الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

الدرع‭ ‬الواقي

مقالات21-11-2021 | 23:33

 مصر ورجالها كالمارد النائم إياك أن توقظه، رجال استطاعوا كسر أحجار رقعة الشطرنج تلك المؤامرة التي تم إعدادها لكسر وتقسيم مصر، وفي تلك اللحظة ظهر العملاق المصري المشير محمد حسين طنطاوي، الذي برحيله فقدت مصر بطلا من أبطال حرب أكتوبر المجيدة وأحد رموزها العسكرية الذي تحمل مسئولية البلاد في فترة صعبة من تاريخها التى قادها بحكمة واقتدار وجهد وعطاء حتى عبرت بر الأمان.

كان يمتلك عقلاً مميزا نجح في تدريبه ليتحول إلى آلة جبارة، هذا الرجل الذي وصفته وثائق ويكيليكس، المقاوم للتغيير الذي يريده الغرب ،هو رجل من أخلص أبنائها وأحد رموزها العسكرية الذي وهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن اختاره القدر ليتحمل الصعاب وقت المحن رجل دولة من طراز فريد، وهب حياته لخدمه وطنه في أوقات عصيبة ولعب دورا تاريخيا حتي وصلت مصر إلى بر الأمان، هو الرجل الذي قال عنه الرئيس السيسي: "اسمحوا لي أوجه التحية ليه لوحده"، هو سيادة المشير محمد حسين طنطاوي في أثناء الاحتفالية الـ٤٢ لذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة تعبيرا عن التقدير الوطني لهذا القائد.

هو بطل عسكري من طراز خاص، خاض 4 حروب دخلتها مصر مع إسرائيل، فكان بطلا من أبطال 56 وشارك في حرب 67 وبعدها حروب الاستنزاف، هذه الفترة الزاهرة من تاريخ الجيش المصري حيث كان الجيش يقاتل ويستعد ويتأهب ويعيد بناء القوات المسلحة، فقد أعطت الحرب الجنود والضباط الثقة بالنفس ومنحت الشعب الثقة بالجيش.

 من الصعب على أي قلم رسم صورة كاملة للمشير طنطاوى، فسجلّه مشرف ومليئ بالأحداث العظيمة والمناصب المشرفة، وفي وقت قصير تولى فيه أمور البلاد استطاع في الحفاظ على هيبة الوطن، وكان الضامن الوحيد والحارس الأمين للتطور الديمقراطي في مصر،  ولمَ لا وهو الذي يتمتع بسمعة وثقة كبيرة في الداخل والخارج وقد نجح في كل الاختبارات التي تعرض لها بنجاح منقطع النظير ورغم كل محاولات الاستفزاز التي تعرض لها الرجل إلا أنه كان بمثابة حائط الصد والدرع الواقية الذي تلقى الضربات عن الشعب المصري في أحلك الأوقات التي خطط فيها أعداء الداخل والخارج للنيل من مصرنا المحروسة.

تحلى هذا القائد العظيم بالصبر وكتم أنفاسه ولم يكشف أوراقه حتى آخر لحظة وحبس نيرانه لحين معاينة وتقدير القوة المعادية للوصول بمصر إلى بر الأمان، ومن الطبيعي أن يكون هكذا فهو واحد من 9 فقط في تاريخ مصر حملوا رتبة المشير،  لكنه انفرد عن سابقيه في أنه رجل عبور من طراز فريد وخاصة عبور أكتوبر وعبور نوفمبر ٢٠١١.

 أدى المشير محمد حسين طنطاوي رسالته مقاتلا وقائدا خلال فترة رئاسة المجلس العسكرى لمصر وقائدا عاما لقواتنا المسلحة والذي قال عنه الرئيس السيسي  في إحدى الندوات التثقيفية لقواتنا المسلحة :إن التاريخ سيتوقف طويلا أمام الدور الجليل الذي أداه المشير محمد حسين طنطاوي لحماية الوطن والحفاظ عليه والعبور بسلام بمرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها مصر. 

هذا هو بطل عملية الغزالة المطورة الإسرائيلية التي أحبطها ،وتصدت قواته لمجموعة شارون والتي عرفت فيما بعد بمعركة المزرعة الصينية، هذا هو ابن مصر البار المخلص لوطنه الذي كان مبهرًا في الأداء العسكري ،عبقريًا في القيادة بحكمة واقتدار وجهد وعطاء بلا حدود، وسام على صدر هذا الوطن الذي يفتخر دوما برجاله خير أجناد الأرض.