قال ممثل منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في أفغانستان، ريتشارد ترينشارد، إن المزارعين هناك أبلغوه بأنهم فقدوا محاصيلهم وباعوا ماشيتهم وأصبح الوضع كارثيًا، محذرا من أن مسار أزمة الأمن الغذائي في أفغانستان وسرعتها يشيران إلى أن الأسوأ لم يأتِ بعد.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة أجراه عبر الفيديو من كابول مع الصحفيين المعتمدين بالأمم المتحدة في جنيف، وذلك بعد زيارة إلى ولاية هيرات الأفغانية التي تعد الأكثر تضررًا من الجفاف وبخاصة الزراعة التي تعتمد على الأمطار بها، وكذلك الرعي بسبب ندرة المراعي المتاحة لتغذية الحيوانات.
وأشار ممثل المنظمة الدولية إلى أن واحدًا من كل اثنين من الأفغان يعاني حاليًا من الجوع الحاد؛ حيث يواجه ما يصل إلى 18.8 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد، وذلك على أساس يومي حيث لا يعرفون من أين تأتي وجبتهم التالية، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن يكون 22.8 مليون شخص في أزمة ومستويات طارئة من الجوع الحاد بين نوفمبر 2021 ومارس 2022 وذلك وفق أحدث تقرير لتصنيف الأمن الغذائي هناك.
ونوه ممثل المنظمة الدولية بأنه من المتوقع وبسبب ظاهرة النينيا الجوية في أفغانستان خلال هذا الشتاء أن يزداد الطين بلة وذلك مع انخفاض هطول الأمطار وتساقط الثلوج، ما يعني مزيدًا من تعقد الوضع المتردي في البلاد، لا سيما في المناطق الريفية حيث يعيش غالبية السكان، محذرا من أن هذا الوضع يخلق مخاطر مجاعة حقيقية في عام 2022، وذلك ما لم يحدث دعم فوري واسع النطاق لحماية هؤلاء الأشخاص وسبل عيشهم قريبًا جدًا.
وأكد ممثل الفاو أن مزارعي أفغانستان ومالكي الماشية والرعاة هناك هم من سيعيدون البلاد من حافة الكارثة كما فعلوا مرات عديدة في الماضي، مشددًا على أنهم بحاجة إلى دعم عاجل في شكل بذور وأسمدة وعلف وتدريب، وحذر من أنه إذا انهارت سبل عيشهم فسوف تنهار البلاد كذلك وقد يستغرق التعافي سنوات عديدة، مشيرًا إلى أن المزارعين سيضطرون إلى بيع أصولهم في حالة من اليأس أو اللجوء إلى إجراءات التأقلم السلبية الأخرى إذا استمرت الأزمة.
وقال ممثل المنظمة الدولية إن الفاو تحتاج إلى 115 مليون دولار بشكل عاجل للوصول إلى 5 ملايين رجل وامرأة وطفل هذا الشتاء والربيع المقبل، مشيرًا إلى أنه من بين هذه المتطلبات هناك 1 من كل 5 دولارات للأنشطة التي تقدم الدعم المباشر للمرأة الأفغانية.
وأضاف أن هذا جزء من إجمالي متطلبات الفاو البالغة 200 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022، لافتًا إلى أن عواقب عدم تقديم هذه المساعدة الإنسانية العاجلة لحماية سبل العيش ستكون كارثية خاصة إذا لم يتمكن المزارعون من زراعة حقولهم أو إذا ماتت حيواناتهم.