تحقيق : محمد عبدالعال - تصوير: ايات حافظ
شكل جشع التجار ومغالاتهم في أسعار السلع خلال شهر رمضان عبئا كبيرا على كاهل المواطنين كاد أن يفقدهم فرحتهم بهذا الشهر الكريم لولا توفير القوات المسلحة ومعارض وزاره التموين ومنافذ الجمعيات الاستهلاكية السلع الرمضانية بجودة عالية وأسعار مخفضة فى جميع المحافظات لمواجهة جشع التجار والغلاء الذى ألقى بظلاله على جميع السلع لتشهد هذه المنافذ إقبالا جماهيريا كبيرا فى اعتراف ضمنى من المواطنين أنها ساهمت فى حل الأزمة وتخفيف أعبائهم..
وعن آراء المواطنين حول ما تقدمه المنافذ التابعة للقوات المسلحة والتموين من سلع ومدى إسهامها فى مواجهة موجة الغلاء التى تشهدها الأسواق كان لـ"حواء" هذه الجولة .
من أمام أحد سيارات الأمن الغذائى التابعة للقوات المسلحة بميدان الجيزة أعرب محرم جميل 51 عاما عن سعادته بالاسعار المخفضة للحوم التى تصل لـ60 جنيها للكيلو ما جعله يحرص على شرائها بصفة مستمرة بخلاف المسلي والزيت، وأكد أن هذه المنافذ حمته وغيره من المواطنين من استغلال المحلات التي تبالغ في أسعار السلع.
ويتفق معه حامد سالم مهران 61 عام قائلا: شراء السلع من المنافذ التابعة للقوات المسلحة خفف من عبء المواطنين خاصة فى شهر رمضان الذي يشهد تجمع العائلة وكثرة العزومات، كما ساهمت بشكل كبير فى مواجهة ارتفاع الأسعار وجشع التجار، مشيرا الى انه اشترى عدد 2 فرخة سعر الواحدة فيها 32 جنيها للكيلو بخلاف حرصه على شراء الألبان والعسل بأسعار مخفضة من نفس المنافذ سوء السيارات المتحركة اوالاكشاك الثابتة.
وأكدت فكرية كامل، ربة منزل ان توافر السلع فى المجمعات الاستهلاكية والسيارات التابعة للقوات المسلحة ساعد المواطن بشكل كبيرة على شراء معظم السلع الأساسية التى يحتاج إليها.
أما محمد خميس موظف بأمن مطار القاهرة فيقول: أحرص على شراء الأسماك من السيارات التابعة للقوات المسلحة والتى يبلغ سعر كيلو البورى 35 جنيها وماكريل 28 جنيها للكيلو ما يعتبر سعرا مناسبا للغاية مقارنة بالسعر في الأسواق الخارجية.
سعر خيالي
وتقول سلوى عبد القوى، ربة منزل: أحرص على شراء اللحمة السودانى من المجمعات الاستهلاكية اسبوعيا حيث يبلغ سعر الكيلو منها 80 جنيها بخلاف مستلزمات الببيت الاخرى مثل الزبدة الصفراء التى يبلغ سعر الكيلو منها 89 جنيها، وبصراحة لولا وجود تلك المجمعات لامتنعنا عن أكل اللحم لان سعرها خيالي لدى الجزارين وهذا دور الدولة تدعمنا في الأزمات وتوفر السلع المهمة في المجمعات الاستهلاكية ومنافذ التموين.
من جانبه أكد وليد أنور، محاسب بوزارة المالية ان المجمعات الاستهلاكية تضخ كميات من السلع الممتازة اسبوعيا خاصة الفراخ واللحوم والتى يراها مناسبة له كموظف بعد أن بلغ كيلو اللحوم لدى محلات الجزارة 140 جنيها وهو ما لا يتحمله المواطن محدود الدخل، ويرى أن السبب فى ارتفاع أسعار اللحوم والأسماك جشع التجار بدليل توافرها باسعار مناسبة فى منافذ القوات المسلحة والتموين.
التموين تتابع النواقص وتضخ المزيد
وبعد الاستماع لأراء المواطنين حول منافذ القوات المسلحة والمجمعات الاستهلاكية وما تقدمه من سلع التقينا ممدوح رمضان، المتحدث باسم وزارة التموين الذى أكد ان الوزارة حرصت خلال شهر رمضان على زيادة السلع المعروضة من زيت وسكر وأرز فى مختلف منافذ التوزيع وبقالين التموين لتلبية احتياجات أصحاب البطاقات ومنع الاحتكار مع اطلاق بعض المبادرات من قبل رجال الاعمال والمحافظات منها "فيها حاجة حلوة" فى محافظة الجيزة بمنطقة ارض اللواء خلال شهر رمضان.
وأوضح ممدوح أن الوزارة وفرت مايقرب من ألف منفذ بيع استهلاكي متنقل بالمناطق غير المتوافر بها أي منافذ استهلاكية، مؤكدا أن القطاع الخاص اتفق مع الوزارة على عمل مبادرات لبيع السلع بأسعار تنافسية لتخفيف الأعباء عن الأسر المصرية، لافتا إلى أن سعر كيلو الأرز يتراوح حاليا ما بين 6,25 جنيه إلى 6,50 جنيه في الأسواق، مؤكدا ان الدولة تمكنت من السيطرة على الاسعار من خلال شروط تضعها الوزارة تحد من هامش ربح التاجر للحد من المغالاة فى الاسعار، مشيرا إلى أن الوزارة ضخت 15 ألف طن لحوم مجمدة وحية شهريا على مدار الشهور الماضية حتى وصل سعر اللحوم السودانية الحية 80 جنيها للكيلو، و50 جنيها للحوم المجمدة بالمجمعات الاستهلاكية.
من جانبه أكد هانى محمد، مدير أحد المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين أن إقبال المواطنين على شراء السلع المعروضة من جميع الطبقات نظرا لجودتها وانخفاض سعرها، مشيرا الى ان وزارة التموين تحرص بصورة مستمرة على متابعة المنافذ لمعرفة الكميات المعروضة والنواقص لتعويضها مع متابعة الأسعار.
وأضاف: كيلوا اللحم السوداني لايزيد عن 80 جنيها، وأسعار الالبان ومنتجاتها تقل عن الخارج بنسبة 20% بخلاف احتياجات رمضان من قمر الدين والمكسرات التى تتوافر باسعار اقل من الأسواق بـــ25 %، وختم حديثه مؤكدا على استمرار المجمع فى توفير السلع حتى بعد رمضان للحد من جشع التجار.