الإثنين 27 مايو 2024

في ذكرى وفاتها.. رضوى عاشور رحلة كبيرة من العطاء الأدبي

رضوى عاشور

ثقافة30-11-2021 | 14:11

بيمن خليل

تحل اليوم ذكرى وفاة الأديبة الكبيرة رضوى عاشور، والتي نتذكرها من كل عام بفقدان إحدى أهم الروائيات في تاريخنا المعاصر، وفي النصف الثاني من القرن الماضي القرن الـ 20، فكان ما يميز الأديبة الكبيرة هو سعيها نحو التميز في مشروعها الأدبي، حيث تميز هذا المشروع بجماليات وآليات جديدة ومن أهم سماته التحرر الوطني والإنساني، بالإضافة إلى أعمالها الأدبية التاريخية كما أنها كانت تمتلك شخصية إنسانية بليغة الجمال وغزيرة الثقافة والعلم والدراسة والمعرفة.

ولدت رضوى عاشور في 26 مايو من عام 1946م، والتحقت بجامعة القاهرة (كلية الآداب) ودرست اللغة الإنجليزية وحصلت على الماجستير في الأدب المقارن، وبعدها سافرت إلى أمريكا وحصلت على شهادة الدكتوراة بجامعة ماساتشوستس حول موضوع (الأدب الإفريقي الأمريكي).

نشرت "عاشور" أول أعمالها النقدية عام 1977 بعنوان (الطريق إلى الخيمة الأخرى) عن التجربة الأدبية للأديب الراحل غسان كنفاني، وفي عام 1978 صدر لها كتاب بالإنجليزية عنوانه "جبران وبليك".

تزوجت رضوى عاشور من الشاعر الفلسطيني الشهير "مريد البرغوثي" وأنجبا ابنهما الوحيد الشاعر والأكاديمي "تميم البرغوثي"، وفي أيام حكم الرئيس الراحل أنور السادات تحديدًا في عام 1979م، تم منع زوجها الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي من الإقامة داخل مصر مما جعل الموضوع يذهب إلى تشتيت اسرتها.

صدر للأديبة رضوى عاشور في عام 1980 آخر عمل نقدي لها بعنوان "التابع ينهض" حول التجارب الأدبية في غرب إفريقيا، وبعدها خاضت تجربة الكتابة الروائية والقصصية، وكانت بداياتها كتاب "أيام طالبة مصرية في أمريكا" وهو كتاب سيرة ذاتية والذي صدر عام 1983م، وأعقبته بإصدار ثلاث أعمال روائية أخرى وهم: رواية (حجر دافئ، وخديجة وسوسن، وسراج) والمجموعة القصصية (رأيت النخل) وذلك في عام 1989م.

عملت رضوى في الفترة بين 1990 و1993 رئيسة لقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب بجامعة عين شمس، وعملت أيضًا بوظيفة التدريس الجامعي والإشراف على الأبحاث والأطروحات المرتبطة بدرجتي الدكتوراه والماجستير.

وفي عام 1994 أصدرت أيضًا روايتها التاريخية الشهيرة وهي (ثلاثية غرناطة)، والتي لاقت شهرة واسعة وكبيرة والتي حصلت بسببها على جائزة أفضل كتاب لهذا العام المذكور على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 1994.

وعاد مرة أخرى للأعمال النقدية، وأصدرت رضوى عاشور في بداية الألفية الثالثة مجموعة من الأعمال تتناول مجال النقد التطبيقي، كما ساعمت في موسوعة الكاتبة العربية في عام 2004م، وفي العام التالي 2005 أشرفت على ترجمة الجزء الـ9 موسوعة كامبريدج في النقد الأدبي.

 

وبين عام 1999 إلى 2012 نشرت 4 أعمال روائية ومجموعة قصصية، ومن أهمها رواية "الطنطورية" في عام 2011، بالإضافة إلى مجموعة تقارير السيدة راء القصصية.

وكانت لدار الهلال للنشر نصيب كبير من نشر أعمالها الروائية والقصصية، ففي عام 1987 نشرت دار الهلال روايتها "خديجة وسوسن"، وعام 1992 رواية "سراج"، وفي عام 1994 الجزء الأول من ثلاثية غرناطة، وفي عام 1995 مريمة والرحيل (الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية)، وفي عام 1999 رواية "أطياف".

ومن أعمالها في السيرة الذاتية: كتاب الرحلة "أيام طالبة مصرية في أمريكا، و"أثقل من رضوى: مقاطع من سيرة ذاتية"، و"الصرخة" أيضًا مقاطع من سيرة ذاتية.

رحلت الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور عن عالمنا في يوم 30 نوفمبر من عام 2014، عن عمر ناهز 68 عامًا بعد رحلة كبيرة من العطاء النقدي والأدبي، وإثراء الحياة الأدبية بأديبة لها رونق خاص وثقافة مختلفة.