السبت 11 مايو 2024

«استضافة مصر لتجميع الكوميسا».. خبراء: يلفت أنظار العالم ويدعم غزو منتجنا للأسواق

تجمع الكوميسا

تحقيقات20-11-2021 | 18:04

إسراء خالد

يشهد المجتمع المصري خلال الفترة المقبلة، نشاطًا تنمويًا ضخمًا، من خلال استضافته عدد من الأحداث المهمة، بينها، استضافة الدورة الـ21 لتجميع الكوميسا الثلاثاء المقبل بمدينة شرم الشيخ، للتباحث حول عدد من القضايا الاقتصادية التي تمس مصلحة الدول الإفريقية، والسعي لزيادة التبادل التجاري فيما بينها.

وذكر خبراء الاقتصاد، أن استضافة مصر لتجمع الكوميسا يوضح للعالم أن مدينة شرم الشيخ قادرة على استضافة الوفود من مختلف العالم، لما تتمتع به من جو مشمس ومعتدل نسبيًا، مقارنة بالدول الآخرى التي تعاني في التوقيت ذاته من موجات ثلجية وانخفاض كبير في درجات الحرارة، إلى جانب الارتفاع الكبير في أعداد الإصابة بفيروس كورونا، بالإضافة إلى أن العلاقات التاريخية بين مصر ودول القارة الإفريقية تسهم في عملية التقارب السياسي والاقتصادي والاجتماعي فيما بينهما، كما أن الفترة الأخيرة شهدت تطورات اقتصادية في مصر من خلال فتح قنوات الاتصال، وزيادة عمليات التبادل التجاري التي جلبت مزيدًا من الاستثمارات.

الدعم الاستراتيجي لاستقرار إفريقيا

في هذا السياق، قال الدكتور أحمد خطاب، الخبير الاقتصادي، إن إعلان ترأس مصر القمة الـ21 لتجمع الكوميسا، واستضافتها لها يوم الثلاثاء المقبل، في مدينة السلام بشرم الشيخ، بمثابة إعلان الثقة بمصر، خاصًة من جانب الدول الإفريقية التي لمست دور الدولة المصرية في الدعم الاستراتيجي لاستقرار إفريقيا، وتزايد حجم التبادل التجاري بين دول القارة.

وأوضح خطاب، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن مصر تحرص دائمًا على استضافة المؤتمرات المهمة، فمنذ نحو عامين استضافت في العاصمة الإدارية الجديدة، مؤتمر الاستثمار في إفريقيا؛ ما دعم قدرتها على استضافة الأحداث العالمية بشكل مستمر.

ونوه إلى أن استضافة مصر لتجمع الكوميسا يسلط الضوء على أنه الدولة المصرية قادرة على استضافة الوفود من الدول الإفريقية، في ظل عودة بعض الدولة إلى الانغلاق جراء تداعيات جائحة كورونا، بالإضافة إلى أنه يوضح للعالم أن مدينة شرم الشيخ قادرة على استضافة الوفود من مختلف العالم، لما تتمتع به من جو مشمس ومعتدل نسبيًا، مقارنة بالدول الآخرى التي تعاني في التوقيت ذاته من موجات ثلجية وانخفاض كبير في درجات الحرارة، إلى جانب الارتفاع الكبير في أعداد الإصابة بفيروس كورونا.

أهداف تجمع الكوميسا

وأشار إلى أن استضافة تلك القمة من شأنها أن تعود على الدولة المصرية بالعديد من الفوائد الاقتصادية، إذ أنها من المقرر أن تشهد توقيع عدد من بروتوكولات التعاون التجاري المصري الإفريقي مع الدول العظمى، والتطرق إلى ملف إعادة الإعمار في ليبيا، إلى جانب التباحث حول إعادة الربط الكهربائي مع الدول الشقيقة مثل السودان والأردن، بالإضافة إلى كيفية التوأمة مع العالم فيما يخص المناخ والتغيرات البيئة والتي قال عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي إنها أصبحت جزءً أساسيًا من الأجندة الدولية.

وأضاف خطاب: "سيتطرق التجمع أيضًا إلى التباحث حول تمكين المرأة العربية والإفريقية، والهجرة غير الشرعية التي يعاني منها العالم أجمع، بالإضافة إلى التباحث حول الاسترشادات البترولية والغازية خاصًة في ظل ارتفاع أسعار البترول، وامتلاك القارة الإفريقية ثروة بترولية".

وأوضح أن توقيت المؤتمر له دلالة خاصة إذ أنه جاء في الوقت الذي تشهد به الدولة المصرية عدد من الأحداث التي تخطف أنظار الإعلام العالمي مثل افتتاح طريق الكباش الأسبوع القادم، والذي من شأنه إعادة توجيه الأنظار مرة آخرى إلى مصر.

التغلب على تداعيات كورونا

وأكد الخبير الاقتصادي أن مصر استطاعت أن تتغلب على التداعيات التي خلقتها جائحة كورونا، ففي الوقت الذي مازالت تعاني فيه بعض الدول من الانكماش الاقتصادي والإغلاق الناتج عن الجائحة، تحقق مصر معدلات نمو اقتصادي بلغت نحو 4%، وزيادة الصادرات خلال الـ8 شهور الأولى من عام 2021 مقارنة بنفس الفترة خلال العام الماضي، مما يوحي بقدرة الدولة المصرية على تجاوز الأزمات العالمية.

