الأحد 19 مايو 2024

تنسيق المدارس التجريبية.. مهمة انتحارية للآباء و«بختك يا أبوبخيت»

8-6-2017 | 15:45

ما أن يبدأ شهر يونيو، حتى الآباء والأمهات رحلة خاصة؛ مدتها شهر للبحث عن مدرسة تجريبية لأبنائهم، بعدما وصلت المدارس الحكومية العادية، إلى حالة يرثى لها من التردي، فيما ارتفعت مصروفات المدارس الخاصة إلى أرقام فلكية؛ جعلتها حلما بعيد المنال، مما يدفع الآباء لخوض التجربة، وفق مبدأ «بختك يا أبوبخيت»

صدمة.. "تنسيق السن"

وتبدأ المعاناة الحقيقية، حين يفاجأ أولياء الأمور بحزمة من الشروط المعقدة، التي يأتي في مقدمتها "تنسيق السن"، الذي يقبل من خلاله الأطفال من سن 4 سنوات إلى 6 سنوات إلا يوما واحدا بمرحلة رياض الأطفال، والمشكلة أن الطفل قد يتحقق له شرط السن، ويمنعه تنسيق السن من الالتحاق بالمدارس التجريبية؛ جراء الكثافات العالية، وبخاصة في محافظتي القاهرة، والجيزة.

المأساة بعيون الآباء

منى أحمد، موظفة، أكدت لـ«الهلال اليوم»، أن وزارة التربية والتعليم، عاجزة عن حل مشكلة الالتحاق بالمدارس التجريبية، المتفاقمة منذ سنوات، رغم أنها اعتمدت زيادة الكثافة في العام الماضي لـ50 طالبا لكل فصل، واصفة ذلك بالكارثة؛ للتأثير السلبي للكثافة على العملية التعليمية، ومستوى الطلاب.

وأوضحت أن قوائم الانتظار أصبحت طويلة جدا، وتقدر بالآلاف؛ بسبب قلة عدد المدارس التجريبية، وفي الوقت ذاته زيادة الإقبال على التعليم التجريبي؛ فرارا من تكاليف التعليم الخاص.

مديرة إحدى المدارس التجريبية، رفضت ذكر اسمها، أكدت لـ«الهلال اليوم»،  أن المدارس لا دخل لها بقبول التلاميذ، أو رفضهم؛ لأن مرحلة القبول تتم وفقًا لتنسيق السن، من خلال المديريات التعليمية، لافتا إلى أن أسماء المقبولين تأتي من الإدارة التعليمية، دون أي تدخل من المدرسة.

وأشادت مديرة المدرسة، بتنسيق السن، معتبرة إياه محققا للعدالة؛ ويقضي على الواسطة، والمحسوبية، وينظم الفرص وفقا لسن الأطفال.

وبدا محمد الطيب، موظف، حائرا غير واثق في جدوى التقديم الإليكتروني، بعد أن سمع بمشكلاته خلال الأعوام السابقة، من سقوط بعض الأسماء، ومشكلات أخرى في نظام التقديم.

وتساءلت صفاء السيد، ربة منزل: «ما ذنب ابني الذي تجاوز الست سنوات، ولم يتم قبوله، بعد أن لفيت كعب داير، لمدة 15 يوما، ولم أجد له مكانا سوى في مدرسة عادية.

«مافيش مدارس بتعلم وكله زي بعضه»، شعار رفعه أحمد علي، والد الطفلة ملك بعد أن تجاوزت 6 سنوات، ولم يتم قبولها في المدارس التجريبية، وتأخرت عاما عن قريناتها في الدراسة.

وأشار حمدي محمد، "موظف" أن ابنته الأولى دخلت المرحلة الثانية، مباشرة بعد قبول اسمها في المرحلة الثالثة، من مراحل التنسيق، أما ابنته الثانية فتم قبولها في مدرسة أخرى، ويسعى حاليا للم الشمل، ونقلها لنفس المدرسة الموجودة بها شقيقتها.

نار "التجريبية".. ولا جنة "الخاصة"

الموجه الأول بإحدى الإدارات التعليمية، قالت لـ"الهلال اليوم"، بعد أن رفضت ذكر اسمها، إن التقديم يتم إليكترونيا، عبر موقع وزارة التربية والتعليم، وليس للإدارة التعليمية إي دخل بقبول مرحلة رياض الأطفال بالمدارس الرسمية، وكذلك مراحل إعادة التنسيق؛ حيث يتم قبول الأسماء طبقًا لتنسيق السن بمديريات التربية والتعليم.