تتجه أنظار العالم غدًا إلى محافظة الأقصر، حيث الحدث العالمي وهو افتتاح طريق الكباش، ذلك الطريق الذي كان قديما يعرف بأنه طريق المواكب، ويفتتح الطريق للمرة الأولى حيث يربط بين معبدي الكرنك والأقصر مرورًا بمعبد موت ويبلغ طوله نحو 2700.
وأكد خبراء أثريون أن هذا الحدث العالمي سيجعل من الأقصر متحفا عالميا مفتوحا، حيث سيجذب أنظار العالم لافتتاح الطريق وإحياء عيد الأوبت المصري القديم، موضحين أن الافتتاح يعيد لمدينة الأقصر المكانة العالمية ويجذب السياح إليها.
الأقصر متحف عالمي مفتوح
وفي هذا السياق، يقول الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن حفل افتتاح طريق الكباش المرتقب غدا يمثل حدثا عالميا هاما للغاية لأن هذا المشروع قديم بدأ منذ 2005 تقريبا لكنه توقف بعد 2011، وتم استكماله في الفترة الأخيرة، مضيفا أن الافتتاح يعيد لمدينة الأقصر المكانة العالمية التي هي جديرة بها.
وأوضح عبد البصير، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن افتتاح طريق الكباش يجعل الأقصر بمثابة متحف مفتوح عالميا، والربط بين معابد الكرنك في الشمال ومعابد الأقصر في الجنوب هي خطوة جديدة لدعم السياحة والآثار، حيث سيستمتع الزوار والسياح بطريق المواكب المعروف باسم "طريق الكباش".
وأكد أن طريق الكباش يتكون من مجسمات لجسم أسد ورأس كبش، وبعضها رأس إنسان، وتم اكتشاف عددا كبيرا من رؤوس الكباش في الفترة الأخيرة، مضيفا أن الفترة الرومانية دمرت جزءا من الطريق وأخذوا القواعد لاستخدامها في أغراض أخرى وتركوا الرؤوس لأنها بالنسبة لهم هي أشياء وثنية.
وأشار إلى أن الاحتفال المرتقب غدا هو بداية قوية لموسم السياحة في مصر، وعودة للسياحة الخارجية والداخلية إلى الأقصر بشكل كبير، وخاصة بعد موكب المومياوات الملكية الذي أقيم في أبريل الماضي ونجح في تحقيق صدى دولي كبير، ولذلك سيكون احتفال افتتاح طريق الكباش في ذات المستوى أو أعلى منه.
وتابع: نتطلع الفترة المقبلة أيضا إلى حدث تاريخي آخر وهو افتتاح المتحف المصري الكبير في العام المقبل، مؤكدا أن هذه الأحداث الكبرى الثلاثة تعيد السياحة المصرية إلى سابق عهدها قبل 2011 وجائحة كورونا والأحداث التي مرت بها المنطقة والعالم أجمع.
وأشار عبد البصير إلى أن الحفل بمثابة دعاية مجانية للسياحة والحضارة المصرية، حيث ستنقله وكالات أنباء ووسائل إعلام دولية كما سيشارك شخصيات عالمية ورؤساء دول وشخصيات عامة وهذا كله يروج لاسم مصر في كل أنحاء العالم، وهو مكسب حقيقي لمصر، مؤكدا أن السياحة والثقافة والآثار هي أدوات لقوة مصر الناعمة.
وأوضح مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادات الدولة ستكون مشاركون في الحفل، مؤكدا أن الاهتمام بالآثار في عهد الرئيس السيسي غير مسبوق ولم يحدث من قبل، فهو يتابع ملف الآثار بشكل دوري كما وفر لوزارة السياحة والآثار مليار و270 مليون جنيها لدعم المشروعات المتوقفة مثل عدد كبير من المتاحف والقصور التاريخية بما يعكس الاهتمام غير المسبوق.
إحياء عيد الأوبت
ومن جانبه، قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن حفل افتتاح طريق الكباش المرتقب غدا الخميس، هو حدث ينتظره العالم، حيث سيتم تنظيم احتفالات كرنفالية كبرى لأول مرة فى التاريخ ستمر فى طريق الكباش بعد افتتاحه مع إعادة إحياء عيد الأوبت.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الأقصر هي "طيبة القديمة" وتعد واحدة من أهم المدن فى مصر القديمة وأكثرهم ثراءً، وخلال فترات طويلة من التاريخ المصري القديم كانت طيبة العاصمة الدينية والسياسية للبلاد، ويضم موقع التراث العالمي "طيبة وجبانتها" عدة مواقع أثرية موزعة على الضفتين الشرقية والغربية لنهر النيل.
وأشار ريحان إلى أن الأقصر خلال الفترة الماضية شهدت أعمال تطوير تمثلت فى تطوير ساحتى معبد الكرنك الخارجية والداخلية والطرق المؤدية إلى المعبد وإنشاء بوابة رئيسية لمعبد الكرنك تحتوى على مدخل ومخرج للحافلات السياحية وأماكن تمركز لأفراد الأمن والحراسة وعمل البرجولات الخشبية أمام البازارات السياحية بشكل يليق بمكانة المعبد ليصل عددها حوالى 80 برجولة.
وأوضح أنه تم أيضا تغيير جميع الأرضيات المتهالكة بالساحة الخارجية للمعبد بعمل أرضيات من الخرسانة المطبوعة بالأشكال الحجرية مطعمة بشرائح البازلت الأسود وتغيير أرصفة ساحة معبد الكرنك وتزيينها ببلاط الانترلوك وإعادة زراعة وتأهيل أحواض الزراعة وإضافة الزراعات والأشجار المزهرة بساحة المعبد الداخلية المؤدية إلى بهو المعبد بشكل جمالى يليق بمكانة المعبد وزواره.
وأشار إلى أن أعمال التطوير شهدت أيضا زراعة أشجار نخيل حول سور الساحة الخارجية لمعبد الكرنك علاوة على أعمال تهذيب الأشجار والنخيل الموجود داخل ساحات المعبد الداخلية والخارجية كما تم الانتهاء من إنشاء ثلاثة ميادين هى ميدان أمام بوابة مطار الأقصر الدولى وميدان أمام نافورة المطار وميدان الشيخ موسى.
وأوضح أهمية عيد الأوبت فى تاريخ مصر القديمة، حيث أن مهرجان الأوبت أو الإبت هو احتفال مصري قديم كان يقام سنويًا في طيبة (الأقصر) في عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث طيبة - آمون وموت وابنهما خونسو - مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير من معبد آمون في الكرنك إلى معبد الأقصر في رحلة تمتد لأكثر من 2كم وما يتم إبرازه في هذا الطقس هو لقاء أمون رع من الكرنك مع أمون الأقصر.