يحتفل العالم اليوم بيوم الطفل العالمي، والذي يركز على تعزيز الترابط الدولي اتجاه زيادة وعي الأطفال والاهتمام برفاهيتهم، والبحث عن كيفية تأمين مستقبل أفضل لهم.
رعاية الأبناء لا تقتصر فقط على العناية الجسدية بهم وتقديم الطعام الصحي، بل يوجد جانب أكبر قد يغفل الكثير عنه أثناء تربية الأطفال، وهو الجانب السلوكي للطفل وميوله واهتماماته، وكيفية العمل على تنميتها وتوظيفها في مكانها الصحيح، بالإضافة إلى أن الطفل عندما يدخل عامه الثالث يتطلب اهتمامًا خاصًا إذ أن ذلك السن هو بداية مرحلة الاستيعاب لدى الطفل، وتنامي قدرته على تحمل المسئولية، ويظهر ذلك من خلال اهتمامه بألعابه، والتي تحتم على الأم أن تزيد لديه ذلك الشعور بالمسئولية.
خلق طفل اتكالي
في هذا السياق، قالت الدكتورة خلود زين، استشاري العلاقات الأسرية، إن مرحلة تربية الطفل هى حجر الأساس الذي يتم بناء عليه شخصيته، فالتربية الخاطئة قد تتسبب في حدوث بعض الاضطرابات والصدمات النفسية التي تؤثر سلبيًا على شخصية الأطفال.
وأوضحت زين، في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن الأمهات تعاني عندما يدخل طفلها عمر السنتين، إذ يتسم هذا السن بكثرة العناد، ورغبة الطفل في أن يفعل ما يريده، ويجب على الأم أن تتعامل معه بعقلانية وتوضح له ما هو صحيح وما هو غير صحيح، مع مراعاة أن لكل طفل شخصيته الخاصة به، والتي تتطلب إتباع طريقة معينة في التعامل تتلائم مع طبيعته.
وأشارت إلى أن الطفل عندما يدخل عامه الثالث يتطلب اهتمامًا خاصًا إذ أن ذلك السن هو بداية مرحلة الاستيعاب لدى الطفل، وتنامي قدرته على تحمل المسئولية، ويظهر ذلك من خلال اهتمامه بألعابه، والتي تحتم على الأم أن تزيد لديه ذلك الشعور بالمسئولية، بأن تعوده على ترتيب ألعابه بعد الانتهاء من اللعب وإعادتها مكانها؛ ليزداد لديه شعور المسئولية.
وأكدت استشاري العلاقات الأسرية، أنه يجب اكتشاف مهارات الطفل في وقت مبكر للعمل على تنميتها لديه، وذلك من خلال تشجيعه بشكل مستمر عندما يقبل على شئ إيجابي، وتشجيعه على الإقبال عليها مرة آخرى، بالإضافة إلى إتاحة بعض الحرية للطفل وعدم فرض كل السلوكيات عليه، حتى لا نتسبب في خلق طفل اتكالي.
وشددت على ضرورة تجنب استخدام العنف مع الأطفال، إذ أنه أثبت عدم جدواه وأنه يزيد الأمور سوءً، وينصح بالتعامل بهدوء مع الأطفال واختيار الطريقة الملائمة للمناقشة.
تنمية مهارات الطفل
ومن جانبها، قالت أسماء حفظي، استشاري العلاقات الأسرية، إن الطفل يجب أن يحظى باهتمام كبير منذ الصغر للتركيز على أهم المهارات التي يمتلكها والعمل على تنميتها قدر الإمكان.
وأوضحت حفظي، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن رعاية الأبناء لا تقتصر فقط على العناية الجسدية بهم وتقديم الطعام الصحي، بل يوجد جانب أكبر قد يغفل الكثير عنه أثناء تربية الأطفال، وهو الجانب السلوكي للطفل وميوله واهتماماته، وكيفية العمل على تنميتها وتوظيفها في مكانها الصحيح.
وأكدت أن من أهم الطرق التي ينصح باتباعها لخلق طفل يحظى بمهارات عديدة، هو أن نترك له مساحة من حرية الاختيار وإشعاره بأنه شخص مسئول؛ مما يعمل على إنتاج شخصية استقلالية غير اعتمادية في اتخاذ القرارت، مشددًة على أنه يجب على الأمهات الاهتمام بالمتابعة الدورية لسلوك أطفالهن؛ لرصد أي تغير مفاجئ يطرأ على سلوكهم، فإذا كان هذا التغير سلبي فإنه يعكس تعرضهم لشيء سلبي أثر على سلوكهم، والعكس صحيح، فسلوك الطفل انعكاسًا لما بداخله.
وشددت على ضرورة الابتعاد عن استخدام أسلوب التوبيخ واللوم عند المناقشة مع الأطفال، والذي قد يؤدي إلى تجنبه استكمال الحديث، خاصًة أن الأطفال يتعاظم لديهم الشعور بالخوف، مما يحتم على الأمهات نزع ذلك الشعور.
وأكدت أنه يجب على الأمهات المحافظة على حقوق أبنائهن، فعند تعرضهم لمشكلة خارجية وتم التغافل عنها، يزرع ذلك داخل الطفل شعوره بأنه يجب عليه السكوت عندما يتعرض لمشكلة ما، وسيتجنب الحديث عما يتعرض له من مشاكل في المستقبل.
اليوم العالمي للطفل 2021
يشار إلى أن العالم يحتفل اليوم السبت 20 نوفمبر، بيوم الطفل العالمي، والذي يأتي كل عام ليسلط الضوء على تعزيز الترابط الدولي اتجاه زيادة وعي الأطفال والاهتمام برفاهيتهم.
وأعلن يوم الطفل العالمي في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 تشرين الأول/نوفمبر من كل عام ، ويرجع اختيار ذلك اليوم إلى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في عام 1959، كما أنه كذلك تاريخ اعتماد الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989.
ومنذ عام 1990، يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها.