أكد الدكتور نظير عيّاد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن الفلسفة الإسلامية أسهمت في تشييد الحضارة الفكرية والإنسانية.

وقال عياد - خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر العلمي الخامس لكلية اللغة العربية بأسيوط، والذي تعقده تحت عنوان الأصول الفلسفية للعلوم الإنسانية قديمًا وحديثًا، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية - إن الفلسفة الإسلامية تتميز عن باقِي الفلسفات الغربية والمادية فِي علاقتِها بالعلوم الإنسانية والطبيعية؛ لأنَّها تَستثمر علاقتَها بتلك العلوم فِي توطيد علاقة الإنسان بالإله الخالق، وتُبرِز الجوانب الرُّوحية والإيمانية فِي هذه العلوم، وما يمكن أن تقدمَه فِي تقوية الجانب الروحي والإيماني عند الإنسان، وتنظِّم حياة الإنسان علَى أساس واقعِيه الرُّوحي والمادي حتَّى يحيَا الحياة الراشدة والطَّيبَة التِّي هِي فِي الأصل "غاية الفلسفة ومقصدِها الأهم" والتي لن تتأتَّى إلَّا بترسيخ أصول الإيمان وركائزِه فِي النفس الإنسانية.

وأوضح أن هذا المؤتمر يأتي في سياق مُتَّصل مع مؤتمرات متعددة ومتنوعة تقِيمُها الكليَّات الشَّرعية والُّلغوية بجامعةِ الأزهر لتؤكِّد إسهامات المسلمين الحضارية في العلوم الإنسانية والفلسفية، وتَسْعى إلَى أن تُقدم حلولًا ناجعة لمشكلات البحث والمناهج العلمية لهذه العلوم وتلك الفنون، حيث يتناول هذا المؤتمر أسس العلوم الإنسانية الفلسفية وما يتعلق بِها مِن خلفيات ونظريات ومشكلات وآفاق.

وتابع أن الفلسفة الإسلامية أسهمت في تشييد الحضارة الإنسانية فما من دعوة إصلاحية أو حضارية نجحت قديمًا وحديثًا إلا ولَها أصول ونظريات فلسفية كان لها الدور الأكبر في نجاح هذه الدعوة والترويج لها بمَا يتفق وصحيح العِلْم والمنطق، مشيراً إلى أن المتأمل لأصل الفلسفة يجد أنَّها تَتَّفق وأصول الإسلام التِي حثَّت علَى النظر والتأمل والتفكر بُغية الوصول إلى نتيجة تقرب الإنسان مِن الإله الخالق وتجعل مِنْه إنسانًا راشدًا يتمتَّع بنظرة جيدة للكون والحياة.