حوار : طاهــر البهــي
تؤمن بأن دور الفن هو التقريب بين الشعوب وعلى الفنان منع الحروب وإشاعة السلام من خلال أعماله، درست العديد من الفنون مثل الرقص والسينما بجامعة برلين وحصلت على درجة الماجستير فى العلاقات الدولية من كلية فليتشر بالولايات المتحدة الأمريكية، عاشت على أرض سيناء حتى بلغت السادسة عشرة من عمرها ومع بداية مشوارها الفنى أخرجت فيلما يتناول قوة وصلابة المرأة السيناوية، كما ناقشت خلال أعمالها المختلفة قضايا المرأة المصرية.
إنها المخرجة والكاتبة إيمان كامل مخرجة فيلم «جان دارك المصرية » وغيره من الأعمال المتميزة التى استحقت عنها جائزة «أيقونات نسائية في خلق عالمٍ أفضل للجميع » من المنتدى الاقتصادي السنوي للمرأة »WEF« ضيفتنا فى الحوار التالى.
عن مشوارها مع السينما تقول:أخرجت منذ عام 1995 خمسة أفلام قصيرة منها "هولوغرام" الحاصل على جائزة مسابقة يوروميد في 2004، وفي أولى تجربة لى فى مجال الأفلام الطويلة تليقت تنويهاً خاصاً في مهرجان دبي السينمائي الدولي عن فيلم "بيت شعر"، كما فزت بجائزة أفضل مخرج وأفضل تصوير سينمائي في الدورة الـ11 من مهرجان القاهرة للأفلام المستقلة، وأحدث أعمالىالفيلم الوثائقي الطويل "جان دارك مصرية" الذي رشح عام 2013 لـجائزة الفيلم العربي الألماني.
أيقونة نسائية:
وعن الجائزة التي حصلت عليها مؤخراأكدت أنها جائزة عن مشوارها الفنى وليس عن عمل محدد، لافتة إلى أنها حصلت عليها من المنتدى الاقتصادي السنوي للمرأة الذي يجمع قيادات نسائية من أكثر من 100 دولة حول العالم والذى تقام فعالياته خلال العام في جميع أنحاء العالم ويعتبر بمثابة اجتماع لجميع الاتحادات النسائية في مؤتمر عالمي يهدف إلى تمكين المرأة ومد فرصتها المهنية في الأعمال الحرة والتجارة، لزيادة فعاليتها العالمية لإحداث تغيرات داعمة لجميع نواحي الحياة، معربة عن سعادتها بهذه الجائزة معتبرة إياها علامة فارقة في مشوارها وحافز يدفعها إلى التميز والنجاح.
رسالة سلام:
وعن مشروعها الفني الذي تسعى لتحقيقه تقول: أعيش حياتى رحالة أحتضن الناس والمدن من جميع الجنسيات، وأرى أن الفن يمد الجسور بين الشعوب وتتلاشى معه الحدود وعلى الفنان الحقيقي أن يعمل على إخماد نار الحروب والتقريب بين الشعوب، وأنا واعية لهذا الدور لذلك فأنا من خلال عملي الفني والإبداعي أدرك أن عالمي واحد هو الأرض وهدفي تقريب المسافات بين أفراد الشعوب المختلفة من خلال إطلاعهم على ثقافات متنوعة، ورغم ذلك فأنا مرتبطة بجذوري في مصر وأفلامي كلها عن بلدىخاصة المرأة المصرية التي أكن لها كل احترام وتقدير وأنا مبهورة بقوتها وصلابتها رغم المعوقات التي تصادفها كما أنني قدمت مشروعا غير مسبوق بعنوان "مشروع النيل" حيث جمعت بين فنانين وموسيقيين من دول ضفاف نهر النيل بكل ما يجمع بينهم من روابط وخلافات، وحاولت أن أبني جسرا من التعاون والحياة المشتركة بينهم معتمدة على دراستي الدبلوماسية ولكن على أرضية وقاعدة فنية، فأنا أرى العالم من خلال منظور الإنسانية والتواصل الثقافي المشترك.
بيت شعر:
وتابعت: من منطلق جذوري المصرية سعيت أن أنفذ أفلامي كلها في مصر من أجل التواصل مع أهلي وبلدي وأيضا رغبة في تقديم المساعدة فكان أول فيلم قدمته في مصر كان بعنوان "بيت شعر" بمعاونة بدو سيناء أكثر قطعة في مصر أحبها وأفهم طبيعة شعبهالأننى عشت فيها إلى أن أصبح عمري 16 عاما ورغم ذلك أعترف أن الصعوبات كانت كثيرة لرفض بدو سيناء التصوير مع النساء وهن هدفي الأساسي من عمل الفيلم، وكانت بطلة الفيلم سيدة عظيمة أقامت مشروعا للصناعات اليدوية حقق فرص عمل لنساء كثيرات من بنات جنسها، من خلال تعليمهن الأشغال اليدوية الفلكلورية، وبذكائها وطيبتها أقامت جسرا بين السائحات الأجانب والبدويات.
جان دارك مصرية:
وتستطرد: أما فيلمي الآخر "جان دارك مصرية" فهو تسجيلي روائي،أشبهبسيرة ذاتية ووثائقي إبداعي، صورته في المدينة حيث الحياة العصرية، عن نساء يعانين ذكورية المجتمع، يعشن حياتهن في إطار من الشاعرية والتذوق الفني، ويحتوي الفيلم على إشارات خاصة بالبالغين ويبحث في قضايا تحرّر المرأة في مرحلة ما بعد ثورة 2011ويلقي الضوء على قضايا النساء المصريات لا سيما الفنانات. الفيلم متأثر بعمل آخر صدر عام 1928 بعنوان «شغف جان دارك»، للمخرج كارل دراير،وهو عمل يلجأ إلى الأسلوب الحديث يصهر الوثيقة بفن الرقص والسرد الشاعري والأساطير، ليتمكن من إلقاء الضوء على ظروف النساء في مصر اليوم، وقد عرض الفيلم في معهد جوته بالقاهرة وضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي.
مشروع:
وعن تطلعاتها الفنية فى الفترة المقبلة تقول: أحلم أن أبني مشروعي الخاص وهو مؤسسة خاصة تحمل أفكاري في الفن والحياة، وأن أقدم أفلاما جديدة تساهم في ازدهار السينما المستقلة، وأن أجد من يشاركني الإيمان بأن الفن قوة أساسية في بناء المجتمع وأيضا العلاقات الدولية، كان أبي الكاتب والفنان الكبير سعد كامل أول من لفت انتباهي إلى ذلك.
بنات السينما:
وتابعت: أما عن واقع السينما التسجيلية في مصر فهى قوية جدا خاصة النسائية، والمصري بطبعه شغوف بالتاريخ والجذور، ويوجد شباب مبدع ثائر على السينما التقليدية يشجعه جمهور عريض متحمس وواعجدا، وأتمنى أن يكون مشواري خطوة على طريق صناعة أفضل للسينما المصرية، وأن أكون يسرت أو ساهمت في تهيئة الطريق لمن يأتي بعدي.