من الواضح أن من اقترب من الفنانة القديرة سهير البابلي وجد في عشرتها سعادة غامرة، فما بالك بمن اقترن بها وتزوجها.. فقد حزن الفنان منير مراد على فراقها وانفصاله عنها بالطلاق التي أصرت هي عليه لكي ترعى ابنتها، رغم توفير منير لها كل سبل السعادة، ورغم أنه كان أيضا طيب المعشر ورفرفت السعادة تسع سنوات على بيت زوجيته هو وسهير البابلي إلا أنها ضحت بسعادتها لتتفرغ لرعاية ابنتها ذات الاثنى عشر ربيعا آنذاك، وانفصلت عنه في يوليو 1967، وجمعتها الصداقة والمودة مع منير مراد بعد ذلك .
أما زواجها من الفنان أحمد خليل، فقد جاء في عام 1971، فقد كانت سهير البابلي بطلة العمل الإذاعي "سارة" الذي كان مرشحا لبطولته أمامها الفنان صلاح قابيل، لكن شاءت الظروف أن يعتذر قابيل ويتم اختيار الممثل الشاب آنذاك أحمد خليل لدور البطولة أمامها، وهو الذي أكد في لقاء تليفزيوني مع الكاتب الصحفي محمود سعد أنه وجد الفنانة سهير البابلي عند لقائه بها في ذلك العمل أنها تتعامل بشدة وعصبية، فلم يتحمل ذلك ودبت بينهما مشادة وخلاف كبير.
ربما كان ذلك الموقف ما لفت انتباه سهير البابلي لأخلاقيات أحمد خليل، فبعد التراضي بينهما بدأت خيوط الوفاق تنسج بينهما، بل تطورت إلى بوادر المحبة والتفاهم التي أدت مباشرة إلى زواجهما، وفور الزواج لم تعلنه سهير البابلي فهي حسب ما وصفتها مجلة الكواكب كثيرا بأنها "حواء التي لا تبوح بأسرارها" إلا أن لفنان أحمد خليل قد أعلن عن الزواج ، وكانت للكواكب زيارات عديدة لمنزلهما، حتى أنهما احتلا غلاف الكواكب عدد 24 أبريل 1973 كأسعد زوجين في الوسط الفني آنذاك.
استمر زواج سهير البابلي من أحمد خليل لمدة عامين، وفي نهايتهما وقع أبغض الحلال، ورغم السعادة التي ملأت حياتهما إلا أنه اعترف أنه من تسبب في الإنفصال .. وشعر بالندم طويلا، فقد كان مبرره للطلاق أن سهير البابلي نجمة كبيرة، وهو مازال ممثلا مغمورا رغم أعماله العديدة، لكن تلك الأدوار لم تكن تضعه في بؤرة الضوء والشهرة، فكان الوضع آنذاك, زوجة نجمة كبيرة وزوج حاول أن يشعرها بأنه هو سيد البيت والكلمة الإولى والأخيرة له .. وبسبب عصبيته تعثرت حياتهما الزوجية ووقع الطلاق.
اعترف الفنان أحمد خليل فيما بعد أنه أخطأ بأن وضع نصب عينيه أثناء زواجه من الفنانة سهير البابلي قيمة كل منهما الفنية، فقد أكد أنها كانت دائما نعم الزوجة الطيبة التي تسعى لإسعادة ، وقال أنه في تلك الفترة كان متشددا مع الجميع ، بل لم يكن حتى في عنفوان الشباب يعرف الابتسام .. لكن مع تقدم العمر تغيرت طباعه وأصبح أكثر بشاشة مع الجميع.. واختتم أحمد خليل حديثه بأن ندم على طلاقه من سهير البابلي، وأن الطلاق نفسه أبعدهما معا عدة سنوات عن التمثيل .
مع رحيل الفنانة سهير البابلي الذي جاء منذ ساعات، وتصادف أيضا مع رحيل الفنان أحمد خليل الذي فارق الحياة قبلها بعدة أيام.
تنشر بوابة "دار الهلال" صورة نادرة لهما أثناء حياتهما الزوجية، وتبدو فيها سهير البابلي في سعادة غامرة.. لكن أحمد خليل.. فيم كان يفكر؟