بقلم : ماجدة محمود
أن تستيقظ على خبر يسعدك ويثلج صدرك وسط كل الأحداث المؤلمة التى شاهدناه وعشنا تفاصيلها المرعبة قبيل رمضان فهذه نقطة نور وسط الظلام الذى سيطر على الوجدان على مدار الأيام الأولى للشهر الفضيل، سبع عالمات مصريات يحصدن جوائز الدولة ، جائزة النيل وقيمتها نصف مليون جنيه، وجائزة التفوق وقيمتها 100 ألف جنيه وميدالية فضية وجائزة الدولة التشجيعية قيمتها 50 ألف جنيه.
قيمة الجوائز هنا لا تقاس بالمبلغ المادى المحدد لها وإنما بقيمتها المعنوية التى تعتبر وبحق وسام على صدر كل مصرية .
وقد حصدت جائزة النيل كل من د. فايزة محمد محمود الأستاذ المتفرغ بالمركز القومى للبحوث ، ود. فينيس كامل وزيرة البحث العلمى الأسبق ، الحاصلة على الدكتوراه فى "علم الكمياء" ، وهى من مواليد 7 أكتوبر 1934 ، وأتمت التعليم الابتدائى بإحدى المدارس القبطية الخاصة بمنطقة «الزيتون »، ثم انتقلت فى المرحلتين الإعدادية والبكالوريا إلى مدرسة «الأميرة فريال » بمصر الجديدة وحصلت على البكالوريوس من كلية العلوم بجامعة عن شمس عام 1956 ، ثم حصلت على الماجستير والدكتوراه فى الفلسفة من "جامعة القاهرة" عام 1962 ، ودكتوراه فى العلوم من جامعة «عن شمس » عام 1994 وأولت اهتمامها للأبحاث العلمية، خاصة أبحاث الفلزات التى نالت عنها جائزة تبرعت بقيمتها لقسم الكيمياء بالمركز القومى للبحوث الذى بدأت حياتها العلمية فيه ، وقدمت 141 بحثا علميا وبراءتى اختراع إحداهما فى مجال «الترسيب الكهربى لفلز التيتانيم وسبائكه »، سجلت فى الولايات المتحدة الأمريكية و 12 دولة أوروبية أخرى، والثانية فى مجال حماية حديد التسليح من التآكل وأعدت برنامجا لمحو الأمية الالكترونية لهيئات البحوث فى المراكز البحثية وهى أول سيدة فى مصر يتم منحها درجة الدكتوراه فى العلوم بناء على تزكية الجمعية الملكية بلندن .
أما جائزة الدولة التقديرية فى العلوم التكنولوجية المتقدمة فى مجال الطبى فحصلت عليها د. نجوى عبد المجيد محمد وهى أستاذ متفرغ بالمركز القومى للبحوث وحاصلة على جائزة لوريال لليونيسكو للمرأة المتميزة فى العلوم على مستوى إفريقيا والعالم والتى استطاعت أن تثبت أن الوصول للجوائز العلمية لا يتطلب الهجرة خارج الوطن ، فمن جامعات مصر حصلت على ادلماجستير والدكتوراه فى الطب وعلم الوراثة ، وعلى أرضها ومن خال انتمائها للمركز القومى للبحوث استطاعت أن تحقق أهدافها البحثية والإنسانية وتصل إلى العالمية.
وقد بدأ مشوارها منذ 25 عاما نالت خلالها جائزة التفوق العلمى فى العلوم الطبية عام 2002 والميدالية الذهبية للطبيب المثالى من نقابة الأطباء عام 1987 ، وحصلت على جائزة الطب والعلوم والصيدلة والبيئة من المركز القومى للبحوث عام 1994 ، وأشرفت على ما يزيد عن 20 رسالة دكتوراه و 20 رسالة ماجستير ، وبلغ عدد أبحاثها العلمية المنشورة 85 بحثا مصريا وعالميا وكانت أبحاثها المتميزة عن الطفل المنغولى لها أكبر الأثر فى التدخل العلاجى المبكر والتدخل الغذائى لرفع القدرات الفكرية ومهارات الذكاء لدى هؤلاء الأطفال ، وقد صاحبت هذه الأبحاث جهود متنوعة لرعاية الأطفال المعاقن كإعداد دورات تدريبية للأطباء فى مجال الوراثة ودورات تثقيفية لأهالى المعاقن ذهنيا وتدريبهم على التعامل معهم وإعطائهم النصح.
وكانت جوائز الدولة التشجيعية فى العلوم والعلوم التكنولوجية المتقدمة لعام 2016 فى مجال العلوم الزراعية من نصيب د. وجيهة على محمد أحمد عوض الأستاذ المساعد بكلية الطب البيطرى جامعة جنوب الوادي، وفى مجال العلوم الطبية د. نانسى محمد البربرى الأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة عن شمس ود. رحاب على عبد السام حجازى الأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة القاهرة وفاز بجائزة العلوم التكنولوجية المتقدمة التى تخدم مجالات العلوم الطبية، ود. عزة أحمد محمد محمود، الأستاذ الباحث المساعد.
وهكذا تثبت المرأة المصرية يوما بعد يوم كفاءتها وقدرتها على الابتكار وصنع النجاح فى مجالات كثيرة ظن البعض لفترة طويلة أنها عصية عليها فللعالمة المصرية منى ألفين سلام وتحية.