إشراقة جديدة من إشراقات حضارة مصر الفرعونية تسطع من جديد، في حدث صاخب جذب انظار العالم لأم الدنيا وتحديدا داخل محافظة الأقصر، التي طالما جذب سحر جمالها وآثارها العالم، تسحر وتشعل العالم من جديد بحفل افتتاح طريق الكباش أو طريق المواكب الدينية كما يطلق علية، هو الحدث الذي زف محافظة الأقصر للعالم بما تحتويه بداخلها من ثلث آثار العالم.
وأشاد خبراء آثار بأهمية وجمال الحدث وواقعة على الخارج، فضلا عن محاكاة لطقوس عيد الوبت الفرعوني في شكل يربط الماضي بالحاضر، ليؤكد للعالم قوة وجمال وروعة المصري القديم في شتى أمور حياته من أناشيد ومعزوفات والآلات موسيقية بالإضافة لتقديسه وحبه للنيل والحياة والاحتفالات.
محافظة الأقصر بشكل مختلف
وفي هذا الصدد، قال بسام الشماع، عالم المصريات، إن وضع اسم محافظة الأقصر أمس أمام العالم كان بطريقة مختلفة، وليس أمس فقط بل وفي التحضيرات لما قبل الاحتفالية فشاهدنا ذلك في تجهيز وتأهيل الشوارع والاكتشافات الجديدة والترميم الخاص بالتماثيل، فما قبل الاحتفالية كان لا يقل أهمية عن الاحتفالية، فتم التركيز على كيف تم الترميم بأيادي مصرية وهذا شئ يدعو للفخر، فشاهدينا كيف كان للمرأة المصرية دور بارز في عميلة الترميم بمستوي راقي.
وأضح الشماع، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أيضا من ضمن إيجابيات التحضيرات والذي نجحت فيه هو أن فنادق محافظة الأقصر كانت مملوءة بالسياح لمشاهدة وترقب الحدث وهذا ما تم بالفعل، فهذا سياحيا واقتصاديا نتيجة من نتائج احتفال أمس، كما أن الاحتفالية كانت رائعة وقد أحسن وزير السياحة الدكتورخالد العناني عندما نطق بكل الأسماء الهيروغليفية بطريقة صحيحة وهذا شئ هام لتصحيح النطق الخطأ عند البعض فهو شئ خاص بتثقيف الشعب ومعرفته بلغته القديمة.
وأضاف أن المصريين انتظروا بشغف الاحتفال لسماع أنشودة آمون وكل الشكر للدكتور ميسرة عبدالله لاختياره هذه الكلمات من الأنشودة، وأيضا أنشودة حتشبسوت حيث أن أول معالم الاحتفالات بهذا العيد وجدناها بمعبد حتشبسوت، ونص الأنشودة بالعربية هو "آتي إليك يا إلهي يافتى الآلهة يا أزلي الأرضين يامقدس اليد يا آمون سيد الريشتين فلتحمي ملك مصر العليا والسفلي"، فالأناشيد كانت رائعة بالآلات المصرية القديمة في شكل من أشكال محاكاة للعيد.
وأشار إلى أن مصر أصبحت رائدة في احتفالات المواكب، فأتمنى أن تستغل مصر هذا الاحتفالات لتكون سنوية، أيضا هناك احتفالات كثيرة منقوشة على جدران المعابد أتمنى أن تقوم الدولة بالاحتفال بهم مثل عيد الأوبت وتستغل هذه الأحداث سياحيا مثل احتفالية عيد المصابيح حيث كان يأتي القدماء بأطباق ويضعوا فيها "زيت وملح وفتيلة ويقوموا بإضاءتها ويضعوها حول منازلهم حتى تنير مصر بأكملها، ونقوم بتصدير وتسويق هذه الأجندة من الاحتفالات والأعياد.
مصر لديها حضارة ليس لها مثيل
ومن جانبه، قال مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار المصرية، إن احتفالية طريق الكباش كانت جيدة جدا ورائعة، فرأينا روعة تصميم المراكب المحمولة على الأعناق كما كان منقوش على الجدران في احتفالات عيد الأوبت في عهد الفراعنة، وتم استخدام نفس الآلات الموسيقية المنقوشة على الجدران في نوع من المحاكاة للعيد وطقوسه، ونجحت مصر أمس أن تجذب أنظار العالم إليها وتحديدا لمحافظة الأقصر.
وأوضح شاكر، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أننا شاهدنا أيضا المزيج في الموسيقي مع نوع من الفلكلور المصري، أيضا الملابس كانت أكثر من رائعة وتم التركيز على لون الملابس البيضاء حيث كان المصري القديم يهتم ويحب هذا اللون، الإضاءة كانت رائعة، مضيفا: "أرجو أن نرى كثيرا من هذه الاحتفالات المبهجة والرائعة، والاحتفالية كانت ناجحة فنسبة الإشغالات أمس كانت عالية جدا وبمستويات مرتفعة".
وأضاف أنه بعد الاحتفالية هناك توقعات أن تزيد نسبة السياحة بمعدل 38% وهذه نسبة جيدة مقابلة بوضع جائحة كورونا وتداعياتها، كما أن الاحتفالية كانت ترويجا رائعا لسياحة مصر في الخارج وهذا مهم، أيضا أحد أهم نجاحات الحفلة هو تعلم الشعب المصري ورؤيته لما كانت عليه الحضارة واحتفالات المصري القديم وكيف كان يحب الحياة ومعالم البهجة لديه، فمصر والعالم استمتعوا كثيرا أمس بهذه الاحتفالية المهيبة.
وأشار إلى أن مصر لديها حضارة ليس لها مثيل ولا يوجد منها في أي مكان آخر فأتمني أن تضع الدولة عيد الأوبت على قائمة الاحتفالات السنوية حيث يكون حدثا سنويا يبنتظره العالم، ونأخذ قيمته وهي التزاوج ويصبح هذا موسما للتزاوج مثلما كان يحدث قديما، حينها ستستغل الوزارة قيمة الحدث والمكان سنويا مما يزيد من السياحة في موسم ووقت الاحتفال من كل عام.