الثلاثاء 30 ابريل 2024

صَنْدَل جدّكَ تُوتٌ

مقالات26-11-2021 | 19:22

ايه اللى بيحصل ده؟ ايه اللى أنا شايفه ده، إيه الحلاوة دي، ايه الطعامة دي..

دى مش عبارات مقتبسه من أغنية المطرب الفنان حكيم المشهورة، لأ خالص.. ده كان لسان حالى وأنا أشاهد ومعى الملايين حول العالم مساء أمس احتفالية إعادة افتتاح وإحياء طريق الكباش بالأقصر، وما تبعها من حالة مبهجة ومفرحة أصابت رواد مواقع التواصل الاجتماعى على وجه الخصوص، والمصريين كلهم على وجه العموم عقب الاحتفال المهيب، فعلا كان الحفل أسطورياً، ومصرياً باقتدار، صاغ أدق تفاصيله فنانون ومبدعون من خير نبت أرض هذا البلد الطيب.

الإعداد كان أكثر من رائع، كل تفصيلة فى مكانها، كله تمام وعلى أحسن صورة، دقة وتزامن يؤكدان حُسن الإعداد لهذا الحدث التاريخى اللائق بعظمة ومكانة أم الدنيا مصر، ولائق بتكريم طريق ومكان ومدينة عظيمة سار على أرضها نفر من ملوكها وملكاتها الخالدين فى ذاكرة التاريخ وفى قلب الحاضر.

 

مشهد كان عبقرياً جداً وهو ما تمثل فى دخول المواطن عبد الفتاح السيسى إلى معبد الأقصر مكان الاحتفالية، ها هو حفيد ونسل الملوك العظماء يطالع ما ترك أجداده الملوك والملكات الخالدين من آثار كانت ومازالت وستظل تبهر العالم لآلاف السنين المقبلة بإذن الله تعالى.

وقف الحفيد عبد الفتاح السيسى نسل الملوك العظماء ليحيى أجداده، وقف ليتذكر معنا ومعهم ومع العالم أجمع إسهاماتهم الثقافية والعلمية والحضارية، وقف الرئيس ومعه شباب يفرح من خير نبت هذا البلد العظيم ليقدموا جميعًا للعام مشهداً يليق بهم وببلدهم وبأجدادهم العظماء وبتراثهم الخالد، وبشكل يليق بعظمتهم وعظمة حضاراتهم الخالدة إلى أبد الدهر.

كان مشهد الرئيس الواقف مرفوع الرأس مدعوم بحب ودعوات أبناء مصر وهو يقف ليشاهد من سبقوه بآلاف السنين فى حكم ذات الإقليم، مشهد غاية فى العبقرية والتفرد والخصوصية المصرية، عبقرية المشهد تجسدت فى لحظة التقاء ماضينا المشرف مع حاضرنا ومستقبلنا الواعد، تاريخ الملوك الأجداد يتقابل فى لحظات فارقة مع خيرة أحفادهم، يجلس محلهم حاليًا على سُدة الحكم للإقليم المصرى العظيم.

كأننى كنت أتخيل رسائل متبادلة بين كل ملك وملكة ممن ساروا فى طريق الإنتصارات الرابط بين معبدى الأقصر والكرنك أو ما يعرف بطريق "عيد الأوبت"، وكأننى سمعت عبارات الثناء والتبريكات التى يرسلها الجدود الملوك إلى الحفيد الرئيس الحالى، وكأنهم كانوا يستوصوه خيراً بمصر وأهل مصر، والرجل وبحق أهل لهذه الوصية بل هو خير من يعمل بها، فأعماله طوال سبع سنوات من الجهد والعمل لاستعادة وجه مصر وهويتها الحضارية والثقافية والعلمية، جميعهم كانوا خير شاهد له أمام الله عز وجل، ثم أمام أبناء مصر والعالم أيضًا، وأظن أننى أحسست بابتسامة رضاء ترتسم على وجه تماثيل الأجداد الملوك بعد ما طالعوه خلال تلك الاحتفالية الرائعة وما سبقها من مشهد نقل الممياوات الملكية لمتحف الحضارات من شهور قليلة مضت، من نهوض عمرانى مشرف ومُعجز كسا أرجاء الدولة المصرية الجديدة والمتميزة وأيضاً القوية القادرة.

 

تذكرت وأنا أشاهد هذا الحفل الأسطورى، أن فى سالف العصر والأوان وحينما كان العالم يخضع لمنطق القوة المفرطة والغاشمة ومنطق اللا دولة واللا قانون كانت مصر (المنارة) تعيش فى أنوار العلم والطب والمدنية والعبادة والتوحيد والفتوحات العسكرية والإنتصارات، وكان جدنا توت عنخ أمون بيلبس بقدمه صندل من الذهب الخالص، وفى وقت كان الناس حفاة عراة هائمين فى الغابات والصحارى ورؤوس الجبال وبطون الأودية، كانت مصر دولة بكل ما تحمل الكلمة من معاني، كانت مصر دولة لها سيادة وتاريخ وحاضر ومشرف، وبعدها جاء التاريخ، حفظ الله مصر إقليمًا، وشعبًا ورئيسًا عرف قدرها وأعاد مجدها التليد، حفظ الله مصر.

Dr.Randa
Dr.Radwa