قاد الرئيس عبد الفتاح السيسي البلاد إلى نهضة تنموية شاملة في كل القطاعات، ومن بينها الموارد المائية والري من خلال عددا من المشروعات العملاقة والقوية في هذا القطاع والتي ساهمت في تعظيم الاستفادة من الموارد المائية المصرية وكذلك النهوض بقطاع الري بالنسبة للمزارعين.
ويحل اليوم يوم ميلاد الرئيس السيسي، ونرصد في هذه المناسبة أبرز المشروعات التي تحققت في عهده منذ توليه مقاليد الحكم في قطاع الري والموارد المائية، والتي كان آخرها مشروع محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر الذي افتتحه الرئيس السيسي في سبتمبر الماضي.
مشروع معالجة مياه مصرف بحر البقر
وتعد محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعي في العالم وتعد الأضخم من نوعها، وتقع على بعد ١٠ كيلو متر جنوب أنفاق بورسعيد في سيناء وشمال مدينة القنطرة شرق بحوالي ١٧ كيلو متر وتعد من أهم مشروعات برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء وتعظيم مواردها الطبيعية.
وستساهم المحطة في استصلاح ٤٥٦ ألف فدان من خلال إعادة تدوير وتشغيل مياه الصرف الزراعي والصناعي والصرف الصحي التي سيتم تحويلها من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية أسفل قناة السويس، وبعد المعالجة سيتم تصريفها في قناة الشيخ جابر، وتبلغ الطاقة القصوى التصميمية لمحطة معالجة مياه مصرف بحر البقر تقدر بـ ٥.٦ مليون متر مكعب / يوم.
وتعمل المحطة ضمن منظومة مياه مصرف بحر البقر ليصل إجمالي الأراضي المزروعة إلى ٤٠٠ ألف فدان في سيناء، كما تقع المحطة على مساحة ١٥٥ فدان بإجمالي ٦٥٠ ألف متر مربع في الجانب الشرقي لقناة السويس وإلى الجنوب من مدينة بورسعيد بحوالي ٢٧ كيلو متر، وتعمل المحطة من خلال أربعة وحدات لمعالجة المياه، حيث تقدر الطاقة الاستيعابية لكل وحدة معالجة ب ١.٤ مليون متر٣/يوم.
وسيتم تحويل المياه من الضفة الغربية من (محطة السلام) إلى الضفة الشرقية أسفل قناة السويس من خلال عبور المياه داخل عدد ٢ سحارة قائمة أسفل قناة السويس، حيث تم تنفيذ ٤ خطوط قطر ٣٨٠٠ مم (٢ خط لكل سحارة) لنقل المياه من السحارة إلى القناة المكشوفة الموجودة خارج حدود محطة المعالجة التي يقدر طولها بـ ٧٥٠ متر تقريبًا ومنها إلى قناة الدخول الموجودة داخل المشروع التي تقدر بطول ٥٨٦ مترًا.
مشروع تبطين الترع
ويعد مشروع تأهيل وتبطين الترع من أبرز المشروعات التي تنفذها الدولة في الوقت الحالي، حيث تستهدف المرحلة الأولى منه ٩٧١٧ كيلومتر، ووفقا لبيانات وزارة الري فقد انتهت من تأهيل ترع بأطوال تصل إلى ٣١٨٩ كيلومتر بمختلف المحافظات ، وجارى تأهيل ترع بأطوال تصل إلى ٤٥٧٠ كيلومتر بالإضافة لتوفير الاعتمادات المالية لترع بأطوال ١٩٥٨ كيلومتر تمهيدا لطرحها للتنفيذ.
كما تم طرح أعمال تأهيل مساقى بأطوال ٤٦٦ كيلومتر ، وتم الانتهاء من تأهيل مساقى بأطوال ٢٩ كيلومتر، وجارى العمل في باقى الأطوال.
