عندما زار رئيس بيلاروسيا "روسيا البيضاء" ألكسندر لوكاشينكو مجموعة من المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل على حدود بلاده مع بولندا بعد أن منعت القوات البولندية محاولاتهم للعبور بشكل غير قانوني، حثهم على مواصلة المحاولة.
وقال زعيم بيلاروسيا للمهاجرين الذين تجمعوا خارج مستودع بالقرب من بروزجي، وهو ملجأهم المؤقت مع حلول فصل الشتاء الجليدي في أوروبا الشرقية "إذا كنتم تريدون الذهاب غربًا، فلن نخنقكم، ونمسك بكم ونضربكم، إنه اختياركم".
وقال لوكاشينكو في 26 نوفمبر الماضي "أعلم أن ما قلته لن يرضي الجميع، خاصة في الخارج ، لكن هذا صحيح ، يجب أن يعرفوا الحقيقة".
ويمكن القول أن تسيير لوكاشينكو العلني لأزمة إنسانية، دفع المسؤولون الأوروبيون لاتهام نظامه بتبسيط دخول المهاجرين من الشرق الأوسط إلى بيلاروسيا ثم توجيههم نحو الحدود، معتبرين أنه هو المثال الأخير الصارخ للدبلوماسية القسرية التي تستخدم النازحين كسلاح يستهدف الاتحاد الأوروبي لاستغلال الانقسامات السياسية العميقة والمخاوف العامة بشأن الهجرة غير المنضبطة.
وحسب صحيفة " فاينانشال تايمز"، تؤدي هذه الظاهرة إلى زيادة تصلب المواقف داخل الاتحاد تجاه الهجرة وطالبي اللجوء، حيث تسعى الدول الأعضاء إلى طرق جديدة لتعزيز حدودها وردع النازحين عن التوجه إلى الاتحاد الأوروبي، كما تكافح الحكومات لإيجاد طرق لردع الهجرة التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
وكشف جوزيب بوريل، رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، النقاب عن "البوصلة الاستراتيجية" الجديدة للاتحاد الأوروبي أو استراتيجية السياسة الخارجية قائلا: "لقد بدأ التمييز الكلاسيكي بين الحرب والسلام يتضاءل فالعالم مليء بالمواقف الهجينة حيث نواجه ديناميكيات وسيطة من المنافسة والترهيب والإكراه".
وأضاف أوروبا ليست المنطقة الوحيدة التي تعتبر فيها الهجرة قضية حساسة، لكن لدى الاتحاد الأوروبي مجموعة فريدة من الميزات التي يمكن لخصومه استغلالها.
وأكد أن الحكومات الوطنية هي المسؤولة في المقام الأول عن مراقبة الحدود الخارجية ولكن هناك سفر بلا حدود داخل جزء كبير من الكتلة، ولا يوجد نظام لإدارة التدفقات الداخلية ولا توجد آلية عاملة لتقاسم المسؤولية عن طالبي اللجوء.