بعد مئات السنين من اكتشاف الأنسولين، لم يزل ملايين المصابين بداء السكري في جميع أنحاء العالم عاجزين عن الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها، حيث يحتاج مرضى السكري إلى رعاية ودعم مستمرين لإدارة الحالة الصحية وتجنب المضاعفات.
اليوم العالمي لمرضى السكري
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 20 ديسمبر 2007 قرار 61/225 والذي أعلنت فيه يوم 14 نوفمبر من كل عام باعتباره اليوم العالمي لمرضى السكري، وذلك للاعتراف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف لتشجيع وتحسين الصحة البشرية، ولإتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتثقيف في مجال الرعاية الصحية، كما ويشجع القرار كذلك الدول الأعضاء على وضع سياسات وطنية للوقاية من مرض السكري وعلاج المصابين به ورعايتهم بما يتماشى مع سبل التنمية المستدامة في نظمها بمجال الرعاية الصحية.
ما هو مرض السكري؟
هو متلازمة تتصف باضطراب الأيض وارتفاع شاذ في تركيز سكر الدم الناجم عن عوز هرمون الأنسولين، أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين، أو كلا الأمرين. يؤدي السكري إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة المبكرة؛ إلا أن مريض السكري يمكنه أن يتخذ خطوات معينة للسيطرة على المرض وخفض خطر حدوث المضاعفات. تتلخص تلك الخطوات في خفض الوزن، وكثرة الحركة.
أعراض مرض السكري
- كثرة الحاجة إلى التبول حيث تعد من أشهر وأولى الأعراض التي تصاحب الإصابة بداء السكري، وهي حالة تزداد حاجة الشخص إلى التبول بكمياتٍ وعدد مراتٍ أكثر من المعتاد، وخاصة أثناء الليل.
- الشعور بجفاف في الفم، وكثرة الحاجة إلى شرب المياه مما يسبب جفاف الجلد.
- إضطراب أو زغللة العين، حيث يؤدي ارتفاع مستوى سكر الدم إلى تراكم السكر في محيط عدسة العين مما يسبب سحب المزيد من الماء وتراكمه في العين.
- فقدان الوزن بشكل ملحوظ للغاية وذلك نتيجة لعدم حصول الخلايا على الطاقة اللازمة عن طريق الطعام .
- العطش الشديد المبالغ فيه حيث يُعاني المريض من الجفاف بسبب زيادة كمية إفراز البول من الجسم، ممّا يُحفّز الجسم إلى كثرة الحاجة لشرب الماء لدى المصاب .
- الشعور بالجوع الشديد .
- ظهور بقع داكنة على سطح الجلد؛ مثل: الإبط، أو الرقبة، وهي علامة بارتفاع خطر الإصابة بداء السكري
- الإصابة بتنميل الأطراف وخدرانها
- رائحة الفم الكريهة
- تأخر التئام الجروح وذلك لأن يمكن أن يتسبب داء السكري بمنع وصول الأكسجين الكافي للأنسجة.
أنواع مرض السكري
- النوع الأول من مرض السكري
يتطوّر هذا النوع في أيّ مرحلة عمرية؛ ولكنّه أكثر شيوعًا لدى الأطفال، والمراهقين، والبالغين في بداية مرحلة الشباب، وفي الحقيقة لا يعرف حتى الآن السبب الحقيقي للإصابة بهذا النوع من السكري، ولكن في معظم الحالات يمكن أن يهاجم جهاز المناعة خلايا البنكرياس السليمة ويدمرها، وبالتالي تؤثر على قدرتها على إنتاج الأنسولين، ومن الجدير ذكره أن ذلك يحدث على مدار فترة من الزمن كما يحدث هذا النوع من السكري عندما يعجز عضو البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية فيصبح الجسم في حاجة إلى إفراز الأنسولين أكثر هذا النوع من السكري لا يمكن تفاديه كما أنه يصيب الأطفال والشباب البالغين بصورة أكثر .
- النوع الثاني من مرض السكري
يعرف بسكري البالغين ويعتبر هذا النوع من السكري ينتج إما بسبب نقص في إفراز هرمون الأنسولين من طرف البنكرياس أو بسبب الاستخدام غير الفعال للأنسولين من طرف الجسم، ولكن النوع الثاني بيتميز بأنّ خلايا الجسم تكون مقاومة لتأثير الأنسولين، ويترتب على ذلك ارتفاع في مستويات سكّر الدم وفي الحقيقة، لا يعرف حتى الاّن السبب الدقيق لحدوث النّوع الثاني من السّكري، إلّا أنّه يُعتقد بأنّ هناك بعض العوامل البيئية أو الجينية في ذلك؛ كما أن هذا النوع من السكري عادة ما يكون نتيجة للزيادة في الوزن أو ارتفاع نسبة السمنة أو عدم ممارسة أي نشاط بدني
- سكري الحمل
حيث يتطور سكري الحمل لدى بعض السيدات خلال فترة الحمل، وفي معظم الحالات فإن مدة التعافي منه يحدث بالولادة، بحيث يمكن أن تختفي أعراضه ومؤشراته بعد الولادة، ويشار إلى أن الإصابة بهذا النوع من مرض السكري يمكن أن يزيد من احتمالية تطور النوع الثاني من السكري خلال حياة المرأة، وفي بعض الحالات قد يتمّ تشخيص الإصابة بمرض السّكري من النّوع الثاني خلال فترة الحمل.
علاج مرض السكري
لا يوجد إلى الان علاج محدد في القضاء على مرض السكري ولكن يوجد هناك بعض الطرق التي بدورها يمكن التخفيف من حدة الأعراض أو المضاعفات، حيث يهدف علاج مرض السكري إلى الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المدى الطبيعي لها قدر الإمكان، وتفادي أعراض مرض السكر الخطير ومضاعفاته حيث تتضمن الخطة العلاجية ضمن إجراء مراقبة مستمرة، وتعديل على أنماط الحياة، وقد يتطلب الأمر إلى الحرص على استخدام أنواع معينة من الأدوية تحت إشراف أطباء مختصين.
كما تعتمد خطة العلاجات التي يتم وصفها على نوع السكري الذي قد يعاني منه الشخص، ففي حالات الإصابة بالنّوع الأول من السكري يقوم الطبيب بوصف الإنسولين الذي يُعطى عن طريق الحقن، أمّا بالنسبة لحالات السّكري من النوع الثاني فلا تستلزم جميعُها استخدام نفس العلاجات الدوائية بل تختلف حسب معدل سكر الدم و أعراض مرض السكر من شخص للآخر.