أعلن الدكتور محمد القوصي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أنه من المقرر إطلاق القمر الصناعي المصري "مصر سات 2" في الربع الأول من عام 2023 بمنحة من الحكومة الصينية تصل إلى 70 مليون دولار.
وقال القوصي، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش زيارة وفد جمعية كتاب البيئة والتنمية المصرية برئاسة الكاتب الصحفي خالد مبارك، إن مصر سات 2 مشروع مشترك بين الوكالة ونظيرتها الصينية، وهو التعاون الثانى بين مصر و الصين فى مجال الفضاء و ذلك بعد مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية فى المدينة الفضائية المصرية.
وأضاف القوصى، أن مصر سات ٢ من الأقمار متوسطة الحجم، وزنه نحو ٣٥٠ جراما مزود بكاميرا تصوير عالية الدقة سوف يساعد مصر فى خططها التنموية فى العديد من المجالات، لافتا الى انه يتم تجميع القمر الصناعى فى مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية فى المدينة الفضائية المصرية حيث تم الانتهاء من التصميم وبناء النموذج الهندسية ويتم العمل حاليا على بناء النموذج الفضائى.
وكشف القوصى، عن إطلاق القمر الصناعي " NEXSAt"، نهاية العام القادم بالتعاون مع إحدى الشركات الألمانية، وهو من نوعية الأقمار الصغيرة، ويزن 65 كيلو جراما ومخصص لأغراض التصوير الفضائي والاستشعار عن بعد، مؤكدا أن هذا القمر بمكونات مصرية تصل إلى %45 التى تمثل البرمجيات التى تتحكم فى القمر وأجهزة اختبار وتجميع القمر فى مصر، وتعد نسبة 45% نسبة جيدة جدا تدعم مكانة مصر بين الدول الفضائية.
وأكد أنه فى إطار استراتيجية الدولة المصرية التى تسعى إلى توطين وتطوير الاستخدام السلمى لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، تم التعاقد بالفعل مع اليابان لإطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية من نوعية كيوب سات العام المقبل، ومنهم القمر "EgSAcube - 3" وهو حجمه أكبر 3 مرات من الحجم العادى لأقمار الكيوب سات ومصنع بالكامل في الوكالة ، والقمر "EgSAcube-4" وحجمه 1.3 كيلوجرام بالتعاون مع جامعة بنها .
وعن المدينة الفضائية، قال الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية إنه من المقرر الانتهاء منها يوليو العام القادم وهي تقام على مساحة ١٢٣ فدانا وتتكون من ٢٣ مبنى، جاري إنشاء ٧ مبان منهم في الوقت الحالي، وستضم بين جدرانها جميع الأنشطة الفضائية في مكان واحد، بأحدث الإمكانيات والتجهيزات التكنولوجية على مستوى العالم.
وأشار إلى أن المدينة الفضائية تضم مبنى وكالة الفضاء الإفريقية التي تستضيفها مصر، مكتبة رقمية ، قاعة مؤتمرات ،مبنى اداري، مبنى التحكم زالصيانة، مركز تجميع الأقمار الصناعية، ومبنى اداري لخدمة العاملين بمركز تجميع الأقمار الصناعية ومبنى لاستضافة الوفود الاحنبية "فندق".
ولفت إلى افتتاح مركز «تجميع واختبار الأقمار الصناعية» داخل المدينة الفضائية في أبريل 2022، ليكون المركز التخصصي الأول من نوعه على مستوى المنطقة العربية، في مجال تجميع الأقمار الصناعية بوزن حتى 750 كيلوجراما، وإجراء جميع الاختبارات البيئية والوظيفية، عبر أحدث الوسائل التكنولوجية في مجال علوم الفضاء والاستشعار عن بعد، بعقول وخبرات مصرية متميزة.
وأوضح القوصى، أن المركز يستهدف أيضا إنتاج أقمار صناعية بأياد مصرية خالصة، وخدمة عدد من المشروعات القومية المصرية، التي تعمل الحكومة على تنفيذها خلال الفترة الحالية.
وعن استراتيجية الوكالة لإعداد رواد فضاء، كشف الدكتور محمد القوصي عن الانتهاء من إعداد برنامج قوي لاختيار رواد فضاء مصريين ،في الفئة العمرية من ١٨ ل ٣٥ عاما ،كما تم تحديد جميع الاختبارات الجسدية والنفسية لهم، والجهات المعنية التى سيتم التعاون معها.
وتابع القوصى" أننا في انتظار التصديق على هذا البرنامج ، خاصة وانه من البرامج العالمية عالية التكلفة المتخصصة ، حيث أن عملية إعداد رائد فضاء تستغرق تدريبات ومواصفات معينة، فمن بين الفين شخص متقدم يكون شخص واحد فقط مستوفى كافة شروطها".
وحول اختيار مكتب الأمم المتحدة لشئون الفضاء الخارجي (UNOOSA) وشركة إيرباص للدفاع والفضاء فريقا أفريقيا بقيادة مصر، لتطوير كاميرا مراقبة مناخية على محطة الفضاء الدولية، قال القوصي، إن الفريق الفائز يجمع باحثين من 3 مؤسسات فضائية بقيادة وكالة الفضاء المصرية وبالتعاون مع وكالة الفضاء الكينية، وبرنامج الفضاء الوطني الأوغندي.
وأضاف القوصى أن الفريق البحثي سيعمل على تطوير نظام مراقبة عبر كاميرا مجهزة بأنظمة الاستشعار عن بعد، لرصد تغيرات الطقس والفيضانات والعوامل المناخية في شرق أفريقيا إلى جانب تطوير تكنولوجيا الفضاء في إفريقيا.
وأوضح أنه تم الانتهاء من النموذج الأولي للكاميرا، ومن المتوقع وضعها على محطة الفضاء الدولية أوائل عام 2023 ، مشيرا الى أن هذه هي المرة الأولى التي تختار فيها الأمم المتحدة فائزا للحصول على فرصة للوصول إلى محطة الفضاء.
وأشار إلى ان وكالة الفضاء المصرية شاركت مؤخرا في فعاليات المؤتمر الدولي للفضاء المنعقد بدبي ،وتم خلاله بحث سبل تعزيز التعاون العلمي الثنائي في مجال الفضاء مع العديد من الدول، كما اعربت العديد من الدول المتقدمة في مجال الفضاء عن رغبتها في تعزيز التعاون مع دول القارة الإفريقية من خلال مصر باعتبارها بوابة للقارة السمراء والاستفادة من إمكانياتها وموقعها الإستراتيجي.
وبالنسبة لنشر ثقافة الفضاء في المجتمع المصري، أكد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية أن برنامج الفضاء المصري يحرص على إعداد جيل قادر على استكشاف الفضاء، من خلال تنمية القدرات البشرية ونشر ثقافة علوم الفضاء لجميع طلاب المدارس والجامعات، موضحا أن الوكالة بدأت في تنظيم رحلات مدرسية لطلاب المدارس لزيارة مقرها بهدف توعية الطلاب بأهمية علوم الفضاء وتحفيزهم وتشجيعهم للعمل في هذا المجال مستقبلا.
وذكر القوصى، أنه تم إعداد برنامج خاص بالنشء بالوكالة لتعليم الأطفال أساسيات تكنولوجيا الفضاء من خلال تنظيم ورش عمل لتركيب نماذج مصغرة للاقمار الصناعية وإعداد أفلام وثائقية وتعليمية مبسطة عن علم الفضاء.