رغم طيبتها الشديدة إلا أن الفنانة شادية التى تحل اليوم الذكرى الرابعة لرحيلها كانت تملك الكثير من صفات المرح، وكان ذلك ضمن الأسباب التي فتحت أمامها أبواب الشهرة والمجد، فالإبتسامة لم تكن تفارقها، وأيضا معاملتها الرقيقة من كل الزملاء في الوسط الفني، وفي السطور التالية نروي موقفا طريفا أو مقلبا قامت به مع الملحن البارع إبراهيم رأفت.
من المعروف أن اللحن الأول الذي غنته لشادية لرأفت كان أغنية "أنا وقلبي ياروح قلبي" وهو اللحن الذي منع قبل أن تغنيه شادية في الحفل بيومين، وكان سبب المنع من قبل الإذاعة هو إسم الشاعر نجيب نجم صاحب الكلمات الأولى للحن، فقد استشعرت الإذاعة وجود قرابة بينه وبين أحمد فؤاد نجم الذي كان عليه تحفظات سياسية في ذلك الوقت، وبعد تدخل أم كلثوم لحل المشكلة، طلبت من الشاعر عبد الوهاب محمد تأليف كلمات أخرى على نفس اللحن، وحذفت كلمات نجيب نجم وولد اللحن بكلمات عبد الوهاب محمد لتتمكن شادية من الوفاء بوعدها أمام الشاعر الشاب إبراهيم رأفت لتغني من ألحانه لأول مرة بسينما قصر النيل في 14 يونيو 1973، ووصف إبراهيم رأفت أن تلك الأغنية جعلته على قمة الشهرة رغم أنه لحن للعديد من نجوم الطرب شادية.
أما اللحن الثاني والأخير الذي غنته شادية لرأفت فكان أغنية "النيل والزيتون"، وكان رأفت قد أعد اللحن كعادته وأخبر شادية بأن اللحن جاهز لديه، فطلبت منه أن يحضر إليها ومعه الشريط المسجل عليه اللحن لتسمعه وبعد ذلك تجري عليه البروفات مع الفرقة الموسيقية، وحسب الموعد المحدد ذهب إبراهيم رأفت إلى شادية في منزلها كما روى بنفسه في البرنامج الإذاعي "سيرة الحب" مع الإذاعي المتألق إبراهيم حفني، ودق جرس الباب، فخرجت شادية وكانت ترتدي نظارة كبيرة ، ولم يتعرف عليها إبراهيم رأفت الذي قال لها :
ــ الأستاذة شادية موجودة؟
ــ فردت شادية: مين عايزها؟
ــ فقال رأفت: أنا جايب لها الشريط علشان ...
ــ فردت عليه: فين الشريط؟
أخذت شادية منه الشريط وشكرته وأغلقت الباب .. ونزل إبراهيم رأفت درجات السلم ، ثم فتحت شادية الباب وهي غارقة في الضحك ونادت عليه ليصعد مرة أخرى، وعرف رأفت على الفور أن صاحبة النظارة الكبيرة هي شادية نفسها وأنه قد تعرض لمقلب طريف منها، وفي اليوم التالي كانت شادية قد روت ما حدث لمعظم نجوم الوسط الفني .