الجمعة 17 مايو 2024

صاحبة "نصبة" شاى : "الإيد البطّالة نجسة"

4-2-2017 | 02:36

رغم تجاوزها العقد السادس من عمرها، تقف أم توفيق على قدمين ثابتتين فى ميدان الجيزة، أمام "نصبة" الشاى الخاصة بها على الرصيف، وحولها أدوات العمل حيث الأكواب الزجاجية ووعاء غلى الماء، والصوانى والسكر والشاى وخزانين للمياه، كما اعتادت على ذلك منذ 7 سنوات، حيث تبيع الشاى للسائقين، الذين التفوا حولها بموقف الميكروباص.

بدأت الحاجة أم توفيق حديثها لـ"الهلال اليوم"، بادية عليها ملامح الإرهاق والتعب من كثرة الوقوف على قدميها طوال اليوم: "أنا شغالة فى الموقف أحسن ما أمد إيدى لحد، والإيد البطالة نجسة، والرسول عليه الصلاة والسلام قال اليد العليا خير من اليد السفلى، والشغل كويس علشان الصحة أحسن ما أعجز وما أقدرش أتحرك فى الشقة".

وأضافت: "توفى زوجى أبوتوفيق من 7 سنين، وكان شغال فى مصنع حكومى، والحكومة باعت المصنع ومشوا العمال اللى فيه، بعد ما صرفوا لهم مكافأة علشان كده ما سابش وراه معاش، وعندى 3 بنات وولد، كلهم متجوزين، والبنات بزورهم دائما، إنما الولد بييجى يزورنى على فترات بعيدة، هو مشغول بمراته وعياله، ومش عاوزنى أشتغل فى الموقف، عاوزنى أعتمد على معاش الشؤون الاجتماعية 500 جنيه، وطبعا مش بيكفوا حاجة، وأنا بحتاج أزور البنات فى المواسم والأعياد، وده بيكلفنى مصاريف الزيارات، علشان أستر الواحدة قدام جوزها، وأدى أولاد بناتى فلوس".

ولفتت إلى أنها تحقق مكسبا بسيطا، حيث تبيع كوب الشاى بجنيهين، رغم ارتفاع سعر كيلو السكر إلى 15جنيها، وأنها لا تريد زيادة السعر، حيث اعتاد السائقون على التعامل معها، منذ 7 سنوات، و"كلهم على باب الله وفاتحين بيوت، وأزمة السكر مأثرة على الشغل وفيه أيام مش بلاقى سكر أشتغل".

واعتادت الحاجة أم توفيق على وضع هاتفها المحمول على أذنها خلال عملها، حرصا على عدم شغلها خلال العمل، والتحدث إلى بناتها للاطمئنان عليهن، والاستماع لشكوى كل واحدة منهن فى شئون حياتها، إلا أن ابنها توفيق دائما ما يعكر صفو يومها، حيث أنه دائم التوبيخ لها، واللوم على عملها بموقف الميكروباص، حيث يطالبها "بلزوم البيت والراحة، بدلا من الوقفة على الرجلين طول اليوم وهو هيتكفل بمصاريفها"، إلا أنها تابعت: "ساعة الجد مش بيساعدنى ولا بشوفه".

كما التقطت عدسة "الهلال اليوم"، سعاد، 38 عاما، وهى جالسة أمام نصبة الشاى الخاصة بوالدتها العجوز، والتى تجاوزت 68 عاما، وظلت تعمل على نصبة الشاى لمدة 9 سنوات فى ميدان الجيزة.

وتبيع سعاد، الشاى للسائقين بالميدان، وأمامها الجريدة تقوم بتصفحها وقراءة الأخبار بها عندما يقل توافد الزبائن.

وقالت سعاد: "عندى طفلين، واحد فى الصف الخامس، والتانى فى الصف الثالث، وزوجى شعال باليومية، ووالدتى أصبحت ست كبيرة ومش بتقدر تشتغل، وخسارة نضيع الفرش بتاعها اللى بتملكه من 9 سنوات، ولنا زبائن من السواقين بيشربوا من عندنا، وبشتغل علشان أساعد زوجى لأنه شغله مش بيكفى إيجار الشقة ومصاريف المدارس".

وأضافت: "بسلّى نفسى بقراءة الجريدة علشان مبقاش جاهلة وأعرف أخبار البلد رايحة على فين".