صدر حديثًا عن دار المعارف كتاب "مصر في مائة عام: دور الدين في الحياة المصرية"، للكاتب طارق رضوان، لوحة الغلاف لـ كريم عبد الملاك، وتصميم الغلاف للفنان أحمد عبدالله.
ونقرأ على غلاف الكتاب ما يلي: دولة خطرة هي مصر، بموقعها الجغرافي الفريد، وبتاريخها الممتد لسبعة الآف سنة، جعل منها عاصمة العالم، أو كما قال عنها نابليون بونابرت قبل غروه لها، إنها أهم دولة في العالم، كانت مصر دائمًا کیانًا بالغ الخصوصية.
لقد فرضت الجغرافيا أحكامها على مصر بطريقة مرهقة، والجغرافيا تفرض أحكامها على كل البلدان، وهبي بالقطع أكبر الثوابت في حياة أى وطن، لكن الجغرافيا في مصر كانت عجيبة، حيث تتمتع بموقع جغرافي على ملتقى البحار، وعلى الرغم من ذلك تنحصر حياة أهلها الداخلية كلها في شريط أخضر على ضفاف النيل، إذ تحاصره الصحراء الشاسعة من كل جانب.
إن نهر النيل، يشد الكل ويربطهم على ضفافه الخضراء، ويعلمهم درس انتظار فيضانه والاتكال عليه في ريها وتجديد خصوبتها وحيويتها، والشعب يحاول أن يخرج من الحصار، بينما إيثار الأمن على الضفاف الخضراء يعيده الى مكانه في معظم الأحيان.
إن الخيال عادة اكثر جرأة من الإرادة، وفي حين أن الخيال له أجنحة، فإن الإرادة تحتاج إلى سيقان وأذرع وعضلات، وبالخيال على الوادي الأخضر المحاصر، فإن الشعب استطاع أن يصل إلى اكتشافين من أعظم ما عرفت الحضارة اكتشف التوحيد ودعا إليه واكتشف الأأبدية وبشر بها.
جدير بالذكر أن دار المعارف أنشأها "نجيب متري" في عام 1890م، وكانت عبارة عن مطبعة تجارية مركزها في الطابق الأرضي من منزل كبير كان يخمل رقم 70 بشارع الفجالة، وكان مشهور في وقتها بـ "شارع المطابع" وذلك المبنى كان ملكًل لـ خليل الزهار، وقد اشتره بعد ذلك السيد عبد الرحيم الدمرداشي باشا.
أمدت وأثرت دار المعارف المكتبة العربية بالنشر للعديد من كبار الكتاب وقتها أمثال: طه حسين، وتوفيق الحكيم، والمازني، وإبراهيم ناجي، وأحمد حسن الزيات، وغيرهم.. وإلى غير ذلك تعدّ دار المعارف هي الدار الوحيدة التي سمحت لكل الأطياف والألوان السياسية بالنشر في مطابعها من كتاب الأصولية والسلفية والماركسية والشيوعية.