الخميس 2 مايو 2024

شويكار.. الحب الأول والأخير في حياة الأستاذ

شويكار

فن24-11-2021 | 19:40

همت مصطفى

تحل اليوم ذكرى ميلاد إحدى أيقونات الفن المصري الفنانة القديرة شويكار، حيث ولدت في 24 نوفمبر بمدينة الإسكندرية عام 1936، لأب تركي وأم شركسية، ونشأت  في حي مصر الجديدة، والتحقت بمدرسة فرنسية؛ حيث كان والدها مولعًا بالشعر وكان نهمًا للقراءة، بينما كانت والدتها تجيد العزف على البيانو ما أثّر في حياتها.

ولم تستكمل تعليمها العالي واكتفت بالحصول على مؤهل فرنسي متوسط فقط، وتزوجت فى بداية حياتها من المحاسب حسن نافع الجواهرجى، والذي توفى بعد عامين فقط من هذا الزواج، وبعدما أنجبت منه ابنتها الوحيدة منة الله، وبعد وفاة زوجها قررت أن تشغل وقت فراغها بالعمل، فبدأت حياتها العملية بالعمل كسكرتيرة بشركة "شل" للبترول، وذلك حتى تم اكتشافها فنيًا بنادى "سبورتينج" بالإسكندرية.

وانضمت  شويكار في بدايتها الفنية عام 1960 لفرقة "أنصار التمثيل والسينما"، وشاركت في بطولة مسرحيتي: "كسبنا القضية"، و"قنديل أم هاشم"، و لم تتجه للأدوار الكوميدية في بداية حياتها الفنية،  لكنها عملت أولًا في أدوار تراجيدية عدّة حتى اكتشف موهبتها الكوميدية المخرج السينمائي فطين عبدالوهاب.

وانضمت بعد ذلك إلى مسارح التلفزيون، ودفع جمالها وخفة ظلها بعض المخرجين لتقديمها في أدوار البطولة النسائية في بعض المسرحيات، وحققت نجاحًا كبيرًا بدءًا من مسرحية "أنا وهو وهي"، فأصبحت منذ مطلع ستينيات القرن العشرين من أكثر الفنانات جماهيرية، خاصة بعدما نجحت في تكوين ثنائي فني ناجح مع الفنان الراحل فؤاد المهندس، والذي أصبح من أبرز الثنائيات في تاريخ الفن المصري والعربي، وكان من نتائج نجاحهما ارتباطهما معا بالزواج، ومشاركتهما معًا في تقديم عدد كبير من الأعمال الشهيرة في كل من المسرح والإذاعة والسينما، وصلت إلى أكثر من 160 عملاً فنيًا، واستمر ارتباطهما الفني لأكثر من ثمانية عشر عامًا، وبالرغم من انتهاء علاقتهما الزوجية بالطلاق إلا أن التعاون الفني استمر بينهما من خلال مشاركتهما معا في بطولة عدد قليل من الأعمال.

وروت الفنانة الراحلة شويكار في إحدى  اللقاءات الصحفية قصة ارتباطها بصاحب لقب الأستاذ  في الفن المصري فؤاد المهندس وصانع الكوميديا الراقية، وقالت إنها بدأت أثناء عرض مسرحية "أنا وهو وهي"، حيث قرر أن يعرض عليها الزواج على خشبة المسرح، فقال لها "تتجوزيني يا بسكوتة" فردت على الفور "وماله"، وحينها بدأت قصة من الحب والنجاح بينهما وأصبحت شويكار أيضُا أما لأولاده من زوجته الأولى، واستمرت قصة حبهما لأكثر من عشرين عامًا من الزواج، وحتى بعد الانفصال ظل الثنائي يؤكد على الحب، وتقول شويكار عن المهندس: "كان لي الحبيب والصديق والزوج والأخ والمعلم وأعتقد أنني كنت الحب الأول والأخير في حياته، حتى عندما انفصلنا استمرت علاقتنا لآخر لحظة في حياته".

