومات الثأرية التي تم النجاح في تحقيق الصلح بينها عن طريق الفدية وتقديم الكفن، قال عضو لجنة المصالحات بمحافظة أسيوط، يتم الصلح بين حالتين أو ثلاثة خلال الأسبوع الواحد، منها على الأقل حالة واحدة بين عائلتين كبيرتين، مبينا أن الخصومات الثأرية في مركز منفلوط بمحافظة أسيوط أوشكت على الاندثار بعد النجاح في تحقيق الصلح في 90% من هذه الخصومات بين الأهالي.

واختتم عبداللطيف تصريحاته مؤكدا أن هناك بعض حالات الصلح تستغرق أكثر من 6 أشهر لصعوبة اقناع الطرفين بالتصالح خاصة مع وجود دماء بينهما، لكن في النهاية يرضخون لمحاولات التصالح.  

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة