زيارة هي الأولى من نوعها منذ 15 عاما يجريها الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني لمصر بدءا من اليوم، التقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي، كما تحمل برنامجا حافلا يتضمن زيارة العديد من الأماكن والمدن المصرية، فيما أكد سياسيون أن هذه الزيارة تعكس خصوصية العلاقات المصرية البريطانية وكذلك التناغم بين البلدين.
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لقاءً اليوم، مع ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز وزوجته الأميرة كاميلا دوقة كورنوول، بقصر الاتحادية، خلال زيارته إلى مصر، حيث رحب الرئيس بولي العهد البريطاني في زيارته لمصر، طالبًا نقل تحياته إلى الملكة إليزابيث"، ومعربًا عن التطلع لأن تمثل هذه الزيارة محطة جديدة داعمة للعلاقات التاريخية بين البلدين، أخذاً في الاعتبار ما تمثله دوماً الزيارات الملكية البريطانية من علامات بارزة تظل ماثلة في الذاكرة السياسية والشعبية لكلٍ من مصر وبريطانيا.
وشهد اللقاء التباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد السيد الرئيس في هذا الصدد تضامن مصر مع بريطانيا وشعبها في مواجهة الإرهاب الأسود عقب الحادث الإرهابي الأخير الذي وقع بمدينة ليفربول، ولتكثيف التعاون المشترك لتعزيز قيم التسامح والسلام وقبول الآخر، بما يقوض من التفسيرات المتطرفة التي تتبناها جماعات الإرهاب، فضلاً عن العمل على تبني المجتمع الدولي لاستراتيجية متعددة المستويات تشمل التعامل مع كافة العناصر والأطراف الداعمة للتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة وتعزيز قيم التسامح والتعايش المشتر.
خصوصية العلاقات المصرية البريطانية
ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن زيارة الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني لمصر اليوم تحمل دلالات رمزية تعكس العلاقات المصرية البريطانية، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين تحكمها ثوابتا دائمة بعضها اقتصادي وآخر سياسي وعسكري واستثماري.
وأوضح فهمي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هناك حرصا من الأمراء البريطانيين والملكة على التواصل مع مصر، حيث التقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالرئيس عبد الفتاح السيسي قبل أيام خلال مشاركته في قمة المناخ التي عقدت في جلاسجو، وكذلك هذه الزيارة ترجمة لقوة تلك العلاقات.
وأشار إلى أن الأمير تشارلز زار مصر مرتين في السابق كانت الأولى بعد زواجه من الأميرة الراحة ديانا، موضحا أن الزيارة لها انعكاسات هامة على مستوى السياحة حيث تسوق للسياحة في مصر وتنشط طبيعة العلاقات على المستوى غير الرسمي، حيث تؤكد استقرار مصر وأمنها وحرص البريطانيين على زيارتها.
وأكّد أستاذ العلوم السياسية أن الزيارة تؤكد مكانة مصر لدى بريطانيا، حيث أن مصر دولة مهمة للجانب البريطاني، موضحا أن الزيارة ستؤدي لنتائج وانعكاسات إيجابية على كافة المستويات، وخاصة الجانب السياحي وتأكيد الاستقرار السياسي والأمني في مصر، كما تترجم خصوصية العلاقات المصرية البريطانية في مستوياتها المختلفة.
وأضاف أن برنامج الزيارة يحمل أبعادا متعددة حيث تشمل زيارة الجامع الأزهر والأهرامات وغيرها من الأماكن، وهي كلها ترسل رسائل هامة، موضحا أن زيارته للجامع الأزهر تؤكد التسامح الديني ونبذ التعصب.
التناغم بين مصر وبريطانيا
واتفق معه طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، قائلا إن زيارة الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني لمصر تؤكد أهمية مصر ورؤيتها بالنسبة للجانب البريطاني، وخاصة أنّ مصر أصبحت هي فسطاط الأمن والسلام والوحدة الوطنية في هذه المنطقة، حيث تشمل الزيارة برنامجا متعدد الجوانب مثل لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي وزيارة الجامع الأزهر.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن ملف البيئة سيكون على رأس أولويات الأمير تشارلز خلال زيارته لمصر عقب انتهاء فعاليات قمة المناخ 26 في جلاسجو، ومع استضافة مصر للقمة المقبلة كوب 27 في شرم الشيخ في 2022، مضيفا أن الزيارة توضح التناغم بين مصر وبريطانيا وأنها أصبحت العظمى ثقافيا وسياسيا وفي رؤيتها وتصديها للإرهاب ووحدتها وسلامتها وتاريخها.
وأكد البرديسي أن الأمير تشارلز سيزور الإسكندرية والأهرامات وسيخاطب العالم أجمع، ما يؤكد أن الزيارة من شأنها تعزيز التفاهم ومخاطبة الإنسانية وتؤكد عمق العلاقات المصرية البريطانية وما بها من قوة ومتانة واتساق، موضحا أن بريطانيا تعد من أكبر المستثمرين في مصر في قطاعات السياحة والاتصالات والطاقة والإنشاءات.
وأشار إلى أن العلاقات المصرية البريطانية من الناحية الثقافية متينة، كما أن الدول الأوروبية وفي القلب منها بريطانيا تنظر للرئيس السيسي باعتباره أقوى قائد في المنطقة استطاع أن يتصدى للإرهاب وحافظ على استقرار بلاده، وحارب التطرف ومنع الهجرة غير الشرعية.