وتتميز الفنانة شويكار بأنها إحدى الممثلات القلائل اللاتي يستطعن تحمل البطولات الكوميدية، و تميزت خلال مسيرتها الفنية بقدرتها على العمل بمختلف القنوات الفنية مسرح سينما إذاعة تلفزيون وبتجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، فلم تقتصر على أداء الأدوار الكوميدية فقط وخاصة في السينما والتلفزيون  و قامت بأداء مجموعة من الأدوار المتنوعة بين الكوميديا والتراجيديا والإغراء والاستعراض.

وتخصصت في المسرح فقد في الأداء الكوميدي وتفوقت من خلال الثنائي التي نجحت في تكوينه مع القدير فؤاد المهندس، وهي بخلاف خفة روحها وتميزها في أداء أدوار الفتاة الدلوعة، ومهارتها في توظيف دلالها بفن الإلقاء وفي عكس وتغيير الحروف ببعض الكلمات أو مط وقلب بعض الكلمات الأخرى.

ومن أشهر الأمثلة على ذلك عباراتها الشهيرة: "بيلعب لي حواجبينو"، "شيء لا يصدقه عكل"، و"أنت اللي قتلت بابايا.. آه يا بابايا"، وأجادت في الغناء والرقص مما أهلها لتقديم بعض الاستعراضات الناجحة والمتميزة.

وشهدت بداية الستينيات في القرن العشرين تألق الفنانة شويكار مسرحيا، بينما شهدت السبعينيات مشاركاتها أكثر على العمل بالمجال السينمائي، فقدمت خلالها عشرات الأفلام المهمة من بينها: الكرنك، السقا مات، فيفا زلاطا، طائر الليل الحزين، الشحات، الكداب، دائرة الإنتقام، الإخوة الأعداء، النداهة ، وذلك في حين شهدت فترة الثمانينات بداية اهتمامها بالمشاركة بالدراما التليفزيونية، والتي قدمت من خلالها العديد من الأعمال التي تنوعت ما بين الكوميديا والتراجيديا ومن بينها" امرأة من زمن الحب، هوانم جاردن سيتي، بنت من شبرا، كلام رجالة".

وشاركت في مجموعة متميزة من قائمة الأفلام السينمائية التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا ومن بينها الزوجة رقم 13، أمريكا شيكا بيكا، السقا مات، الكداب، الشحات، الكرنك، أشجع رجل في العالم، وذلك بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأفلام التي شاركت الفنان فؤاد المهندس بطولتها ومن بينها: أنا وهو وهي، أرض النفاق، العتبة قزاز، أخطر رجل في العالم، أنت إللي قتلت بابايا، الراجل ده حيجنني، سفاح النساء، عريس بنت الوزير، مراتي مجنونة مجنونة، عالم مضحك جدا، هارب من الزواج، إقتلني من فضلك، المليونير المزيف، أجازة غرام، أجازة بالعافية، مدرسة المراهقين، غرام في أغسطس، فيفا زلاطة، شنبو في المصيدة، مطاردة غرامية.

وحازت الفنانة القديرة بعدة جوائز عن أدوارها السينمائية المتميزة، و يتم تكريمها عن هذا المشوار الفني الحافل بالنجاحات بعدة مهرجانات مسرحية وسينمائية من بينها: مهرجان قرطاج الدولي بتونس عام 1973، المهرجان «الأول للمسرح الضاحك» الذي نظمته «الجمعية المصرية لهواة المسرح» عام 1994، مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما، وأيضا تكريمها بالدورة العشرين للمهرجان القومي للسينما عام 2016.

ورحلت الفنانة المخلصة لفنها عن عالمنا في 14 أغسطس بالعام الماضي 2020، بعد أن تركت مسيرة مهمة في تاريخ الفن المصري والعربي، والتي حرصت طوال مسيرتها الفنية على إسعادنا ورسم البسمة فوق شفاهنا، فنجحت في ترك بصمة فنية خاصة بها في زمن النهضة المسرحية والفن الجميل وسط كوكبة من كبار نجوم الكوميديا.

Dr.Randa
Dr.Radwa