المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة, الذي قاد دفة البلاد في أعقاب ٢٥ يناير ٢٠١١ لمدة عام بحكمة وحافظ على وحدة وتراب مصر, ولد فى أكتوبر ١٩٣٥, تخرج في الكلية الحربية ١٩٥٦, وشارك فى كل الحروب حتى حرب الاستنزاف وأكتوبر ٧٣ والعبور والنصر العظيم.
حرب الاستنزاف
بدأت بقوة بعد أيام من هزيمة يونيو ٦٧، ردًا على تصريحات إسرائيل بأن جيشها لا يهزم وأن أرض سيناء - حسب نصوص توراتية ورؤى حاخامات يهود - عادت مستسلمة لأصحابها اليهود حسب رؤيتهم المنحرفة، وبدأت بالفعل حرب الاستنزاف بعد أيام من هزيمة يونيو ٦٧ التى تحمل مسئوليتها الزعيم جمال عبد الناصر بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن هنا كانت البداية بأوامر منه شخصيًا ومع المخابرات والقوات البحرية؛ ففي ٢١ أكتوبر ٦٧، قامت مجموعة من الضفادع البشرية بـ٣ عمليات عسكرية بتدمير الرصيف الحربى لميناء إيلات، وتدمير ناقلة الجنود “بات يم” وتدمير المدمرة “بيت شيفع”.
وعلاوة على الخسائر المادية الضخمة، كانت هناك خسائر بشرية موجعة، فقد كان هناك مجموعة من طلاب الكلية البحرية على سطح المدمرة بغرض التدريب، ومعلوم أن الحرب بالنسبة لإسرائيل تعطل الاقتصاد والحياة المدنية لأن احتياطي الجيش هم المدنيون فى المصالح المدنية، ومن هنا كانت حرب الاستنزاف مدمرة وقاسية.
فكتيبة المقدم طنطاوي ١٦مشاة شاركت فى عمليات خلف خطوط العدو لجمع معلومات عن مواقع وتحصينات العدو، ومن أبرز وأهم أحداث حرب الاستنزاف استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس هيئة الأركان العامة فى الجبهة فى السويس فى موقع متقدم أمام العدو، وهذا يعني أن القائد دومًا فى مقدمة الصفوف، والإصرار على النصر وهزيمة العدو واسترداد الأرض، واستشهد رياض فى ٩ مارس ١٩٦٩، وأصبح هذا اليوم “يوم الشهيد “ السنوي، تحية لجميع الشهداء فى الجنة بإذن الله.
عملية تدمير الحفار الإسرائيلى ٨ مارس ١٩٧٠
كانت عملية الحفار أيضا خلال فترة حرب الاستنزاف لأنها قضية تتعلق بالأمن القومى وكرامة وقوة مصر، فقد قامت إسرائيل بشراء حفار “ كيتننج” من كندا، وتعاقدت مع شركة إيطالية للتنقيب عن البترول فى سيناء لحرمان مصر من رصيدها البترولي، وتم إعداد مجموعة من الضفادع البشرية وعناصر من القوات البحرية بأوامر من رئيس الجمهورية ومدير المخابرات العامة أمين هويدي ورجل المخابرات الشهير محمد نسيم، وتم تتبع تحركه حتى وصل “أبيدجان”،
عاصمة ساحل العاج، وتم تدمير الحفار الإسرائيلي تمامًا بعملية ناجحة شارك فيها سفراء من الخارجية مع المخابرات ومجموعة العمل من القوات البحرية.
حرب الاستنزاف برؤية مقاتل إسرائيلي
فى وثيقة يروي أحد الجنود عن هذه الحرب وضراوتها يقول “إنهم يحكون لي عن حرب الاستنزاف وعن عمليات القصف المرعبة عبر قناة السويس وعن النيران المسطحة وكل ما نبديه من ثقة فى التدريب مجرد عرض تمثيلي وربما يشلني الخوف”.
حرب أكتوبر ٧٣
يقول الكاتب الإسرائيلى أمنون روبنشتين “أضافت حرب أكتوبر ٧٣ لقوة الكابوس رعب زوال إسرائيل من الوجود بُعدًا جديدًا وهو تعاظم القوة العربية وتهديد وجود إسرائيل”.
حرب المزرعة الصينية
وفى وثيقة أخرى يقول الأديب والكاتب الكبير أهارون ميجد - أديب معاصر يتبنى فكرة حق الفلسطينيين فى أرضهم وأن إسرائيل لم توفر الأمان المزعوم لليهود وهو يساري معروف “ فى السادس عشر من أكتوبر ٧٣ فى الخامسة بعد الظهر كانت كتيبة المدرعات التى يخدم بها الضابط يواب فى سيناء قد تلقت أمرا بالتقدم عبر منطقة المزرعة الصينية التى انبعثت منها نداءات يائسة من المظليين الذين حُوصروا هناك تحت نيران الجيش الثانى المصري دون غطاء وتكبدوا خسائر فادحة، وكانت هناك جثث القتلى من قوات دعم الجيش الإسرائيلي على سطح سهلي رملي، وحدث ارتباك شديد حتى أن القوات الإسرائيلية المرابطة بالموقع قامت بضرب واستهداف قوات الدعم وذلك بسبب انقطاع التواصل اللاسلكي وصعوبة الرؤية ودانات الصواريخ المصرية”.
وهنا نذكر قتال عناصر الكتيبة ١٦ مشاة بقيادة المقدم طنطاوي.
شهادة باحث عسكرى عربى عراقي:
يقول العميد الركن حسن مصطفى فى كتابه “معارك الجبهة المصرية” دخل اسم المعركة الصينية تاريخ حرب العاشر من رمضان من أوسع أبوابه على ضراوة قوات مصر، فقد جاء فى كتاب التقصير الإسرائيلى كتاب بعنوان “همحدال” بالعبرية نشر بعد الحرب يعترف بالتقصير والإهمال من قبل الاستخبارات العسكرية “أمان” وفشل أصحاب القرار”.
إنها كانت - حرب المزرعة الصينية - من أصعب المعارك التى خاضتها أي قوة من الجيش الإسرائيلى، وكانت كتيبة المشاة بقيادة المقدم أ. ح محمد حسين طنطاوى.
تحية لروحه وروح كل شهيد دافع عن عزة وتراب مصر، وتحية للشهيد بطل الحرب والسلام محمد أنور السادات.