تطوير بحيرة مريوط
بعد معاناة دامت سنوات، بدأت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة في تنفيذ خطة تطوير وتنمية بحيرة مريوط، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن إستراتيجية الدولة في تنمية البحيرات الشمالية، حيث تعد تلك المرة الأولى التي تشهد فيها بحيرة مريوط أعمال تطوير لتعميق ورفع منسوب المياه بالبحيرة منذ عدة سنوات، ولأول مرة تصل الكراكات إلى البحيرة لتعميق ورفع المنسوب إلى ٣ أمتار، خاصة بعد أن شهدت البحيرة إهمالًا شديدًا، وقد أدّت الإجراءات الاحترازية من الري لمنع تكرار حادثة الغرق إلى خفض منسوب المياه وجفاف الأطراف، الأمر الذي أصبح يهدد الثروة السمكية بها.
وتضمن المشروع عدة محاور، فى مقدمتها تعميق البحيرة باستخدام معدات كراكات وحفارات حديثة لأول مرة، ما يؤدي إلى تعميق البحيرة ورفع منسوب المياه بها من ٣٠ سنتينمتر إلى نحو ٣ أمتار، وبالتالي الحفاظ على رفع منسوب المياه طوال أيام السنة وكذلك الحفاظ على المياه القادمة من مصرف القلعة داخل البحيرة، بالإضافة إلى أعمال إزالة الرواسب القاعية والتطهير.
بالإضافة إلى أن أعمال التنمية وتعميق البحيرة ستؤدي إلى اختفاء ظاهرة جفاف الأطراف التي ظهرت منذ عام ٢٠١٥ بسبب تجنب حادثة الغرق بمياه الامطار، وكذلك حماية البحيرة من التعدي على تلك الأطراف الجافة والاستيلاء عليها، حيث سيؤدي رفع منسوب المياه إلى عودة تلك الأطراف الجافة إلى عمق البحيرة.
وقد وصلت التعديات على البحيرة إلى 850 حالة تعدٍّ من إنشاء مبانٍ وعشش، وتم التنسيق مع وزارة الداخلية ومحافظة الإسكندرية وقيادة المنطقة الشمالية لإزالة تلك التعديات؛ حيث تم إزالة 400 حالة تعدٍّ حتى الآن.
قناطر أسيوط الجديدة
وفي أغسطس 2018، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، قناطر أسيوط الجديدة التي تُعَد من أكبر المنشآت المائية التي بنيت على نهر النيل مؤخرًا لتحسين حالة الري، ويُعد أيضًا ثالث أكبر مشروع مائي مقام على نهر النيل بعد السد العالي وقناطر نجع حمادي، وقام بتنفيذها اتحاد شركات عالمية ووطنية، حيث استهدفت تأمين الاحتياجات المائية للحاضر والأجيال القادمة، والحفاظ على كل قطرة مياه من الهدر، وذلك عن طريق بوابات حديثة تعمل بنظام هيدروليكي للفتح والقفل، حيث تم تصنيع هذه البوابات في مصانع مصرية.
وكذلك تحسين حالة الري بإقليم مصر الوسطى في ٥ محافظات هي (الجيزة - الفيوم - بني سويف - المنيا - أسيوط)؛ لخدمة مليون و٦٥٠ ألف فدان أي ما يعادل نحو ٢٠٪ من المساحة المنزرعة بمصر.
سحارة سرابيوم
وفي فبراير 2018، افتتح السيسي سحارة سرابيوم والتي يبلغ طولها ٤٠٠ مترًا، بهدف نقل المياه أسفل قناة السويس الجديدة، وتوفير مياه الري من ترعة سيناء وتأمين وصولها من أسفل القناة الجديدة للمزارعين في منطقة شرق قناة السويس الجديدة وسيناء، حيث تقوم السحارة برى من ٧٠ إلى ١٠٠ ألف فدان، عند انتهاء المشروع بالكامل ويستهدف نقل مليون و٢٠٠ ألف متر مكعب من مياه مصرف المحسمة يوميًا إلى شرق القناة.
ويساعد المشروع في إقامة العديد من المشروعات الاقتصادية على محور قناة السويس الجديدة، وتوصيل المياه للأهالي بمشروع قرية الأمل بمنطقة شرق البحيرات، وهو عبارة عن إنشاء سحارة أسفل القناة الجديدة لتنقل مياه النيل لسيناء، وتُعد أكبر مشروع مائي ينفذ في منطقة الشرق الأوسط، حيث يمر أسفل قناة السويس الجديدة.