الخميس 25 ابريل 2024

من روائع الآثار المصرية في المتاحف العالمية

مقالات15-11-2021 | 21:07

يحتوى المتحف البريطانى على أكبر مجموعة من الآثار المصرية خارج مصر. وأهمية هذه المجموعة ترجع إلى قيمتها التاريخية وتنوعها فى المادة والتاريخ حيث تعود إلى جميع العصور التى مرت بها مصر وتم العثور عليها فى معظم المناطق الأثرية المهمة فى مصر والسودان ممثلة للحضارات المختلفة التى مرت على وادى النيل والنوبه منذ عصور ما قبل التاريخ (العصر الحجرى الحديث 10.000 ق.م) مروراً بالعصور المسيحية وحتى القرن الثانى عشر الميلادى لتغطى ما يقرب من 12 الف عام.

 وبداية هذه المجموعة كانت مع بداية المتحف حيث كان من ضمن مجموعة السير Sir Hans Sloane مائة وستون قطعة أثرية مصرية، أضيف اليها تلك المجموعة التى استولى عليها الجيش البريطانى من الفرنسيين بعد هزيمتهم فى موقعة أبى قير البحرية عام 1801 والتى وصلت المتحف عام 1803. وهذه المجموعة الاخيرة والتى كان من ضمنها حجر رشيد كانت تمثل أول مجموعة هامة من الأعمال الفنية النحتية التى يقتنيها المتحف. 
بعد ذلك قام المتحف بشراء مجموعة أخرى من الآثار المصرية من "هنرى سولت" الذى كان قنصلاً لبريطانيا فى مصر فى الفترة من 1918 حتى 1824 (صورة 74)، وكان يعمل لحسابه الايطالى الشهير جيوفانى بلزونى. وقد جمع سولت العديد من التحف الأثرية المصرية طوال وجوده بمصر باعها للمتحف البريطانى ومتحف اللوڤر فى باريس. ففى عام 1818 أرسل سولت مجموعة ضخمة من الآثار المصرية إلى المتحف البريطانى لكن الأوصياء على المتحف أبخسوه الثمن واشتروا الآثار بمبلغ 2000 جنيه وهو يقل عن تكاليف الحفر والنقل. كما بيعت للمتحف مجموعة أخرى جمعها سولت خلال ثلاث سنوات من 1824 وضمت 1083 قطعة وذلك عام 1835 بعد وفاته. 
وهناك مجموعة البرديات ونسخة من الكتاب المقدس القديمة التى نقلت إلى روسيا القيصرية من دير سانت كاترين بشبه جزيرة سيناء ثم اشتراها المتحف من روسيا السوفيتية بعد ذلك.
 وكان عدد القطع الأثرية المصرية فى المتحف البريطانى عام 1866 عشرة ألاف قطعة أثرية. وصل هذا العدد إلى 57 ألف قطعة مع عام 1924 وذلك بفضل الحفائر التى تمت فى مصر لصالح المتحف.   
  ونتيجة للدعم الكبير من المتحف للحفائر فى مصر استمر الحصول على العديد من القطع الأثرية المصرية خلال بدايات القرن العشرين. غير أن التعديلات التى تمت على قوانين الآثار فى مصر أدت إلى حرمان تصدير القطع الأثرية إلى الخارج. ومع ذلك وصلت المجموعة المصرية بالمتحف البريطانى إلى ما يزيد عن 110 ألاف قطعة أثرية (يذكر أن عدد قطع الآثار المصرية بالمتحف المصرى بالقاهرة هو 150 ألف قطعة).

