الجمعة 21 يونيو 2024

في ذكرى وفاتها .. عائشة عبد الرحمن "نموذج لـ امرأة حررت نفسها ذاتيًا"

بنت الشاطئ عائشة عبد الرحمن

ثقافة1-12-2021 | 15:12

أبانوب أنور

تحل اليوم الأربعاء 1 ديسمبر ذكرى وفاة المفكرة والكاتبة المصرية بنت الشاطئ عائشة عبد الرحمن، فهي أول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، ومن أوليات من اشتغلن بالصحافة في مصر، وتحولت عائشة من طفلة صغيرة على شاطئ النيل في دمياط إلى أستاذ للتفسير والدراسات العليا، وكانت ونموذجًا للمرأة التي حررت نفسها بنفسها.

ولدت عائشة محمد علي عبد الرحمن بمدينة دمياط بشمال دلتا مصر في السادس من نوفمبر عام 1913، كان والدها عالمًا أزهريًا ومدرسًا بالمعهد الديني بدمياط، في البداية تلقت تعليمها الأول في كتّاب القرية فحفظت القرأن الكريم ثم التحقت بالمدرسة في سن السابعة؛ ولكن والدها رفض ذلك بحجة أن تقاليد العائلة تمنع خروج البنات من المنزل؛ فتلقت تعليمها بالمنزل وقد بدأ يظهر تفوقها في تلك المرحلة عندما كانت تتقدم للامتحان فتتفوق على قريناتها مع أنها كانت تدرس بالمنزل.

حصلت عائشة على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929، ثم حصلت على الشهادة الثانوية بعد ذلك التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939 وكان ذلك بمساعدة أمها فأبوها كان يأبى ذهابها للجامعة كما فعل سابقًا، وفي عامها الثاني بالجامعة ألفت كتابًا بعنوان الريف المصري، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941، وتزوجت أستاذها بالجامعة أمين الخولي صاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بمدرسة الأمناء، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، وحصلت عائشة على الدكتوراه عام 1950 وناقشها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.

عملت بنت الشاطئ أستاذًا للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، حيث قامت بالتدريس هناك حوالي 20 عامًا، وأستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان والخرطوم، والجزائر، وبيروت ، وجامعة الإمارات، وكلية التربية للبنات في الرياض.

بدأت عبد الرحمن الكتابة في سن الثامنة عشر من عمرها بمجلة النهضة النسائية ثم جريدة الأهرام فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، وكان لها مقال أسبوعي، تركت لنا بنت الشاطئ لنا أكثر من أربعين كتابًا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، وأبرز مؤلفاتها منها: التفسير البياني للقرآن الكريم، القرآن وقضايا الإنسان، تراجم سيدات بيت النبوة.

كما أن لها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها: نص رسالة الغفران للمعري، الحياة الإنسانية عند أبي العلاء: لم خلقنا؟ وكيف نحيا؟ وإلى أين المصير؟ ، الخنساء الشاعرة العربية الأولى، مقدمة في المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي، ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها: على الجسر.. سيرة ذاتية، سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي، كتاب «بطلة كربلاء»، وهو عن السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، وما عانته في واقعة عاشوراء في سنة 61 بعد الهجرة، ومقتل أخيها الحسين بن علي بن أبي طالب، والأسر الذي تعرضت له بعد ذلك.

كانت عائشة عبد الرحمن تحب أن تكتب مقالاتها باسم مستعار؛ فاختارت لقب بنت الشاطئ لأنه كان ينتمي إلى حياتها الأولى على شواطئ دمياط والتي ولدت بها، حتى توثق العلاقة بينها وبين القراء وبين مقالاتها والتي كانت تكتبها في جريدة الأهرام وخوفاً من إثارة حفيظة والدها كانت توقع باسم بنت الشاطئ أي شاطئ دمياط الذي عشقته في طفولتها.

وحصلت بنت الشاطئ على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب في مصر عام 1978، وجائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية، والريف المصري عام 1956، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994، كما منحتها العديد من المؤسسات الإسلامية عضوية لم تمنحها لغيرها من النساء مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وأيضاً أَطلق اسمها علي الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات في العديد من الدول العربية، وتوفيت عائشة عبد الرحمن بسكتة قلبية في الأول من ديسمبر عام 1998 عن عمر يناهز الـ 86 عامًا.

الاكثر قراءة