الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ثقافة

أحفاد الأجداد.. علماء آثار ساهموا في اكتشاف طريق الكباش

  • 25-11-2021 | 16:27

طريق الكباش

طباعة
  • عبدالله مسعد

في الوقت الذي تتجه إليه أنظار العالم للحدث الأعظم هذا العام وهو افتتاح طريق الكباش حيث ينتظر الملايين من كل دول العالم، مساء اليوم، حدثًا مهيبًا وفرعونيًا رائعًا، يدل على عظمة وجمال مصر في الافتخار والتقدير بعظمة حضارة 7 آلاف سنة تحاكى العالم عنها، وعن عبقرية المصري القديم، وتلك الحدث الفريد لا يقل أهمية عن نقل المومياوات الملكية، في حفل ضخم وأسطوري أبهر العالم بما شاهدوه من عظمة الأجداد التي تجسدت في الأبناء.

وتتجه أنظار العالم أجمع، نحو مدينة سياحية وأثرية تضم معابد فرعونية تجسدت على جدرانها روعة وجمال المصري القديم، في تمام الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم الخميس، ليشاهدوا حفلًا أسطوريًا رائعًا، ستتحاكى عنها الأجيال لسنوات مقبلة، والتي سيحضرها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء إلى جانب أعداد كبيرة من المسؤولين الأجانب، وسفراء الدول بالقاهرة، كما ستنقله 150 محطة تلفزيونية للعالم وأكثر من مليار مشاهد منتظرين الموكب وإعلان الأقصر أكبر متحف مفتوح على وجه الأرض.

وقبيل بدأ الحدث المرتقب نلقي الضوء على الأثرين الذين سامهوا في ان يخرج طريق الكباش إلى النور، ومنهم عالم المصريات الأثري الدكتور زكريا غنيم، فحسب موقع وزارة السياحة والآثار، فقد بدأت أعمال الحفائر بطريق الكباش، في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثري زكريا غنيم، وتبعه الدكتور محمد عبد القادر، الذي اكتشف بداية الطريق عند معبد الأقصر في الخمسينيات، تلا ذلك كشف الدكتور محمود عبدالرازق عن أجزاء من الطريق عند معبد الأقصر خلال حقبة الستينيات.

وبدأ الأمر خلال فترة الحرب حيث ذهب الدكتور غنيم إلى الأقصر، وهناك بدأت أعمال الحفائر بالطريق تحت إشرافه، حيث اكتشف 8 تماثيل لأبي الهول بعد ذلك عاد إلى سقارة ليعمل على الهرم المدرج للفرعون سخم خت، وعقب اكتشافه الهرم الناقص الخاص بالملك سخم خت في سقارة، ذاع صيته وأصبح اسم مصر يتردد بفضل الاكتشاف، ولهذا حضر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لزيارة الكشف الجديد.

في ذلك الوقت اكتشف زكريا غنيم تابوتا مغلقا، يعود إلى أكثر من 5 آلاف عام، وعندما فحص الأثريون التابوت، وجدوا أن المصريين القدماء أغلقوا جوانبه بالملاط، أي أن آخر شخص لمسه كان منذ آلاف السنين.

ووُلد زكريا غنيم في 19 مايو 1915 في محافظة الإسكندرية، وبدأ حياته المهنية في إدارة الآثار كمساعد باحث في سقارة من 1937-1939، ثم تولى بعد ذلك منصب المفتش والمسؤول العلمي في أسوان وسوهاج وإدفو، ثم أصبح أمينًا لمقبرة طيبة بالقرب من الأقصر، وهو مكتب شغله حتى عام 1946.

في ذلك العام تم تعيينه مشرفًا رئيسيًا على آثار صعيد مصر وعمل بهذه الصفة حتى عام 1951، وقد أدار بشكل رئيسي الآفاق المهمة في الأقصر ومعابد طيبة، في عام 1951، عاد إلى مقبرة سقارة، حيث بدأ حياته المهنية كمقيم رئيسي للآثار.

وجاء بعد ذلك الدكتور محمد عبدالقادر الذي سار على الدكتور غنيم وساهم هو الأخر في الكشف عن الطريق، وولد الدكتور محمد عبدالقادر عام 1920 في محافظة القاهرة، وترج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1937، وتم تعينه عام 1946 في مصلحة الآثار المصرية.

ثم انتقل الدكتور عبدالقادر إلى الأقصر وأصبح مديرا لمنطقة آثار الأقصر عام 1958، والدكتور محمد عبد القادر قام بالكشف عن 14 تمثالا لأبي الهول ما بين عامي 1958 حتى 1960 م، وجاء من بعده مستكملا الكشف الدكتور محمد عبد الرازق، حيث اكتشف 64 تمثالا لأبي الهول، وجاء بعده الدكتور محمد الصغير، حيث أجري الحفائر في الطريق الممتد من معابد الكرنك للصرح العاشر حتي معبد موت، وأيضا علي ضفة النيل.

وأنشأ الدكتور محمد الصغير، أول وحدة أثرية خاصة لطريق الكباش، بعدها قام الأثري منصور بريك عام 2006م باستكمال العمل بنطاق خالد بن الوليد ومنطقة المطحن، وقام المهندس رشيد مجلع، بالعمل في طريق الكباش والمواكب علي مدى 35 عاما، وقد قام بعمل موديل خشبي بعد الرفع المعماري والمساحي لطريق المواكب الكبرى و طرق الكباش، ويعرض النموذج في مبني قاعة الزائرين بقطاع الأمن المركزي بغرب الأقصر، وجاء هذا بعد التصميم علي فتح طريق الكباش والاستعلام عن اتجاهه المحدد، فبعد 20 عاما من الاكتشافات لم تكن واضحة بعد، وتم هدم عدد من الأبنية للتحقق من الاتجاهات، وذلك عبر الرسم المعماري وأخيرا النموذج الخشبي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة