الأربعاء 27 نوفمبر 2024

شعبان يوسف: السياسة والدين من أسباب انفصال المثقّفين عن الشارع

  • 13-6-2017 | 09:00

طباعة

حول قضايا الساعة، ونظرة المثقفين لها، وميوله الشعرية وانطباعاته عن رموز الثقافة والأدب، التقت “الهلال اليوم” الشاعر والناقد شعبان يوسف لإلقاء الضوء على هذه القضايا، وقضايا أخرى خلال السطور التالية:

 
- حدّثنا في البداية عن نشأتك ومدى تأثيرها في تشكيل ميولك الشعرية والثقافية.

أنا من مواليد 7/4/1955، خريج كلية التجارة الخارجية، نشأت في فترة مشحونة بالحراك والصراع السياسي في أعقاب ثورة يوليو 1952، كان والدي صرّافا ذا ثقافة دينية تقليدية ككثير من آباء تلك الفترة، وكان مشجّعا للثقافة بشكل كبير، كما كانت لي شقيقة تشاركني دوما في قراءة الروايات والأشعار. أمّا عن أول ما استفزّ فيّ طاقاتي وأثار ذائقتي الفنية، فكان "روبين هوود"، و"أرسين لوبين" اللذيين كانا قاسما مشتركا في تأثيرهما على خيال الأدباء والشعراء. تفتّحت أعيننا على شعارات "الناصرية" وأحلام العروبة والقوميّة، وكنت فاعلا في الحركة الطلّابية. استطيع أن أقول إن ذلك الزخم السياسى هو أول شرارة شكّلت وعيى ووعي أبناء جيلي أدبيّا وسياسيا.

 
- هل تختلف حاجتك إلى الآخر قارئا كان أو مستمعا باختلاف جنس الكتابة؟ وهل تختلف مراجعتك لما تكتب ما بين الشعر والنقد؟
 
حاجتي إلى القاريء واحدة في كل الأحوال، سواء كنت أكتب شعرا أو نقدا، فلا قيمة للكتابة بدون قاريء، والقارىء هو المرآة التي تعكس للكاتب مدى جودة وقيمة عمله. أمّا عن مراجعتي، فالأمر يختلف أحيانا باختلاف نوع الكتابة، لأن الشعر لا يحتاج بحثا بقدر ما يحتاج استغلال تلك اللحظة التي تنبعث فيها شرارة الخلق، بخلاف النقد الذي يحتاج تدقيقا، وتمحيصا، وإعادة للنظر.

 
- لماذا اخترت الراحل يوسف إدريس بالذات لتكتب عنه وعن ضحاياه – على حد تعبيرك -؟
 
يوسف إدريس كاتب عظيم بلا شك، ولكن السلطة السياسية "بروزت" إدريس وكرّست جهودها لإبرازه على نحو ساهم في خفوت أسماء أدبيّة ما كان لها أن تخفت في عالم القصّة لولا وجوده على الساحة كمصطفى محمود، وصلاح حافظ وغيرهما . يكفي أن تعرف أنه الكاتب الوحيد الذي كان في مقدوره أن يمسك بسماعة التليفون ويتصل برئيس الجمهورية وهو مازال شابّا في السابعة أو الثامنة والعشرين من عُمره، وهو الكاتب الوحيد الذي كلّفه الرئيس الراحل أنور السادات بإنجاز كتابين له، أحدهما كان باللغة الإنجليزية عن قناة السويس، والآخر كان عن الاتحاد الوطني أول تنظيم سياسى نشأ بعد ثورة يوليو. لست أشكّك في قيمة يوسف إدريس ككاتب بالتأكيد، ولكن قُربه من السلطة إلى جانب غطرسته كانا من أسباب تهميش كتّاب آخرين.

 
- بمناسبة الحديث عن يوسف إدريس، هو وصف فن القصة القصيرة في إحدى مقالاته بـ"ومضة فلاش"، إن عهدت إليك بوصف الشعر في كلمة، بماذا تصفه؟
 
بكلمة واحدة .. الشعر "حالة" .
 
 
كيف ترى الارتباط بين المثقّف ورجل الشارع اليوم؟ هل تنفذ كلمة المثقف إلى داخل البيت المصري أم أن السعي خلف لقمة العيش يحول دون اهتمام الناس بالثقافة؟
 
بالتأكيد المثقّف معزول عن رجل الشارع البسيط لاعتبارات كثيرة، كما أن السياسة أو السلطة الحاكمة تمعن دوما في تعزيز حالة الانفصال تلك، إلى جانب الدين ممثّلا في رجاله بالتأكيد، غير أنني ألقي باللوم أيضا على المثقفين أنفسهم، فهم غالبا ما يحتمون بأبراجهم العاجيّة دون أي محاولة للتعبير عن هموم الجماهير جديّا، وعليهم التخلّى عن ذلك العالم الموازي، لأن الثقافة لا معنى لها دون تأثير واقعي ملموس فى حياة الشعب.

 
- في سياق نشر كتابك الأخير عن الراحل فرج فودة، هل ترى أن الإبداع وحده قادر على مواجهة الإرهاب؟

الإبداع ليس السلاح الوحيد في مواجهة الإرهاب، ولكنه أحد القوى التي لا غنى عنها في كل الأوقات . واحتفاؤنا بفرج فودة ليس سوى دليل على ذلك، فهذا الرجل كان يكتب رغم رفض أغلب المؤسسات لنشر كتاباته لئلا يطالهم بطش الجماعات الإسلامية، ورغم كل المصاعب كان مثالا للمثقّف المهموم بقضايا الشارع طوال وقته.

 
- في النهاية هل تريد أن تضيف أي شيء؟

أريد فقط أن أخبر القراء أن كتابي الأخير "المهمّشون" في طريقه للصدور، وأنني بصدد العمل على إنجاز كتابين أو ثلاثة في الفترة المقبلة .
 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة