الأحد 9 يونيو 2024

تيران وصنافير .. المصير

11-6-2017 | 11:42

نعيش لحظات تاريخية فارقة في عمر الوطن ، حيث يواجه مجلس النواب موقفا غاية في الصعوبة، وهو يناقش اليوم اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، أو بمعنى أدق مصير جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين على الحدود بين البلدين .

كل الفصائل المصرية تترقب القرار الصعب، الكرة الآن في ملعب نواب الشعب، المصريون شرفاء لا يعتدون على حقوق الآخرين، وفي نفس الوقت ليس في قواميسهم التفريط في ذرة تراب من أرض الوطن .

الشارع المصري يعاني حالة من الاستقطاب، فريق يتمسك بمصرية الجزيرتين ولديه أسانيده ووثائقه وأحكام قضائية نهائية، وفريق آخر يرى أنهما سعوديتان ولديه أيضا أسانيده ووثائقه، المهم ألا نشكك في وطنية أحد من هذين الفريقين، وعلينا أيضا أن نقبل بحكم من بيدهم القرار وفق الدستور، فهم نواب الشعب الشرفاء الذين لن يخذلوه ، ولن يبيعوا الوطن أو يفرطوا في ذرة من رماله، وقناعتي أنهم لن يُحكِّموا الهوى، ولن يندفعوا خلف أصوات من هنا أو هناك، الحق حق، والحق أحق أن يُتبع، فليس بالأهواء تثبُت الملكية، الملكية تبنى على وثائق ومستندات.

 مصر التي تقف صفا واحدا في محاربة الإرهاب لن تتشرذم أو تنقسم أبدا، مصر العظيمة لن تغنيها جزيرتان ليستا ملكها، وأيضا مصر القوية العصية لن تركع ولن تفرط في شبر من أرضها والتاريخ خير شاهد.

 السعودية ليست بحاجة لجزيرتين، فأرضها واسعة شاسعة ولكن إن كان لها حق في الجزيرتين فلتأخذهما .. إن كانتا حلالها، مبارك عليها .

نحن نثق في قيادتنا كل الثقة، ونثق في قضائنا العادل ونشرف به ، ولا نشكك في ضمائر نوابنا أبدا، كلنا مصريون نعشق تراب هذا البلد، ولن نفرط فيه مهما اختلفت مشاربنا السياسية أو غلبت على بعضنا نعرة التعصب .

وأتصور أن قرار الدكتور على عبد العال بجعل جلسة مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية جلسة علنية ، قرار صائب يستحق عليه كل التحية، الشعب بكل طوائفه سيستمع لكل الآراء المبنية على وثائق وليست مجرد أهواء ، وفي النهاية إن كان لنا حق قانوني في الجزيرتين فلن يقبل مصري واحد التفريط فيهما ، وإن ثبت أنهما سعوديتان فليعد الحق لأصحابه، المهم أن نعبر هذا الموقف التاريخي دون تخوين لأي طرف ، وليعلم الجميع أن صك الوطنية ليس بيد فصيل دون الآخر ، الوطنية تجري في عروقنا ولا داعي للمزايدة ، تحيا مصر .. عاشت مصر حرة مستقلة .