قال الدكتور علي النبوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن  المواطن العربي وخاصة المصري، يعيش في ظل أعراف نشأ عليها، وتمكنت منه وشَكَّلت تفكيره الذي يظهر في شكل سلوك بين المجتمع.

وتابع:المجتمع المصري يعيش منذ سنوات طويلة حالة من نموذج الأسرة الممتدة التي يقوم فيها الأب برعاية أولاده ويشرف على اختيار زيجاتهم بنفسه ورعايتهم فيما بعد الزواج، ويعيش الأبناء على تعظيم الأب واحترام قراراته، مشيرا إلى أنه عندما تصدر مشهد الحَجْر على الفنان الكبير رشوان توفيق،  والذىيمثل رمزية الأب لدى جموع الشعب، كان له تأثير صادم جعل الكثير يستنفر ذلك، ويعتبره أحد مظاهر عقوق الوالدين.

وأشار أستاذ الطب النفسي، إلى أن الحَجْر موجود في الشرع والقانون، وله حالات كثيرة واجبة إنقاذا للأسرة من مُسن مريض بألزيهايمر، ودائما ما يكون السبب هو الفجوة الفكرية بين الآباء والأبناء.

واستطرد: عادة كلما تقدم العمر بالإنسان فإنه يزهد الأشياء وتقل قيمتها في عينيه، ولكنها تكون ذات قيمة وأمل ومستقبل في عيون الأبناء، لذلك لا يسكت الأبناء أمام تصرفات الأب خاصة إذا كانت في إهدارات مالية، وتأتي النصائح وتنهال من المعارف والأقرباء بأخذ رد فعل تجاه الأب،  ويحدث ذلك بعد تكرار المواقف المتهورة، أو الإيداع بمستشفى نفسي أو بإحدى دور رعاية المسنين وكلها مواقف تصدم الكثير من جراءة الأبناء في تنفيذ مثل هذه القرارات.

وأكد أنه إذا كان القرار صوابا فلا بأس به، أما إذا كان فيه تجني وادعاء على الأب فعادة ما يدفع ثمنه الأبناء والأحفاد لأنها تظل وصمة عار تلاحقهم فيما بعد.

يذكرأن محامي الفنان رشوان توفيق، أكد إن ابنة موكله، آية، استولت على وديعة وضعها الفنان باسمها في أحد البنوك الخاصة، وطلب منها عدم سحبها لحين وفاته.

وأوضح المحامي المصري أن الفنان يعيش من عائد هذه الوديعة شهريا، وليس له أي دخل آخر، مؤكدا أنه فوجئ بسحب زوج ابنته للوديعة بموجب توكيل منها، ليتوقف أي دخل شهري للفنان.

وأضاف المحامي أن الفنان رشوان توفيق، اضطر لقبول أعمال جديدة في سن التسعين، رغم عدم قدرته البدنية على العمل، بسبب التقدم في السن، لكنه فعل ذلك كي يتمكن من الإنفاق على نفسه.

وأوضح المحامي أن موكله رشوان توفيق، صُدم فور علمه بتصرف ابنته وزوجها، لكنه تحمل ذلك قائلا: "مهما كان دي بنتي، لحمي ودمي، ولو قالت محتاجة الفلوس كنت اديتها لها".

وأكد أن ابنة رشوان توفيق رفعت ثلاث دعاوى قضائية، للتمكن من التصرف في ممتلكات والدها.

وأكد أن الفنان رشوان توفيق حرص على تجنب مخالفة القانون والشرع، ومن أجل هذا أعاد التقسيم، إلا أن ابنته آيه رشوان توفيق لم ترض بذلك، ولكن الفنان الكبير كان يحتفظ لنفسه بمستندات تمكنه من إعادة التوزيع مرة أخرى، وهو كان ملتزما تماما بشرع الله.

وأشار إلى أن الأمر يعتبر محسوما قانونيا، إلا أن هناك جدلا اجتماعيا كبيرا حوله، مضيفا أن آية رشوان توفيق رفعت دعوى لإبطال هذه التوكيلات استنادًا إلى نص المادة 702 من القانون المدني، ولكن هذه المادة تبيح للفنان أيضًا البيع، وإنهما (المحامي وموكله) سيردان على هذه الأمور في جلسة يوم 4 ديسمبر الجاري.