التحدي الأمني معاناة يومية يعيشها الشعب الصومالي، وتقف مليشيات الشباب وراء أغلب الأعمال الإرهابية، بينما يشاركها تنظيم داعش الإرهابي في تعميق هذا الجراح.
وبعد هدوء نسبي خلال الأشهر القليلة الماضية، اشتدت الهجمات الإرهابية خلال الأسبوعين الماضيين بسبب مضاعفة حركة الشباب هجماتها الإرهابية عبر تنوع أساليب العنف التي تنتهجها في إراقة الدماء.
ووفق مصادر أمنيه صومالية، نفذت الحركة خلال الأسبوعين الماضيين، نحو 20 هجوما إرهابيا على الأقل، توزعت ما بين هجمات مباشرة على قواعد الجيش الصومالي و"أميصوم"، واغتيالات ضد مدنيين وعسكريين، وتفجيرات إرهابية عبر عبوات ناسفة مزروعة وسيارات مفخخة .
وفق المصادر الأمنية، أسفرت تلك الهجمات التي تنفذها حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة عن مقتل 25 شخصا على الأقل وإصابة نحو 30 بينهم مدنيون وعسكريون في أسبوعين.
وفي هذا السياق، قام الجيش الصومالي وقوات الأمن عملياته العسكرية ضد حركة الشباب بسبب زيادة أنشطتها الإرهابية، والتي أسفرت عن مقتل نحو 25 إرهابيا وإصابة 23 آخرين، إضافة إلى تحرير بلدة واحدة، وتفكيك شبكة إرهابية مكونة من 12 عضوا واستسلام 3 قياديين من التنظيم الإرهابي إلى قوات الأمن، وفق مصادر أمنية.
وبحسب ما قاله المحلل الأمني الصومالي "عمر عبدي"، فحركة الشباب الإرهابية، تقوم حاليا بتنفيذ تهديد وجهت خلال شهر يوليو الماضي إلى ناخبي الصومال البالغ عددهم هذا العام نحو 30 ألف ناخبا من أجل عرقلة مسار العملية الانتخابية.
ويرى المحلل الأمني الصومالي أن انشغال السلطات الأمنية في القضايا السياسية في الفترة الانتقالية، يساهم في إيجاد الإرهابيين فرصة لتصعيد هجماتهم التي تستهدف الأمن والاستقرار.
وبخصوص التوقيت، أشار عمر إلى أن حركة الشباب تريد لفت النظر بحضورها القوي في المشهد عبر استغلال فرصتين.
الأولى الموسم الانتخابي حيث تبقى أعين العالم شاخصة على تطورات الأوضاع الأمنية في الصومال لتقييمها.
أما الفرصة الثانية فهي انتهاء تفويض "أميصوم" نهاية ديسمبر الأول المقبل، والخلاف بين الحكومة والاتحاد الإفريقي لتحديد مستقبلها فيما بعد انتهاء التفويض الحالي .
ويري عمر أن تنويع أساليب العنف مثل الهجمات الإرهابية المباشرة التي تستهدف القواعد العسكرية، وزيادة حجم التفجيرات الإرهابية، وعودة الاغتيالات، مؤكدا أنها تكتيكات خطيرة يصعب التنبؤ بها.