وتابع خطاب: "جميع المؤشرات في قطاع الأعمال والاستثمار تشير إلى أن مصر أفضل دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهو ما أشادت به أيضًا المؤسسات الدولة، مثل البنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية الذي أوضح أن مصر خلال العشر سنوات القادمة ستترأس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في النمو الاقتصادي"، مستطردًا: "العالم كله يراهن على نجاح الدولة المصرية خاصًة بما تمتلكه من بنية تحتية جاهزة لقبول الاستثمارات وتواجد الموانئ على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر مع رفع كفائتها، وتمتعها بالمنطقة اللوجيستية في قناة السويس سواد القديمة أو الجديدة".

غزو المنتج المصري الأسواق الدولية

ومن جانبه، قال الدكتور سيد خضر، الباحث الاقتصادي، إن استضافة مصر لتجمع الكوميسا له أبعاد سياسية واقتصادية، وتتبلور في دعم الاقتصاد المصري وغزو المنتج المصري الأسواق الدولية في ظل ما تسعى إليه القيادة المصرية لتوطيد العلاقات الدولية والاقتصادية بين جميع دول العالم في ظل وجود البيئة الآمنة والمستقرة وتهيئة المناخ المناسب لجذب الاستثمارات الأجنبية من مختلف دول العالم؛ ما ينعكس على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأوضح خضر، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن العلاقات بين مصر ودول العالم تتميز بأسس وروابط قوية، نظرًا للمكانة والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها خاصًة أن هناك أهداف استراتيجية مشتركة ترمي إلى تقوية العلاقات السياسية والاقتصادية، منوهًا إلى أن هذا الترابط يسهم في دعم القوة والاستمرارية في التعامل بينهما.

وأكد أن العلاقات التاريخية بين مصر ودول القارة الإفريقية تسهم في عملية التقارب السياسي والاقتصادي والاجتماعي فيما بينهما، كما أن الفترة الأخيرة شهدت تطورات اقتصادية فى مصر من خلال فتح قنوات الاتصال، وزيادة عمليات التبادل التجاري التي جلبت مزيدًا من الاستثمارات، خاصًة فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي، إذ يضمن تحقيق الأهداف التنموية للبلاد وعلى رأسها تأمين احتياجات المواطن وتسهيل حركة التجارة الدولية مع العالم الخارجى وكذلك فتح آفاق اقتصادية مع إمكانية فتح أسواق جديدة للصادرات المصرية.

عوائد تجمع الكوميسا

ونوه الباحث الاقتصادي إلى أن استضافة مصر لتجميع الكوميسا يسهم في عملية تسهيل الحصول على التكنولوجيا المتطورة، وجذب الاستثمارات الأجنبية للمنطقة سواء المباشرة أو غير مباشرة وتزايد التعاون في مجالات التجارة الدولية، وكلها أمور لا يمكن أن تتم إلا من خلال توسيع الفرص الاقتصادية عن طريق تدعيم التعاون الاقتصادي بينهما، واستغلال المزايا النسبية والموارد.

وشدد على تواجد توجه كبير من الجانب المصري على ضخ المزيد من الاستثمارات في مصر، خاصًة وأن الدولة المصرية عملت على إزالة كافة العقبات والعوائق التي كانت تحول دون تسهيل كلالإجراءات المتبعة من أجل زيادة تدفق المزيد من رأس المال والاستثمارات.

وأشار خضر إلى أن التعاون الاقتصادي بين الدول له طابع خاص لا يرتبط من ناحية الهدف أو الأثر فقط، بل يعمل على تعزيز القدرة التنافسية للصادرات المصرية ومدى غزو المنتجات المصرية في تلك المنطقة، كل تلك العوامل تهدف إلى تنميه الصادرات وزيادة حجم التبادل التجاري؛ ما ينعكس على تحقيق معدلات نمو إيجابية وزيادة فرص الصادرات المصرية في القارة الإفريقية، وإزالة كل العقبات التي تواجه العملية التصديرية من خلال تخفيض التكاليف وتحقيق أعلى مستوى للتنافسية المصرية، خاصًة وأن القارة الإفريقية لديها فرص كبيرة للاستثمارات الداخلية والخارجية.

دول الكوميسا 2021

يشار إلى أن السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي "الكوميسا" هى أحد أهم تجمعات التكامل الاقتصادي الإقليمي في القارة الأفريقية، حيث يضم التجمع في عضويته 21 دولة هم مصر، بوروندي، جزر القمر، الكونغو الديمقراطية، جيبوتي، إريتريا، اسواتينى، إثيوبيا، كينيا، ليبيا، مدغشقر، مالاوي، موريشيوس، رواندا، سيشل، الصومال، السودان، تونس، أوغندا، زامبيا، وزيمبابوي، وتبلغ المساحة الجغرافية لدول الكوميسا ما يقرب من 13 مليون كم2، ويصل عدد سكانها 586 مليون نسمة.

أقرأ أيضًا:
تستضيفها شرم الشيخ الثلاثاء.. 6 أهداف لقمة «الكوميسا»

Dr.Radwa
Egypt Air