قال العميد الأسبق لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر الدكتور محمد نبيل السمالوطي، إن الاستقرار الأسري مقصد من مقاصد القرآن الكريم، وغاية من غاياته، لقوله تعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا"، فالسكن هو مقصد خلق الزوج للزوج، وهو المقصد الأسمى من وجود الزوجية في الحياة الإنسانية، مؤكدًا أن الاستقرار الأسري هو الذي يمنح أفراد الأسرة الأمان ويشعرهم بالطمأنينة ويحمي الأبناء من الانحراف والتشرد والجريمة.
وقال السمالوطي ـ في ثاني أيام فعاليات مبادرة (مودة ورحمة) التي انطلقت، أمس، وتقام تحت رعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وبمشاركة (84) واعظةـ إن القرآن الكريم والسنة النبوية لم تفصِّل نظامًا متكاملًا قط إلا نظام الأسرة بداية من الخِطبة وصولًا إلى التوارث بين أفرادها.
وأضاف أن الهدف الرئيسي من بناء الأسرة هو السكن والمودة والرحمة، كما قال الله (عز وجل) في كتابه الكريم: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، فالزواج يوفر المودة والرحمة والسكينة والطمأنينة بين الزوجين، فكل منهما يأنس إلى قرينه ويهنأ بمجالسته فتهدأ أعصابه ويشعر بالاستقرار والأمان، وهذا من مظاهر الصحة النفسية لكل منهما، وبالزواج تنشأ علاقة بين الزوجين مبنية على التعاون.