تناولت صحيفة "التايمز" رسالة وجهتها وكالات الإغاثة إلى الغرب والأمم المتحدة، تطلب فيها التدخل لإنقاذ أفغانستان، وسط مخاوف من موجة لاجئين جديدة، يحاول من خلالها آلاف الأفغان التوجه إلى الغرب عبر إيران.
ونشرت الصحيفة مقالا كتبه محرر شؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر عن محاولة أكثر من نصف مليون أفغاني الدخول إلى إيران، منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان.
وجاء فيه إن 320 ألف شخص أصبحوا داخل إيران، رغم عودة 180 ألف ممن حاولوا عبور الحدود بين البلدين وذكّر المقال بطريق الهجرة من إيران إلى تركيا أو روسيا، ثم إلى بريطانيا وأوروبا. وقالت الصحيفة إنه في إطار مواجهة هذه الأزمة المتفاقمة، توجهت 24 وكالة إغاثة برسالة إلى مجلس الأمن التابع الأمم المتحدة، طلبت من خلالها إسقاط العقوبات المفروضة على طالبان لأغراض إنسانية.
ونقلت بعضا من مضمون الرسالة التي جاء فيها أن جهود الإغاثة يردعها واقع أن العديد من قادة طالبان، الذين يديرون الآن وزارات يتعين على وكالات الإغاثة العمل معها، عليهم عقوبات فُرضت منذ عام 1988. كما ذكرت الرسالة أن أفغانستان على حافة الهاوية، واقتصادها يقترب من الانهيار مع مواجهة "ما يقارب 23 مليون شخص انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي. و8.7 مليون على بعد خطوة واحدة من المجاعة".
وأضافت الصحيفة إن إيران أغلقت نظرياً حدودها في وجه اللاجئين، خوفًا من عدم قدرتها على الاستيعاب، مضيفة أن 950 ألف أفغاني عادوا إلى بلدهم من إيران هذا العام، بعد أن قامت السلطات الإيرانية بترحيل معظمهم.
وأشارت إلى أن الموقف الرسمي المتشدد للنظام الإيراني، يعني عدم وجود مخيمات لاجئين منظمة أو مراكز استقبال، لأولئك الذين يواصلون التدفق عبر نقاط العبور غير الرسمية.
وأضافت أنّ اللاجئين ينامون في العراء، أو في أي مكان يمكنهم العثور فيه على مأوى.
وتحدثت الصحيفة عن صراع داخلي بسبب وصول اللاجئين الأفغان إلى إيران، إضافة إلى الملايين الموجودين في البلاد، وعن ورود تقارير حول مشاعر مناهضة للمهاجرين، وأعمال عنف في بعض المناطق.
وقالت إن هذا يضع علاقات النظام الإيراني مع الغرب تحت ضغوط جديدة، بالتزامن مع جهود استئناف المفاوضات لإنقاذ الاتفاق النووي في وقت لاحق من هذا الشهر.