القطع الأثرية
وفى خريف عام 2001 زادت مجموعة المتحف التى كانت 8 مليون مقتنى بمقدار 6 مليون قطعة من الآثار المصرية والسودانية والتى كانت تمثل مجموعة التى أهداها إلى المتحف Prof. Fred Wendorf وكان يعمل أستاذاً فى جامعة Southern Methodist University in Texas. وهذه المجموعة كانت تشمل عينات وبقايا بيئية والعديد من قطع الآثار المصرية والسودانية والتى كانت نتاج حفائره فى الفترة بين 1963-1997. وقد تم إيداع هذه المجموعة بقسم لآثار المصرية والسودانية بالمتحف.
والقاعات السبع الدائمة لعرض الآثار المصرية بالمتحف البريطانى والتى تشكل الجانب الأكبر من المتحف (قاعة 4 للمنحوتات الأثرية) يمكن أن تعرض 4% فقط من محتوياتها. وتشتمل قاعات الطابق الثانى من المتحف على مجموعة منتقاة من التوابيت والمومياوات يبلغ عددها 140 وتمثل أكبر مجموعة من المومياوات والتوابيت خارج القاهرة.
والجزء الأكبر من هذه المجموعة جاء من المقابر ونماذج الحياة اليومية التى كانت تصاحب المتوفى وتحظى باهتمام العديد من الزائرين.
من أهم مجموعة من ألواح أو رسائل العمارنه (95 لوحة أو رسالة) من مجموع 382 عثر عليها، وتمثل ثانى اكبر مجموعة فى العالم بعد مجموعة متحف  Vorderasiatischesببرلين ، والذي يحتوي على 203 لوحة يعود تاريخها إلى 1350 ق.م.
 
ولو حات أو رسائل العمارنة ،أو كما يحلو للبعض وصفها بأرشيف العمارنة، هي مجموعة كبيرة من اللوحات الطينية المكتوبة باللغة الأكادية (البابلية) والخط المسماري، وجدت في أرشيف قصر الملك المصري إخناتون (أمنحوتب الرابع) في مقر حكمه (أخت أتون)  في تل العمارنة في محافظة المنيا ، في صعيد مصر. 
كانت بداية الاكتشاف في عام 1885م عندما قامت إحدى النسوة بالحفر في منطقة تل العمارنة،  أو التل الأثري لمدينة "أخت أتون" العتيقة لاستخراج التربة من أجل صناعة الآجر الطيني، وخلال الحفر استخرجت بالصدفة بعض اللوحات المسمارية، اعتقد الباحثون في البداية أنها كسر مزورة، لكنه تبين فيما بعد أنها حقيقية وهي تعرض مراسلات دبلوماسية بين الحكام المصريين وممثليهم في مملكتي كنعان وأمورو أو قادة المملكة المجاورة خلال عصر المملكة المصرية الحديثة بين 1360-1332 قبل الميلاد. نسخاً من الرسائل المرسلة من البلاط الملكي.
كُتبت رسائل العمارنة بلغة ليست مصرية، لكنها كانت مكتوبة في الغالب بخط بالأكادية المسمارية، وهو نظام الكتابة الذي كان منتشرًا في بلاد ما بين النهرين القديمة، وليس في مصر القديمة، وقد وُصفت اللغة المستخدمة في الكتابة أحيانًا بأنها لغة مختلطة من الكنعانية والأكادية. تمتد فترة المراسلات المكتوبة لحوالي ثلاثين عامًا. 
يمكن من خلال هذه الرسائل معرفة السياسة الخارجية لمصر في حينها، فكما تحوي رسائل الملوك الآسيوين كعمونيرا كذلك تحتوي نسخاً من الرسائل المرسلة من البلاط الملكي، بعض الرسائل بسيطة وسطحية عبارة عن ترجي للملك أن يرسل ذهباً. 
يشير بعض الباحثين حول غرابة كون أرشيف القصر الملكي يتكون في معظمه من رسائل ملوك أغراب عن مصر وأمراء تابعين لها خارج حدودها، ويستنتج العض أن الملك المصري مارس سياسة خارجية بوعي مكنه من السيطرة على تلك الممالك والإمارات من خلال دعمه للملوك الضعفاء وإضعافه للملوك الأقوياء. 
تعتبر رسائل العمارنة ذات أهمية كبيرة للدراسات الكتابية وللسانيات السامية، لأنها تسلط الضوء على ثقافة ولغة الشعوب الكنعانية في العصور التي سبقت المسيحية. فهذه الرسائل وعلى الرغم من كتابتها باللغة الأكادية فهي تشير إلى اللغة الأم لمن كتبوها والذين كانوا يتحدثون باللغة الكنعانيه في شكلها المبكر. حيث تعتبر الكنعانية هي اللغة التي انحدرت منها فيما بعد اللغة العبرية والفينيقية. تقدم اللغة "الكنعانية" الأولية صورة قيمة عن المرحلة الأولية لتلك اللغات قبل عدة قرون من ظهورها الفعلي الأول.

Dr.Randa
Dr.Radwa