السبت 23 نوفمبر 2024

النابلسي يلبس تاج رمضان

  • 7-6-2017 | 22:46

طباعة

دأبت مجلة الكواكب على تغطية الليالي الرمضانية على مر الأعوام طوال فترة الخمسينيات والستينيات، فما من احتفال رمضاني أو إفطار أو سهرة إلا وكانت الكواكب موجودة تسعد القراء بكشف الحياة الشخصية وطرائف نجوم الفن في الزمن الجميل.

أقام الفنان عبد السلام النابلسي أول مأدبة رمضانية له في الأيام الأولى من شهر رمضان الذي وافق الثلث الأول من مارس 1960، وكانت سهرة فنية رمضانية، دعا إليها أصدقاء الوسط الفني على رأسهم المخرج حسين فوزي وزوجته ليلى طاهر وشريفة ماهر ونجوى فؤاد وثريا سالم وزمردة وراوية الجمال والوجه الجديد زيزي، بعد أن اكتمل العدد رحب النابلسي بضيوفه بطريقته المعهودة، ولم يخالف تقاليده، فقد كان يستقبل مدعوه بالقفشات الضاحكة، وعندما وجد نفسه محاطاً بباقة من نجوم الفن قال في عظمة وكبرياء: أنا الآن أمثل شباب الجنس الخشن.. وعندما ضجوا بالضحك قال في لهجة تمثيلية: "إنتوا بتضحكوا على الجنس الخشن مش على الشباب، هيه! وعندما وجده المخرج حسين فوزي محاطاً بمعظم المدعوات من الجنس الناعم قال له: "إيه ده ياسي هارون الرشيد؟".

اختفى عبد السلام النابلسي وعاد بعد قليل تحيط به زمردة ونجوى فؤاد وليلى طاهر وقد أظهر للحضور أولى مفاجأته، حيث ارتدى تاج رمضان، ولم يكن التاج الرمضاني سوى قبعة بلاج زينها النابلسي بستة فوانيس ملونة، ويحمل في يديه سلتين بهما ياميش رمضان، وتقدم إلى القاعة والمرافقات ينشدن: وحوي يا وحوي إياحه.. لولا النابلسي ما جينا، يالله الغفار.. وكان النابلسي يتوسطهن مزهوًا فخورًا كأنه ملك من ملوك القرون الوسطى، وأغرق الحاضرون في الضحك، وهب فيهم النابلسي كيف تضحكون وأنتم تستقبلون تاج رمضان؟ وبحركة تمثيلية انحنى الجميع للتاج وصاحب التاج وهم يرددون أغاني رمضان، بينما مضى النابلسي يوزع عليهم هداياه وهباته وكانت عبارة عن حبات الجوز واللوز والبندق.

عندما أعدت مأدبة الطعام أوشك الحضور أن يتقدموا إليها، لكن النابلسي صاح قائلاً: ليست هذه مأدبتكم.. ثم دعا خدمه إلى المأدبة ووقف هو على خدمتهم، وكان الخدم ينظرون إليه في تعجب، فلم يتعودوا منه ذلك من قبل.. وبعد مأدبة الخدم أقام لضيوفه مأدبة أخرى بها كل ما لذ وطاب.. وامتدت السهرة إلى ما بعد السحور، حيث انقسم المدعوين إلى شلل يتناولون فيها الأحاديث والطرائف.. وقرب الثالثة صباحاً استأذن المخرج حسين فوزي وزوجته ليلى طاهر لأنهما ينويان السفر غداً إلى دمشق، ثم بدأ باقي الضيوف في الانصراف وانتهت سهرة النابلسي مرحة كما بدأت.

    الاكثر قراءة