الجمعة 10 مايو 2024

تزامنا مع زيارة رئيس الوزراء الإسباني لمصر.. تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين

رئيس حكومة إسبانيا

تحقيقات30-11-2021 | 14:51

آية يوسف

مصر وإسبانيا تجمعهما منذ عقود علاقات تعاون وصداقة تتسم بالعمق وتوافق الرؤى ، خاصة فيما يتعلق بتعزيز التنسيق بين دول جنوب المتوسط وشماله، في ضوء ما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط من تحديات نتيجة الأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، واتخذت العلاقات الإسبانية المصرية زخماً جديداً بعد تأسيس النظام الملكي الإسباني في شخص خوان كارلوس دي بوربون دون الأول في عام 1975.

 

يتجه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانتشيز، إلى مصر اليوم، لإعادة إطلاق العلاقات الثنائية، لا سيما في المجال الاقتصادي، وتعزيز دور إسبانيا كجهة فاعلة ذات صلة ومحاور متميز في استقرار البحر الأبيض المتوسط ، وسيلتقي سانتشيز بالرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، كما سيلتقي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ، أحمد أبو الغيط ، ويزور محطة معالجة المياه التي بنتها شركة FCC الإسبانية.

 

وفي هذا الصدد، تقدم بوابة "دار الهلال"، في السطور التالية تاريخ العلاقات المصرية الإسبانية.

تاريخ العلاقات بين مصر وإسبانيا

ترتبط الدولتان بعلاقات ثنائية متميزة يسودها تفاهم متبادل حول قضايا المنطقة وبما أسهم فى متانة العلاقات الدبلوماسية وارتكازها على قاعدة من الشفافية والوضوح والتنسيق المستمر، وقد أعطى هذا الإطار السياسى دفعة قوية منذ تولى حكومة "خوسيه لويس ثاباتيرو" السلطة إثر فوز الحزب الاشتراكى فى الانتخابات التشريعية فى مارس 2004، والذى تجددت ولايته فترة تشريعية ثانية إثر فوز الحزب فى الانتخابات العامة الأخيرة فى مارس 2008.

وتجسيداً لمتانة العلاقات الثنائية واتساع دائرة التشاور والتنسيق السياسى بين الحكومتين فيما يخص القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فقد وقع وزيرا خارجية البلدين على معاهدة الصداقة والتعاون بين مصر وأسبانيا خلال زيارة الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا  إلى مصر فى الفترة من 4 إلى 6 فبراير 2008، وبما يعتبر بمثابة نقلة تعاقدية وسياسية نوعية فى العلاقات الثنائية وتشكل إطاراً لكافة أوجه العلاقات بين البلدين، وقد انتهى الجانب المصرى من إجراءات التصديق على المعاهدة.

وفى الخامس من أغسطس عام 2020 ، تلقى سامح شكري وزير الخارجية اتصالاً هاتفياً من أرانشا جونزاليس لايا وزيرة الشئون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الأسبانية، تناولا الوزيران سبل العمل قدماً نحو المزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين مصر وأسبانيا، وكذا التشاور حول الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المُشترك، وأكدا قوة العلاقات الممتدة بين مصر وأسبانيا في مختلف المجالات، وأهمية مواصلة التعاون والتنسيق بين القاهرة ومدريد بغية تحقيق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.


وتطرق الاتصال الى مجمل التطورات على صعيد الأوضاع الإقليمية، لاسيما المستجدات على الساحة الليبية. وتم التأكيد على ضرورة التصدي الحازم لكافة عمليات نقل الإرهابيين والمقاتلين إلى ليبيا، مع رفض التدخلات الأجنبية هناك.
كما تناول الاتصال بين الوزيرين تطورات القضية الفلسطينية، حيث أكد الوزير شكري على أهمية الحفاظ على حل الدولتيّن وفقاً لمقررات الشرعية الدولية ذات الصلة، وضرورة عدم اتخاذ أي إجراءات أحادية في ظل ما يتردد حول نوايا إسرائيلية لضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي من شأنها تقويض فرص السلام.

 العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسبانيا

تطور الاقتصاد الاسباني وتضاعف عشرات المرات على مدى السنوات الماضية ، ومن هنا تكمن أهمية اجتذاب الاستثمارات الاسبانية لدعم الاقتصاد المصري ، حيث بلغ حجم الاستثمارات الإسبانية فى مصر نحو 947 مليون دولار، فيما يصل عدد الشركات الإسبانية العاملة فى مصر نحو 193 شركة وفقا لبيانات الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.


وتأتى الاستثمارات السياحية فى المرتبة الرابعة بـ11 مليون دولار و26 شركة، ثم الاستثمارات فى القطاع التمويلى التى تقدر بـ6 ملايين دولار وشركة واحدة، وتأتى فى المرتبة السادسة الاستثمارات الزراعية ثم الاستثمارات فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.


وتتصدر الإسكندرية المقدمة بين محافظات مصر التى تتواجد فيها الاستثمارات الإسبانية باستثمارات تقدر بـ343 مليون دولار و16 شركة، ثم دمياط باستثمارات 300 مليون دولار و6 شركات، تليها محافظة السويس بحجم استثمارات تقدر بـ86 مليون دولار و3 شركات، وتحتل القاهرة المرتبة الرابعة باستثمارات 82 مليون دولار و79 شركة. وتحتل الجيزة المرتبة الخامسة باستثمارات 60 مليون دولار و39 شركة .

العلاقات الثقافية والتعليمية

لا يمكن إنكار العمق التاريخي للعلاقات المصرية الاسبانية ، لذا كانت ولا زالت الإسهامات التي قدمتها الأندلس ومصر في مختلف المجالات وخاصة المجال الفكري والفلسفي وامتدادها إلى المتوسط، في الفترة ما بين القرن الثامن والقرن الرابع عشر خير شاهد علي ذلك.

ومن هذه الإسهامات الفكرية لبعض المؤرخين أمثال : المقريزي والقلقشندي والرحالة ابن الزبير المنتمي إلى مدينة بالينسيا الاسبانية والرحالة المصري لدى بلاط حاكم مدينة غرناطة عبد الباسط والشاعر والعالم الشامل ابن الخطيب.

 ومن الاسهامات التي ارتبطت بالمدن المصرية والاسبانية الرئيسية التي تألقت خلال حوالي سبع قرون من التاريخ ومن بين المدن المصرية تأتى القاهرة والإسكندرية حيث قضى ابن خلدون سنواته الأخيرة قبل وفاته. أما عن المدن الأسبانية فهي غرناطة، المدينة التابعة لحكم بني نصر والتي زارها هذا المؤرخ العظيم، إلى جانب قرطبة و بالينسيا أو مورثيا - مسقط رأس ابن عربي - الذي كان له تأثير عميق على الفكر الصوفي في ذلك الوقت.

Dr.Radwa
Egypt Air