الأربعاء 26 يونيو 2024

بعد إقامة أول متحف مفتوح بجامعة على مستوى الوطن العربي .. العلم والفن وجهان لعملة واحدة بسمبوزيوم بدر

11-6-2017 | 13:19

كتبت : شيماء محمود

سعيا لإثراء الحركة التشكيلية.. ومحاولة الربط بين الفن والعلوم ..أقيمت فعاليات السمبوزيوم الدولي الثاني لنحت الأحجار والمعادن للعام الثاني علي التوالي بمقر جامعة بدر بمشاركة فنانين من بلجيكا وإيطاليا وألمانيا ومصر.

حيث شارك من مصر الفنان حكيم صالح والدكتور حسن كامل والدكتور عمر طوسون مقرر المسابقة والفنان سعيد منصور والدكتور احمد حافظ ومن إيطاليا لارا ستيفي ومن بلجيكا باتيه ومن ألمانيا هيو لنج.

هذا وقد صرح الدكتور مصطفي كمال رئيس جامعة بدر بأن إقامة المسابقة الدولية للنحت تقليد تنتهجه الجامعة تأكيدا علي ريادة مصر في فن النحت من أيام الفراعنة ووصولا الي الهدف الخاص وهو تحويل جامعة بدر الي متحف مفتوح يضم أعمال النحت المتميزة التي تعكس معني كلمة بدر التي تتخذها الجامعة اسما لها في الحضارات المختلفة القديمة.

فيما أشار الفنان عمر طوسون قومسيير السمبوزيوم أن موضوع السمبوزيوم هذا العام عن "العلم" بعد اقتراح د.محمد سليمان أمين عام الجامعة ..لمحاولة الربط بين الطلبة والفن ..وبالفعل نجح السمبوزيوم فى استقطاب الطلبة حيث أصبح هناك تفاعل للطلبة مع فعاليات الملتقى بشكل تدريجى ليس من قبل الكليات المتخصصة فقط بل من كليات متنوعة سعوا للمجىء والتعرف على الفنانين وفلسفة أعمالهم الفنية.

وأضاف أن أعمال الدورة الاولى تم بها تدشين أول متحف مفتوح بجامعة على مستوى الوطن العربي ..خلق تفاعلا بين العاملين والطلبة وبين الأعمال الفنية كجزء رئيسى من الثقافة .. ورغم وجود العديد من الكليات المتخصصة إلا أن الجامعات المصرية كلها تفتقر إلى وجود أعمال فنية بها.

كما تمت إضافة ورشة عمل دولية لأول مرة هذا العام بمشاركة فنانين شباب ..تأتى مشاركتهم مختلفة عن ورش العمل الدولية حيث ساعدوا الفنانين المشاركين فى أعمالهم على اكتساب الخبرات والتعرف على أساليب جديدة ومختلفة ثم قاموا فى آخر أسبوع من السمبوزيوم بإنتاج أعمالهم الخاصة.

وحول سؤاله عن سبب تقليل عدد الفنانين المشاركين فى هذه الدورة قال:بالفعل عامل ارتفاع الدولار أثر بشكل كبير فى ارتفاع ثمن الخامات .. فرغم وضع نفس ميزانية العام الماضى إلا أنها أصبحت بالكاد تكفى خامات وتجهيزات نصف العدد ..ويعتبر سعى الجامعة نقطة إيجابية بتنفيذ السمبوزيوم تنم عن تقديرهم لدور الثقافة والفن بتقليل عدد المشاركين أفضل من إلغائه .

تنوعت أعمال الفنانين ليعبر كل فنان عن العلم برؤيته الخاصة ..حيث حمل عمل الفنان عمر طوسون فكرة "الزمكان" أى الجمع بين الزمن والمكان عن طريق تنفيذ أحد وجهات العمل للساعة الرملية للتعبير عن الزمن والوجه الآخر لبوصلة ..حيث إن المكان والزمان هما الاثنان ما يبنى عليه أى علم.

فيما نفذت الفنانة الالمانية هيو لنج بانج عملها وهو عبارة عن كتاب بمعالجتها الخاصة ..حيث مثلت الكتاب وكأن صفحاته تخرج لكل مطلع وباحث.. كما تمثلت معالجتها لشكل الصفحات كأصابع آلة البيانو ..تقول الفنانة إنها أول مرة تشارك فى سمبوزيوم نحت على الأحجار فى مصر حيث إن كل مشاركاتها ومعارضها تميل الى الأعمال النحتية بخامة الطين وصبها فى قوالب مختلفة ..لذلك اكتسبت خبرات عديدة مختلفة بالاحتكاك بالفنانين المصريين ..وأضافت أن فكرة عمل الكتاب فرضت نفسها نتيجة تبنى جامعة مصرية للسمبوزيوم ولأن تلك الأعمال سيشاهدها الطلاب يوميا ففضلت الربط بين العلم والفن .

أطلقت الفنانة الإيطالية لارا ستيفا على عملها عنوان "ضوء الليل" ..الذى جمع بين بطلتها ملتحمة بقمر فوق رأسها والنجوم التى تناثرت حول ردائها معبرة عن فلسفتها الخاصة بأسلوب تجريدى بسيط حول كون العالم الإنسانى كله واحداً لا يميزه دين أو عرق أو جنسية ..قائلة: إن النجوم التى نراها في بلد نفس النجوم التى نراها في أى بلد آخر ..لذلك يجمع الإنسانية العديد من الامور المشتركة ..مضيفة أن اعمالها تعبر عن قناعاتها وربما أيام مرت بها فى حياتها ..لذلك دائما ما تجد المرأة فى أعمالها لانها تعبر عنها اولا.

أما الفنان البلجيكى سيلفان باتيه فنفذ منحوتته التى تمثل كتلة من الكريستالات فى حالتها التكوينية الاولى ..بارزا براعته فى الجمع بين عدة ملامس خلال العمل الفنى.

فيما اعتمد الفنان عبد الحكيم صالح على الشكل الهرمى لأنه يعبر عن إنجاز كبير للمصرى القديم ما زلنا لا نعرف أسراره إلى الآن، حيث كان وسيطاً لتوثيق كثير من العلوم التى توصلوا لها ..وانقسم العمل إلى جزءين شكل هرمى كبير يعتبر بوابة تعلوه أشعة الشمس .. يخرج منه شكل هرمى آخر معلنا عن إنجازات جديدة..تطرق أيضا الفنان حسن كامل ليستقى من منهل الفن المصرى القديم حيث نفذ تكوين لقدس الأقداس يعلوه الكاتب الجالس برؤية معاصرة ..أما الفنانون المشاركون بالورشة الدولية فقد نفذ أحمد عبد الحفيظ رؤية تشكيلية لسن القلم الحبر بينما قدم سعيد شكلاً مجرد الطائر .

إن فكرة تحول حرم جامعى لمتحف مفتوح عن طريق إقامة مثل هذه الفعاليات أساسها تنموي وجمالي لاشك أنها ستخلق نوعاً من الانتماء والتأكيد أن مصر بلد أمن وفن وسلام.. لكنها غابت عن كثير من مسئولياتها رغم وجود العديد من الكليات الفنية المتخصصة التى لاشك أنها سيكون لها بالغ الأثر إذا تم استثمارها على الوجه الصحيح ..فهل من مجيب لهذا النداء ؟