تعرض سيرتهن: سمر الدسوقى
في منتصف حقبة الثلاثينيات وبعد أن أصبح الشيخ محمود خليل الحصرى أحد أشهر قراء القرآن الكريم تزوج بامرأة حملت على كاهلها مسئولية الأسرة، فقامت على شئونه حتى رزقها الله منه بالذرية التى أفنت حياتها فى تربيتهم والاهتمام بتعليمهم فتميزوا وحفظوا القرآن الكريم، وكانت دائما خير عون للشيخ حتى تم اختياره وكيلا لمشيخة المقارئ المصرية، ثم شيخ عموم المقارئ وذاع صيته دوليا وعالميا.
ولد الشيخ محمود خليل الحصري عام 1917 ، في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا، والتحق بالكتاب وعمره لم يتجاوز الأربع سنوات، حفظ القرآن الكريم بمسجد الأحمدي بطنطا فى الثامنة من عمره، وفى الثانية عشرة التحق بالمعهد الديني بطنطا ثم تعلم القراءات العشر في الأزهر حيث حصل على شهادته في علم القراءات ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن.
قصة زواجه
فى عام 1938 تزوج الشيخ الحصري بسيدة كانت بمثابة فاتحة خير عليه وسببا وراء انطلاقه وشهرته بشهادة الجميع، فقد حملت على عاتقها مسئوليات الأسرة وتربية الأبناء حتى يتفرغ الشيخ لمسيرته فى عالم القراءة وتجويد القرآن، كان الشيخ الحصري دائم السفر فكانت زوجته السيدة سعاد محمد الشربيني هي المسئولة عن رعاية الاولادِ. كان الشيخ يوميا يعود إلي المنزل وبرفقته ضيوف من كل صوب من القاهرة أوالمحافظات أو من دول اجنبية وكانت دائما علي استعداد لاستقبالهم وإعداد الطعام في أي وقت ظهرا أو ليلا فلم يدخل بيت الشيخ أحد إلا ولابد أن يحضر له واجب الضيافة و كان هناك أيضا مكان مخصص لمبيت الضيوف ممن هم علي سفر فقد كانت بالفعل نعم الزوجة والأم لأولادها ولمن يعمل عندها حتي أنها كانت تبيت معهم وتلبسهم مثل بناتها وترعاهم وتحافظ عليهم وتزوجهم.
وبعد أن كان الشيخ الحصري يقرأ القرآن في مسجد قريته وفي اجتماعات السكان هنالك تقدم عام 1944 إلى الإذاعة المصرية بطلب كقارئ للقرآن الكريم وبعد مسابقة حصل على العمل وكان ترتيبه الأول على المتقدمن، حيث قدم أول بث مباشر له على الهواء في نوفمبر عام 1944 ، واستمر البث الحصري له على أثير إذاعة القرآن المصرية لمدة عشر سنوات، وخلال هذه الحقبة رزق الشيخ ب 3 أبناء من الذكور و 3 من الإناث هم: محمد وعلى وسيد وشوقية وإفراج وإيمان، وزوجته مستمرة في أداء رسالتها بتفان وعطاء، وكانت حريصة على أن يكمل أبناؤها حفظ القرآن الكريم كاما وكان الشيخ يساعدها في هذا بحرصه على منح كل من حفظ منهم سطرًا من القرآن قرش صاغ بجانب مصروفه اليومي، ويضاعف المبلغ مع مضاعفة الحفظ لأجزاء أكبر حتى أتم أبناؤه حفظ القرآن كاملا، كما كان حريصا على تربيتهم على التواضع واحترام كبار السن وكان يخصص لبناته ملابس من نفس الأقمشة والنوعية التي يخصصها لمساعدات زوجته في المنزل.
وسام العلوم والفنون
في هذا التوقيت عمل الشيخ الحصري كقارئ في مسجد أحمد البدوي في طنطا «المسجدالأحمدي » وفي عام 1955 انتقل إلى مسجد الإمام الحسن بالقاهرة وكان أول من سجل المصحف الصوتى المرتل برواية حفص عن عاصم، ثم عين عام 1957 مفتشًا للمقارئ المصرية ثم وكيا لمشيخة المقارئ المصرية، فمراجعا ومصححا للمصاحف بقرار مشيخة الأزهر الشريف، وفي 1960 كان أول من ابتعث لزيارة المسلمين في الهند وباكستان وقراءة القرآن الكريم في المؤتمر الإسلامي الأول بالهند، ثم اختير شيخ عموم للمقارئ المصرية، وفى الحقبة نفسها حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم، وكان له النصيب الأكبر في القيام بالعديد من الزيارات لعدد من الدول العربية والأجنبية لتلاوة القرآن الكريم خاصة في شهر رمضان كالكويت وفرنسا وبريطانيا وباكستان وغيرهم، كما كان أول من رتل القرآن الكريم في الأمم المتحدة أثناء زيارته لها.
حرص الشيخ الحصري في أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد دينى ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بمسقط رأسه في قرية شبرا النملة، كما أوصى بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحفاظه، وتوفى عام 1980 .