الأربعاء 5 يونيو 2024

تقرير يرصد أسباب استياء الأمريكيين من بايدن

جو بايدن

عرب وعالم18-11-2021 | 22:43

شروق صبري

سلط المعلق السياسي والمؤلف الأمريكي روبرت رايش، الضوء على حال الأمريكيين عقب صعود الرئيس الأمريكي جو بايدن للحكم، الذي عاهدهم على مستقبل أفضل وبناء حياة جديدة مختلفة عما كانت في الأزمنة السابقة.
ويقول في تقرير له بصحيفة "الجارديان" البريطانية، أمريكا تفيض بالأخبار السارة منذ صعود الرئيس جو بايدن للحكم، فقد انخفضت معدلات البطالة، وارتفعت الأجور، وانتعشت ثقة المستهلك، وينفق المستهلكون أكثر (قفزت مبيعات التجزئة بنسبة 1.7٪ في أكتوبر، وهي الزيادة الشهرية الثالثة).

ويبدو أن فيروس كورونا في حالة تراجع، على الأقل بين أولئك الذين تم تطعيمهم، كما تم تفعيل جزأين كبيرين من أجندة بايدن التشريعية - خطة الإنقاذ الأمريكية في الربيع الماضي البالغة 1.9 تريليون دولار، وخطته الأخيرة للبنية التحتية البالغة 1.2 تريليون دولار.

ثم يتساءل كيف لا يمكن أن تكون الأخبار الاقتصادية والوبائية جيدة للغاية، وقد تم بالفعل سن الكثير من أجندة بايدن، ومع ذلك فإن الجمهور يشعر بالضيق تجاه بايدن والديمقراطيين، ورغم كل هذا النجاح الذي حققه الرئيس جو بايدن فلماذا الأمريكيون مستاءون جدا منه؟

وفي ضوء توقعاته لنتائج الانتخابات النصفية المقررة العام المقبل  يقول المحلل الأمريكي على ما يبدو، أن معظم الناخبين المسجلين أنهم سيدعمون المرشح الجمهوري السابق دونالد ترامب، لأنه  يتفوق على بايدن في مطابقات افتراضية. 

ويقول إن أكثر من 60٪ من الأمريكيين يعتقدون أن الديمقراطيين ليسوا على اتصال بمخاوف معظم الأمريكيين، ويحتفظ المرشحون الجمهوريون للكونغرس الآن بأكبر تقدم في تفضيلات التصويت في الانتخابات النصفية التي يعود تاريخها إلى 40 عامًا.

ويلقي البعض باللوم على الرسائل السيئة لبايدن والحزب الديمقراطي، فحتى الآن ليس لدى معظم الأمريكيين أي فكرة عن ماهية خطة "Build Back Better" " إعادة البناء بشكل أفضل " فيبدو الأمر وكأنه بنية تحتية، أو أنه قانون لا معنى له لمعظم الناس.

ومع ذلك، لا يمكن أن يكون هذا هو السبب الرئيسي للمفارقة لأن فشل الديمقراطيين في إرسال الرسائل يعود إلى ما لا يقل عن نصف قرن، ففي عام 1968 بعد فوز نيكسون على همفري عندما سُمِع أن مشكلة الديمقراطيين هي أنهم يتحدثون عن السياسة بينما يريد الأمريكيون سماع القيم، نفس النقد الذي يقال اليوم.

ويلقي البعض باللوم على وسائل الإعلام، في تسميم عقولاً لا تعد ولا تحصى، وعلى مدى أربعة عقود على الأقل، ركزت وسائل الإعلام الرئيسية على الصراع والجدال والفضائح، والأخبار السارة لا تجذب مقل العيون.
يقترح البعض أن الديموقراطيين يمثلون الطبقة المتوسطة في الضواحي التي حصلت على تعليم جامعي والتي لا تريد تغييرًا اجتماعيًا كبيرًا على أي حال. ومع ذلك ، هذا ليس جديدًا أيضًا، فقد تخلى كلنتون وأوباما عن الطبقة العاملة من خلال تبني التجارة، ورفض النقابات، ودعم الشركات الكبرى، وإلغاء القيود والخصخصة.

إذن ما الذي يفسر الفجوة الواسعة الآن بين أداء الدولة الجيد ومدى سوء أداء بايدن والديمقراطيين على الصعيد السياسي؟

الإجابة بكلمتين فقط إنها «آمال محطمة» بعد أربع سنوات من حكم ترامب و18 شهر  من الوباء المميت، كانت معظم البلاد حريصة على التخلص من كل الرعب للبدء من جديد، ومحو الماضي السيئ، وتضميد الجراح، وإعادة بناء  أمريكا، وبدا كل تلك الأمال في بايدن بطريقته الهادئة وهو الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يفعل ذلك، وعندما استعاد الديمقراطيون مجلس الشيوخ، ارتفعت توقعات الديمقراطيين والمستقلين.

لكن هذه التوقعات لا يمكن أن تتحقق لأن جميع المشاكل الهيكلية الأساسية لا تزال موجودة فهناك أمة منقسمة بعمق، والمسؤولين يهددون الديمقراطية، والعنصرية متفشية، وأموال الشركات لا تزال تهيمن على الكثير من السياسة، وما زالت اللامساواة تتسع، والتضخم يقوض مكاسب الأجور، وما زال متحور دلتا  وفيروس كورونا يحصدون الأرواح.

وحاليا الآمال المتقطعة وساد الغضب بين الناس، وخيبة الأمل الجماعية تفشت، ولقد قال علماء النفس الاجتماعي منذ فترة طويلة إن فقدان شيء ذي قيمة يولد المزيد من القلق أكثر من الحصول عليه.